تم النشر في الإثنين, 5 أغسطس 2013 , 09:01 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , ثقافة وفنون
العدد الأول من جريدة الأهرام
لا أجد شهادة للأهرام خيرا من هذه الابيات التي كتبها القاريء أحمد نسيم في19 مارس عام1919بعد ان وضع الأهرام تحت شعاره عبارة جريدة مصرية.. لكل المصريين, وقال انها أكثر الصحف تشيعا للحركة الوطنية فهذه رسالة الأهرام وواجبها.
أجريدة الأهرام خطي واكتبي آي الثناء علي بني الأهرام
أنت الصديقة من زمان عابر تاريخ باق علي مدي الأيام
اليوم يدخل الأهرام عامه الثامن والثلاثين بعد المائة الأولي من عمره. ليطوي بين صفحاته مئات الأحداث التي باتت خبرا قديما نشر بالأمس! لا يفرق في صدقيته بين مواطن بسيط مات بالتيفود في البرادعة أو جندي مارينز قتل بنيران صديقة بالعراق..أو تنحي محكمة أو رئيس أو حبس رئيس دولة15 يوما بقرار من النائب العام, إمبراطوريات كانت تسد عين الشمس.. نازية وبلشفية وسوفيتية وبريطانية ونمساوية كلها سواء.. شهدت الأهرام صفحات علوهم في الأرض ثم طوتها أوراقه وأصبحت جميعا تحت عنوان نشر بالأمس.
سبحان الحي الباقي صباح8 يناير1892 وطلع علي مصر ما أظلم ضحاها.. وفقيدنا بشارة تقلا باشا في1901 والسلطان حسين كامل وسعد ومات موسيليني وإندثرت البلشفية وستالين وعزل خروتشوف وبعدهم السوفيتية وأنتحر هتلر وهربت النازية إلي الجحور والخنادق ومات غاندي في فبراير1948 وبقيت آذان العالم مرهفة لسماع ناقوس السلام.. حتي تسمم عرفات وسقط غصن الزيتون من يده ومعه بندقية المقاومة وسلام الشجعان والقضية الفلسطينية باتت بعد انفصال حماس في خبر كان, ولم يهنأ شارون خلف حراب عنصريته البغيضة باقتحام المسجد الأقصي خلف أكاذيب رسالة السلام ودخل في غيبوبة تاريخية إلي أن مات أول أمس, وعاد مانديلا ببلاده إلي صدارة التاريخ بعد ربع قرن خلف القضبان وخطا حذاء إنسان أمريكي أول خطوات بسيطة علي سطح القمر فأصبحت عملاقة في تاريخ البشرية وألقي إنسان مقهور حذاءه في وجه جورج دبليو بوش, فأودي به إلي مزبلة التاريخ بعد أن أشعل نيران حرب صليبية قامت علي الأكاذيب والفن والطائفية!
وتنحي مبارك وعزل مرسي, بعد أن برقت فرصة للإخوان في الحكم واختفت معها فكرة منح الفرصة لتنظيم دأب علي العمل في الظلام وإنا لله وإنا اليه راجعون..
دراما الحياة المعاصرة كاملة بأبطال وأحداث متشابكة عكستها عناوين الأهرام تؤكد أن الصحف الكبيرة تبقي كذلك مادامت فوق الأنظمة والثورات والحكام.. سألت نفسي هذا السؤال وأنا أشاهد صمود الأهرام أمام كل محاولات الهدم التي تعرض لها في الفترة الأخيرة من خارجه ومن داخله.. بعضهم حاول أن يوقف مسيرة الأهرام لمصلحة النشرات الصغيرة فبدوا كمن حاول تقليد بناء الهرم الأكبر ببناء بعض الهريمات والتلال والقباب في أبي رواش والعياط واللشت.. متناسين أن نظريات بناء الأهرامات الكبيرة التي كان للأهرام الجريدة نصيب من اسمها كانت قمة في التوظيف لعلوم الرياضيات والنسبية والجاذبية ولعبة الأمم وضمائر الشعوب..
..وكل عام وقارئ الأهـــرام بألف خير .؟!
———————–
مبروك الف مبروك للاهرام وهي تخطو في عامها 138 .. لقد تعلمنا منها الكثير الكثير .
أحمد المغلوث
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً