آراء
كنت في الأحساء… الفاتنة بكل ما فيها

محمد بن عبدالله الشريف
متابعة المواطن اليوم /
كنت قد زرت الأحساء لأول مرة في العام 1373 هـ عندما كنت طالبا صغيرا في المدرسة الابتدائية بالدمام، وكان أكثر ما هالني فيها هي أسراب الذباب، التي تموج في شوارع الهفوف، والتي لا تستطيع مكافحتها وصدها حين تصطدم بوجهك وأطرافك، وكأنها أمواج الـبحر.. ثم زرتها خلال الـسنوات الأخيرة ثلاث مرات، كانت أولاها بدعوة من معالي الدكتور عبدالله العبدالقادر مع مجموعة من الـزملاء، تقديرا وتعبيرا كريما منه لعلاقة الزمالة والصداقة، التي تربطنا مذ كنا زملاء في جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الثانية بدعوة من الـنادي الأدبي بالأحساء للمشاركة في الـندوة، التي أقامها لتأبين الزميل الـراحل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، – رحمه الله-، أما الـزيارة الأخيرة فكانت منذ أيام قليلة ضمن رحلة شتوية سنوية تقوم بها مجموعة من أعضاء مجلس الـشورى القدامى، بدعوة من الزميل الكريم الدكتور زياد بن عبدالرحمن الـسديري.. وشتان بين الأحساء الـتي شاهدتها أثناء زيارتي الأولـى، وبين ما شهدتُه وشاهدتُه في زياراتي الثلاث الأخيرة من نهضة وتطور في جميع مناحي الحياة،
من اتساع في الشوارع مع نظافتها وتنسيقها، ومن تطور عمراني، وحركة تجارية لافتة، ونهضة تعليمية واضحة، وبيئة صافية نظيفة، وقبل ذلك وبعده هناك أهلها الطيبون، ومجتمعها المترابط الودود، المحافظ على الكثير من الـعادات والتقاليد المحمودة، وفي مقدمتها الحرص على التواصل وأعمال البر والتطوع، لاسيما العادة المحببة، التي ربما ينفرد بها ذلك المجتمع، وهي مجالس الأسر، حيث تختص كل أسرة بمجلس يتسع لجميع أبنائها تلتقي فيه دوريا، وفي المناسبات والأعياد، وتوفره مجانا لمناسبات الزواج الأول لأبنائها، وليس غيره من الزواجات، حيث يتميز معظم أبناء الأحساء، – إن لم يكن كلهم-، بأنهم موحدون، كما عرفنا، وقد زرنا اثنين من تلك المجالس لكل من أسرتي الجعفري والـبراك، وذلـك بدعوة كريمة من كل من معالي الدكتور عبدالرحمن الجعفري، ومعالي الدكتور عبدالرحمن البراك، اللذين أحاطانا بالكثير من كرمهما وعنايتهما.
ومن الناحية الأدبية، تشتهر الأحساء بالكثير من الأدباء، الذين تركوا بصماتهم واضحة في نهضتها الأدبية، وأذكر منهم أستاذي في المرحلـة الابتدائية الأديب عبدالله أحمد شباط، – رحمه الله-، أما الشعر والشعراء فتزخر الأحساء بالكثير من الشعراء، الذين تغنوا بها، وخلدوا
مآثرها في أشعارهم، يحضرني منها أبيات للشاعر محمد الأحدب يقول فيها: هبّ النسيم على هجر فقال لـها إني أحبك، بالتقبيل أخجلـها والعاشقون تغنوا في الحسا طربا كل يريد أن يحظى بخطبتها هي الأحسا جمالا ترتدي حللا الرأس منها يضاهي حسن أخمصها روائح المسك من نخيل الحسا نبعت في زهوة التمر والريحان مطلعها وحول ما تحفل به الأحساء من إرث تاريخي وآثار ومآثر،، أذكر أن مضيفنا الكريم قد وفر لنا في زيارتنا الأخيرة برنامجا حافلا لزيارة الكثير منها والوقوف عليها ومعرفة الكثير عنها، ومن أهم ما غطته الزيارة قصر إبراهيم باشا التاريخي، والمدرسة الأميرية، ومسجد الجبري، وسوق القيصرية، ومتحف القهوة، وميناء العقير التاريخي، وشاطئه الجميل، وجبل القارة الفريد من نوعه، ومسجد جواثا الـتاريخي، ومصنع الـفخار، ومخبز الخبز الحساوي المشهور، ومزرعة الريف التي تحتوي على مزرعة للفراولة، ومطاعم وجلسات جميلة، وحتى حديقة للحيوان، وهي بمثابة متنزه عام لأهالي الأحساء وغيرهم.
وقبل أن أختم أقول إن الأحساء زاخرة بكنوز قيمة تتمثل فيما تملكه من ثروات وإرث وآثار، وتطور في جميع المجالات، وهو ما يؤهلـها لأن تكون موطن جذب سياحيا لـيس على المستوى الداخلي للمملكة،
وإنما عالميا، فيما لو حظيت بالمزيد من الإعلام السياحي من وزارة السياحة، وغيرها من الجهات الإعلامية وشركات الإعلام وشركات السياحة، وهو ما نرجوه، وأمثّل بواحد من أهم معالمها وهو جبل الـقارة العجيب، فهذا المعلم يستحق الـزيارة لأنه لا يوجد معلم سياحي آخر ينافسه عالميا في إبداع صنع الخالـق، وعناية المخلـوق، وأقصد بذلك اعتناء حكومة المملكة به، وأخيرا لا يفوتني أن أذكر أنه رافقنا في هـذه الجولات السياحية، وعرّفنا على الكثير عنها المرشد السياحي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله العمير، فله وافر الشكر والثناء على إجادته، وتمكنه من عمله. والله من وراء القصد. ؛ وفقا لليوم
رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الأسبق
آراء
حكايه غريبة وحقيقية فتاة ترفض والديها

كتب أحمد المغلوث :
الحكاية بدأت عام 1942 م مع الطفلة الصغيرة ” برثا. عندما قام اليابانيون بأسر. والدي الطفلة الهولندية ” وقامت سيدة. من الملايو. باخذها. الي الغابة وراحت أمينة. و المتواضعة الحال بالاهتمام بالطفله وتربيتها ورعايتها وكل ما كبرت. ” برثا ” باتت تلاحظ ان شكلها. يختلف عن شكل “أمينه ” الأمر الذي راح يثير في نفسها التساؤلات. ومع هذا تزداد محبتها لها. يوما بعد وباتت تسميها. أمي وعندما كبرت راحت تبحث. عن والديها الهولنديين لمجرد. معرفة ماحصل وكيف تخليا عنها. وفي الجانب الآخر كان والديها يحاولون. أعادة أبنتهما ” برثا ” اليهما لكن محاولاتهم باتت بالفشل فالفتاة التي راحت. ترفض العودة لهما بل. قامت برفع دعوى في المحكمة بعدم رغبتها العودة اليهما بل انها متمسكة بوجودها مع والدتها وأسرتها التي اعتنت بها منذ الصغر. بل انها باتت لاتريد التعرف على والديها ” الهولنيين ” مهما حاولا مع انهما رفعا عليها قضية في المحكمة بسنغافورة مطالبين باعادتها اليهما. وحكمت المحكمة. لهما لكن أمينه. استأنفت. الحكم فنقضت المحكمة. الحكم لصالحها وكانً المشهد مؤثرا جدا. اثار تعاطف. كل من حضر. المحكمة عندما شاهدت الفتاة “برثا “. وهي تحتضن امها. أمينه ويداها. حول عنق. والدتها بالتبني ثم تواصل البكاء بحرقة. والجميع في المحكمة شاركوها . البكاء والانفعال لكنها قاومت. وبشده بل ان قاضي. محكمة الاستئناف. حكما لصالح “أمينه ” ومع هذا. ر فع والديها مظلمة لملكة بريطانيا إليزابيث من اجل أن تتدخل على اعادة أبنتهما اليهما فاعتذرت ومازاد الطين بله كما يقال الفتاة ” برثا ” الهولندية دما ولحما والمسحية الديانه قررت أن تقطع علاقتها بأسرتها الهولندية وتضعهم اما م الأمر الواقع فتزوجت شابا مسلما معلم في المدرسة الأولية. اسمه ” منصور أوسبي ” وغيرت أسمها الي ” نادرة بنت ماروث. “وكان هذا الزواج ضربة قاضية. مما اثار والدها ” هارتوجً” والكثيرون من معارفه. وكل من تابع حكاية ” نادرة ” الهولندية. المسلمة . والتي تحدت والديها الهولنديي الجنسية
__
باختصار. عن. مجلة الهلال عدد قديم جدا. من ارشيفي
آراء
حج / مشعر منى.. شاهد على سُنن الأنبياء وذاكرة الحج عبر العصور

منى 07 ذو الحجة 1446 هـ الموافق 03 يونيو 2025 م واس
يُعدُّ مشعر منى أحد أبرز المشاعر المقدسة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمناسك الحج، وتكتسب مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، لما تحمله من دلالات تاريخية وروحية، جعلت منها شاهدًا حيًا على تتابع الأزمان وامتداد الشعائر منذ عهد إبراهيم الخليل -عليه السلام-، وحتى يومنا هذا.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، ويبعد عن المسجد الحرام نحو (7) كلم، وهو وادٍ مبارك تحيط به الجبال من كل جانب، وتنبض أوديته بالإيمان في أيام الحج، حيث يقضي فيه الحجاج ليالي التشريق، ويؤدون فيه شعائر عظيمة كـرمي الجمرات، والنحر، والحلق أو التقصير.
ويحمل مشعر منى هوية مكانية متميزة، تكتنزها طبيعته الجغرافية وتُجسدها الشعائر التي يؤديها ضيوف الرحمن، حيث الخيام البيضاء التي تمتد على جنباته أصبحت علامة فارقة لمنظومة الحج الحديثة، وقد صُممت وفق أعلى معايير السلامة والراحة، لتستوعب ملايين الحجاج في بيئة آمنة ومهيأة بكفاءة.
وكانت خيام منى في العقود السابقة تُنصب من القماش والخشب أو اللباد، وتفتقر لمقومات السلامة والراحة، وتُفكك بعد نهاية الحج، فيما يضُم اليوم مشعر منى أكثر من (100) ألف خيمة ثابتة مصنوعة من الألياف الزجاجية المقاومة للحرارة والاشتعال، والمكيّفة بالكامل، وتخضع لنظام ترقيم دقيق يسهل الوصول إليها ويعزز السلامة والتنظيم، وتغطي مساحة الخيام ما يقارب (2.5) مليون متر مربع، في مشهد عمراني موحد يخدم منظومة متكاملة من الإيواء والخدمات الصحية والأمنية واللوجستية، مما يجعل من مشعر منى مدينة متكاملة مؤقتة تنبض بالحياة أيام الحج.
ويبرز في المشعر جسر الجمرات، الذي يبلغ طوله (950) مترًا وعرضه (80) مترًا، على عدة طوابق، بطاقة استيعابية تتجاوز (300) ألف حاج في الساعة الواحدة، ما يُمكن من تفويج الحشود بكفاءة عالية ويُقلل من التزاحم والاختناق، خاصة في أوقات الذروة أثناء رمي الجمرات الثلاث (الصغرى والوسطى والكبرى).
وتتوفر في الجسر وسائل متعددة لتنظيم حركة الحشود، تتضمن مداخل ومخارج متعددة من جميع الاتجاهات، وسلالم كهربائية وممرات مخصصة للطوارئ، إضافة إلى منظومة متقدمة من كاميرات المراقبة والذكاء الاصطناعي؛ لرصد الكثافات والتحكم في التدفقات البشرية لحظة بلحظة.
ويضم جسر الجمرات كذلك مرافق خدمية متكاملة، تشمل نقاطًا للإسعاف والدفاع المدني، وأماكن للراحة، ومظلات لتقليل آثار الحرارة، إلى جانب نظام تبريد متطور يعتمد على الرذاذ المائي لتحسين جودة الهواء في محيط الجسر، إذ يوفّر انسيابية لحركة الحشود ويُجسّد جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، ويُسهّل عليهم أداء شعيرة رمي الجمرات، التي ترتبط بموقف سيدنا إبراهيم -عليه السلام- في التصدي للشيطان.
وحظي مسجد الخيف في مشعر منى بعناية واهتمام كبيرين من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، انطلاقًا من مكانته الدينية والتاريخية، حيث يُعدُّ أحد المواضع التي صلى فيها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، مما يجعله من أبرز المعالم الإسلامية في المشاعر المقدسة، وتبلغ مساحته (23,500م)، ويتسع لأكثر من (27.000) مصلٍ، ويحتوي المسجد على (4) مآذن، و(9) أبواب رئيسة، و(6) أبواب طوارئ.
ويضم المسجد (1,440) دورة مياه للرجال و(300) للنساء، و(95) شاشة توعية، و(4) مكتبات رقمية، و(40) كاميرا مراقبة، و(166) طفاية حريق، و(373) وحدة تكييف سبليت، و(14) وحدة تهوية مركزية، كما تم تزويده بـ (1400) سجادة مفروشة حديثًا.
ويشهد تاريخ مشعر منى على عناية متواصلة منذ بزوغ شمس الإسلام، حيث كان الخلفاء الراشدون ومن تبعهم من ولاة المسلمين يعتنون به ويُقيمون فيه المناسك، وظل المشعر حاضرًا في وجدان الأمة الإسلامية قرونًا متعاقبة، إلى أن جاءت رعاية المملكة العربية السعودية، فكان التحول الكبير في البنية التحتية والخدمات المقدمة، ضمن رؤية شاملة؛ تهدف إلى الارتقاء بجودة تجربة الحاج، وتحقيق أقصى درجات الراحة والأمن.
وتولي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، المشاعر المقدسة عناية خاصة ضمن منظومة الحج والعمرة، عبر مشاريع تطويرية مستمرة تتضمن التوسع في الخدمات، وتحسين البنية التحتية، والتقنيات الذكية، ومشاريع إدارة الحشود، مما يسهم في تجسيد رؤية المملكة 2030 في تمكين ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بيسر وطمأنينة.
وتتجلّى في مشعر منى معاني التضحية، وتُسطّر فيه ملاحم الطاعة، ويبقى شامخًا في ذاكرة الأمة الإسلامية، حاضرًا في كل موسم حج، رمزًا للسكينة، وميدانًا للتقوى، وموقعًا تتعانق فيه الأرض بالسماء في أعظم أيام الله، حيث على أرضه يُمضي الحجاج أيامًا من أعظم أيام حياتهم، يلهجون فيها بالذكر والدعاء، ويستشعرون عظمة النسك، في جو إيماني يملؤه السكون والطمأنينة.
آراء
اقتصادي / تحوّل صناعي في المملكة تقوده رؤية 2030 وتمكّنه بنية تحتية صناعية متقدمة

الرياض 25 ذو القعدة 1446 هـ الموافق 23 مايو 2025 م واس
تشهد المملكة تحولًا تاريخيًّا غير مسبوق، إذ تُعيد رسم ملامح اقتصادها ببوصلة جديدة تقود اتجاهاتها رؤية المملكة 2030، فبينما كان النفط يشكل لعقود طويلة العمود الفقري للاقتصاد الوطني، تتجه المملكة اليوم نحو تنويع مصادر دخلها، وتوفير القيمة المضافة في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الصناعي.
ولتحقيق تلك المستهدفات تعمل المملكة على تأسيس قاعدة صناعية متينة تنافس عالميًّا، تقوم على توطين الصناعات الإستراتيجية المتقدمة، وتمكين التقنية والمعرفة والابتكار، بالاعتماد على بنية تحتية ذكية ومتطوّرة.
وتنفذ هذا التحول الصناعي في المملكة منظومة صناعية متكاملة وشاملة تقودها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، يُبنى على مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للصناعة التي تعد المحرك الأساسي للنهضة الصناعية السعودية، التي ظهرت ملامحها جلية في المدن الصناعية والتجمعات المتخصصة المتقدمة في مختلف مناطق المملكة، حيث تركز تلك المدن والتجمعات على قطاعات حيوية كصناعة الطيران، والسيارات، والصناعات الغذائية، والصناعات التعدينية، والبتروكيماويات.
وبلغ عدد المدن الصناعية (40) مدينة، كما وصل عدد المصانع إلى (12) ألف مصنع بنهاية عام 2024، مع سعي المملكة إلى الوصول إلى (36) ألف مصنع بحلول عام 2035.
ولا تقتصر مستهدفات هذه المدن والتجمعات على التصنيع والإنتاج، بل تعد نواة لمراكز اقتصادية قائمة على الربط الذكي بين مواقع التصنيع والأسواق المحلية والعالمية عبر شبكة من الموانئ الحديثة، وخطوط السكك الحديدية، والطرق البرية المتطورة.
وإدراكًا منها لأهمية التنويع الاقتصادي وتطوير القطاعي الصناعي، ضخَّت المملكة استثمارات نوعية لتطوير بنية تحتية متكاملة قوية، عبر بناء مدن صناعية وتجمعات متخصصة، تستهدف رفع القيمة المضافة في الصناعة الوطنية، وتوطين تقنيات التصنيع المتقدمة.
وفي هذا السياق، تبرز مدينتا الجبيل وينبع الصناعيتان قطبين رئيسين في قطاع البتروكيماويات العالمي، فيما أصبحت مدينة رأس الخير على سواحل الخليج مركزًا محوريًّا للصناعات التعدينية، وتحتضن مجمعًا لمعادن الألومنيوم، يعد أحد أكبر وأشمل المجمعات الصناعية عالميًّا، بالإضافة إلى إنتاج الفوسفات والمعادن الأخرى.
وفي الجنوب الغربي من المملكة، تتقدم مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بوصفها مركزًا للصناعات الثقيلة والأنشطة كثيفة الاستهلاك للطاقة، إلى جانب الصناعات الغذائية والأنشطة الزراعية.
وفي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية “KAEC”، يبرز نموذج صناعي فريد يدمج بين التصنيع واللوجستيات، حيث تضم أحد أكثر الموانئ تطورًا في العالم، مما يعزز مكانتها مركزًا للتجارة العالمية.
وفي قلب المملكة، تأتي مدينة سدير للصناعة والأعمال باعتبارها منطقة صناعية ولوجستية متخصصة، تستقطب استثمارات مهمة في الصناعات الدوائية والغذائية والتصنيع الخفيف، وتسهم في تطوير سلسلة الإمداد الوطني.
ودعمًا لتنافسية القطاع الصناعي عالميًّا، وتوطين الصناعات الواعدة؛ أطلقت المملكة عددًا من التجمعات الصناعية المتخصصة التي تمثل محاور إستراتيجية لتطوير صناعات المستقبل.
ودشنت المملكة في جدة، وتحديدًا في واحة “مدن”، “أيرو بارك الأولى”، التي تُعد أول تجمع متخصص لصناعة وصيانة الطائرات، وتمتد على مساحة (1.2) مليون متر مربع، وتُقام بالتعاون بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية، والهيئة العامة للطيران المدني، بهدف توطين التقنيات المتقدمة وتوفير بيئة استثمارية محفزة لصناعة الطيران، عبر منشآت تصنيع حديثة ومراكز بحث وتطوير متقدمة تركز على مكونات الطائرات، وأنظمة الدفاع والتقنيات الفضائية، معززًا بموقع إستراتيجي قريب من مطار الملك عبدالعزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي.
ويأتي هذا التوجه في إطار رؤية أشمل تستهدف تحويل المملكة إلى مركز إقليمي وعالمي للنقل الجوي، بقدرة استيعابية تصل إلى (30) مليون مسافر وسعة شحن سنوية تبلغ مليونا طن.
وفي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، يأتي مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات ليوفر بيئة ومتكاملة ومحفزة لتصنيع السيارات التقليدية والكهربائية، عبر توطين التقنيات واستقطاب رواد الصناعة العالميين لإنتاج (300) ألف سيارة سنويًّا في مجمع صناعي واحد.
ويهدف هذا التجمع إلى جعل المملكة لاعبًا رئيسًا في قطاع التنقل المستدام، من خلال شراكات إستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية لتوطين الإنتاج ونقل التقنيات، وتطوير سلاسل الإمداد بشكل متكامل.
وأطلقت المملكة عدة تجمعات لصناعة الغذاء تعزز الأمن الغذائي، شملت أكبر تجمع من نوعه في العالم لتصنيع الأغذية بمدينة جدة، يقام على مساحة (11) مليون متر مربع، ويضم (75) مصنعًا بمساحات تصل إلى (107) آلاف متر مربع، ومستودعات ضخمة بمساحة (134) ألف متر مربع.
وجرى تطوير هذا التجمع باستثمارات تصل إلى (20) مليار ريال، بهدف دعم الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات، وخفض التكاليف التشغيلية بنسبة تتراوح بين (5و12%)، بفضل تكامل الخدمات والبنية التحتية المتطورة، ويستهدف التجمع استقطاب أكثر من (800 ) مصنع بحلول عام 2035 في (10) أنشطة نوعية ضمن قطاع الصناعات الغذائية، بما يعزز مكانة المملكة في خارطة تصنيع وتصدير الأغذية عالميًّا.
وفي شهر أبريل الماضي أطلقت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” مجمعًا صناعيًّا للألبان في المدينة الصناعية بالخرج، الذي يمثل خطوة مهمة في تعزيز الأمن الغذائي للمملكة، ويغطي المجمع مساحة مليون متر مربع؛ يشمل مصانع للألبان والأعلاف، ومرافق للتعبئة والتغليف، ووحدات للتخزين، ويوفر المجمع الجديد بيئة إنتاج صناعي مستدامة ومتكاملة تضم مصانع جاهزة ومستودعات للتبريد.
ويشكل إنتاج محافظة الخرج من الألبان (70%) من إنتاج المملكة، ويُلبي الطلب في الأسواق المحلية والإقليمية.
وفي مجال البنية التحتية اللوجستية تلعب الموانئ والسكك الحديدية دورًا محوريًّا في دعم هذه التحولات الصناعية، حيث يواصل ميناء جدة الإسلامي أداءه بصفته أهم منفذ للصادرات والواردات الغذائية، بينما يعزز ميناء الملك عبدالله موقعه في خدمة الصناعات عالية القيمة، ويمثل ميناء رأس الخير منفذًا مهمًا لصادرات المعادن، في حين يخدم ميناء جازان المدينة الصناعية ويسهل الصادرات نحو القارة الأفريقية.
إلى جانب ذلك، يمثل خط الشمال – الجنوب أحد أهم مشروعات السكك الحديدية في المملكة، حيث يربط مناطق التعدين بالمدن الصناعية والموانئ، فيما يجري الإعداد لمشروع الجسر البري الذي يُعد من أكثر المشروعات طموحًا، إذ سيربط البحر الأحمر بالخليج العربي، ويعزز من دور المملكة ممرًا رئيسيًا للتجارة الإقليمية والدولية.
ولا يُمثل التحول الصناعي في المملكة مجرد إستراتيجية، بل رؤية بدأ تنفيذها على أرض الواقع، من مصانع تتبنى أحدث التقنيات، وتجمعات صناعية متخصصة في الصناعات المتقدمة مثل الطيران والغذاء والسيارات، حيث تعمل المملكة بوتيرة متسارعة على بناء اقتصاد يتكئ على المعرفة والابتكار، يقوم على بنية تحتية متقدمة وخطط نمو متكاملة.
وبفضل منظومة متكاملة – تشمل موانئ عصرية، وشبكة نقل حديثة، وحوافز استثمارية ذكية – تواصل المملكة استقطاب الاستثمارات النوعية المحلية والعالمية، وتعزيز بيئة أعمال تنافسية تسهم في تمكين تلك الاستثمارات، توفر القيمة المضافة منها في القطاع الصناعي.
ومع التقدم المتواصل في تنفيذ مستهدفات رؤية السعودية 2030، تتجه المملكة نحو موقع متقدم على خارطة الصناعة العالمية، لتتحول إلى قوة صناعية رائدة عالميًّا، تُنتج، وتُبدع، وتُصدٍّر، حيث إن ما تشهده المملكة ليست مجرد مرحلة انتقالية لقطاعها الصناعي، بل ثورة صناعية سعودية شاملة، تحكي قصة وطن اختار أن يصنع مستقبله بسواعد أبنائه؛ ليثبت أن الرؤية حين تتحول إلى تنفيذ، يصبح الطموح واقعًا يُبنى عليه الغد.
-
أخبار4 أشهر ago
محافظ الأحساء يكرّم الطلاب والطالبات المتفوقين بالمحافظة من مستفيدي لجنة تراحم بالمنطقة الشرقية
-
أخبار4 أشهر ago
سياسي / سمو وزير الخارجية يلتقي في ميونخ عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور فان هولين ويناقشان التطورات الإقليمية والدولية
-
أهم الأخبار4 أشهر ago
سمو محافظ الأحساء يستقبل الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية
-
أهم الأخبار8 أشهر ago
سمو محافظ الأحساء يطلع على سير العمل في معهد الدكتور محمد الجبر لمتلازمة داون
-
أخبار المجتمع4 أشهر ago
سمو محافظ الأحساء يكرّم الأستاذ سامي المغلوث بمناسبة حصوله على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام 2025م
-
أخبار المجتمع4 أشهر ago
سمو محافظ الأحساء يرعى ملتقى المتعافين الثامن “أنا قادر”
-
أهم الأخبار4 أشهر ago
سمو محافظ الأحساء يرعى انطلاق برنامج التأهيل بالترفيه للأشخاص ذوي الإعاقة في دورته الثانية بالمحافظة
-
اعجبنى10 أشهر ago
الاحساء للعالميه