تم النشر في الأربعاء, 31 يوليو 2013 , 07:34 صباحًا .. في الأقسام : مختارات

أول معاقة مصرية تحصل علي الدكتوراه من أوروبا

 

 كتبت – إجلال راضي:

أصيبت بشلل رباعي وعمرها ستة أشهر‏,‏ أجريت لها‏17‏ عملية دون جدوي‏,‏ فأيقنت أن الحل الوحيد لحالتها هو مصادقة مرضها‏,‏ وأحاطتها والدتها برعاية صحية وتعليمية فائقة‏,‏ حلمت بدخول كلية الهندسة‏,‏ لكن ظروفها الصحية حالت دون ذلك‏,‏ والتحقت بكلية التجارة الخارجية‏

وعقب تخرجها سافرت إلي أوروبا, وحصلت علي الماجستير والدكتوراه في فلسفة الاقتصاد الدولي, وأدبيا منحتها لجنة المناقشة درجتي دكتوراه أضافيتين في الإرادة والعزم وإجادة اللغة كونها أول مصرية تحصل علي الدكتوراه في مثل ظروفها الصحية القاسية..وبعد عودتها إلي مصر نالت العديد من شهادات التقدير والدروع, وتقدمت لامتحان الخارجية لتلتحق بالسلك الدبلوماسي لكن الظروف كانت ضدها أيضا, ورغم ذلك لم تستسلم للإحباط, وتتمني مقابلة رئيس الجمهورية لتتحدث معه في الشأن المصري العام لأنها تشعر بأن لديها الكثير مما يجب أن تقدمه للوطن.
في حديثها مع صفحة صناع التحدي قالت الدكتورة إيناس محمد: أصبت بشلل أطفال رباعي وكان عمري لا يتعدي6 أشهر, ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلة العلاج التي لم تنته, أجريت لي17 عملية جراحية من أكبر وأخطر العمليات, منها تثبيت عظمة صناعية بالعمود الفقري, وعملية جراحية بالحوض والركبة, وغيرها في القدم, إلي غير ذلك, فلا يوجد جزء في جسدي بدون جراحة وكانت كلها مجرد عذابات بلا جدوي, لذلك كان الحل مصادقة مرضي وتقبل الأمر الواقع والرضا بقضاء الله وهذه الظروف الصعبة أكسبتني فضيلة الصبر علي الألم ووالدتي العظيمة كانت سندي الأكبر في حياتي, حيث كانت رحمها الله بديلا لعمودي الفقري المصاب, ومع ظروفي هذه أصررت علي انتظامي في المدرسة, كانت المرحلة الثانوية أكبر عقبة واجهتني خلال رحلة تعليمي, فأحيانا كان ينتهي اليوم الدراسي ويتم تنظيف الفصل وأنا بانتظار الداده التي ستخرجني من الفصل.
وتضيف الدكتورة إيناس: حلمت بالالتحاق بكلية الهندسة, وفي المرحلة الثانوية اخترت شعبة رياضة حديثة, وحصلت علي مجموع كبير يؤهلني لتحقيق حلمي, ولكن الصدمة الكبري كانت عدم قبولي بكلية الهندسة بسبب ظروفي الصحية, وهنا لعبت والدتي دورا كبيرا, لم تتركني فريسة للإحباط وأقنعتني باختيار كلية التجارة الخارجية شعبة إدارة أعمال وتحويل حلمي صوب الالتحاق بالسلك الدبلوماسي وتم قبولي في كلية التجارة جامعة حلوان وأثناء الدراسة كان العمل بالسلك الدبلوماسي يراودني طوال الوقت, فدرست الكمبيوتر ولم يكن منتشرا في ذلك الوقت, وحصلت علي شهادة مبرمج في لغة أكوبول وألفورتران وبما أنني أعشق الدراسة سافرت إلي أوروبا عقب تخرجي للحصول علي الماجستير والدكتوراه.
وتكمل دكتورة ايناس: في أوروبا أعطي تفوقي في البحث العلمي دافعا قويا للمشرفين والأساتذة فساعدوني وذللوا لي الصعاب حتي حصلت علي الماجستير والدكتوراه, ونظام الدراسة هناك يختلف كليا عن مصر, المشرف ينتهي دوره بمجرد طبع الرسالة ويحضر المناقشة مثل باقي الضيوف, أما تقييم الرسالة فيقوم به مجموعة من الأساتذة وقاعة المناقشة تشبه قاعة المحكمة, حيث توجد منصة يجلس عليها سبعة أساتذة والمناقش يجلس علي مكتب منفصل, وهناك أثنان أخران وكأنهما يمثلان النيابة, ويسبق هذا الإعلان عن المناقشة في الصحف قبل الموعد بأسبوع وبالتالي يحق لأي شخص الحضور, وبعد عرضي للرسالة جاءت المفاجأة علي لسان رئيس الأكاديمية عندما أعلن حصولي علي3 دكتوراه, الأولي في العزيمة والإرادة لأني أول سيدة مصرية تسافر بمفردها في هذه الظروف الصحية السيئة لتحصل علي الدكتوراه, والثانية في اللغة, أما الثالثة والأخيرة فكانت في الاقتصاد الدولي, موضوع الرسالة, وفي ذلك اليوم قالت لي والدتي جملة ظلت محفورة في ذاكرتي وهي الآن أموت وأنا مطمئنة بعد حصولك علي الدكتوراه, وأصبحت فخرا للجميع ورفعت اسم مصر بالخارج.
وتتوقف الدكتوره إيناس أمام الفارق بين المعاق في أوروبا ومصر بقولها: في أوروبا المعاق مدلل لا يواجه أي معاناة كل الأشياء ميسره له, خلال السنوات التي قضيتها هناك كنت أتحرك بمفردي بحرية كاملة عن طريق الاتصال بهيئة النقل العام وأبلغهم أنني أرغب في السفر وليس لدي مرافق, بعدها يحضر الأتوبيس المزود بأسانسير وأصعد بالكرسي المتحرك وينقلني إلي محطة القطار ويقوم بتسليمي لهم ويتولي شخص مرافقتي حتي أصل إلي شريط القطار إلي أن يأتي القطار وأصعد إليه عن طريق الأسانسير, وفي القطار قسم خاص بالمعاقين يلقون فيه رعاية خاصة, وعندما أصل إلي البلدة التي أقصدها أتجول بالكرسي المتحرك براحة تامة, وأقضي وقتا ممتعا, وأيضا من مظاهر الاهتمام بالمعاق في أوروبا حصوله علي بطاقة تحدد حالته الصحية حتي يحصل علي الخدمات التي يحتاج إليها من علاج وكراسي متحركة وأجهزة طبية, والاهتمام بالمعاق لا يقف عند الاحتياجات الضرورية الملحة, بل يصل إلي الرفاهية حيث يحصل كل معاق علي دفتر به تذاكر سينما ومسرح ليتمكن من الذهاب في أي وقت, والمعاق في مصر ليس له وجود علي الخريطة ولا يوضع في الحسبان عند تصميم المنشآت الحيوية, فيفاجأ دائما بوجود السلالم في أي مكان يذهب إليه مثل الشهر العقاري وأقسام الشرطة والبنوك, وهذا يعوقه عن الحصول علي الخدمات التي يحتاج إليها, لذلك أتمني أن أجد مستشارا قانونيا يتطوع لمعاونتي في إدارة شئوني الحياتية, لأني وقعت فريسة لاستغلال أشخاص كثيرين مما يجعلني دائما أوضح لكل من حولي أن كل ما يتعلق بي أقوم به دون وساطة أحد حتي لا يستغل أسمي من قريب أو بعيد.
وعن أصعب المواقف التي تعرضت لها في حياتها تقول: بعد حصولي علي الدكتوراه تقدمت لامتحان وزارة الخارجية لألتحق بالسلك الدبلوماسي ونجحت في الامتحان التحريري, ويوم امتحان الشفوي تأخرت الدادة, ولم أتمكن من الذهاب إلي الامتحان, وضاع حلم عمري وقد يندهش البعض من ذلك, ولكني أقول للجميع من حقي أن أحلم كما أشاء, وأن إعاقتي لا تمنعني من ذلك, وأذكركم أن روزفلت تولي حكم أمريكا أربع فترات متتالية وهو علي كرسي متحرك.
وفي النهاية تقول الدكتورة إيناس:
أحلم وأرغب بشدة في مقابلة رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور, وأحلم أن يهتم المسئولون في مصر بالمعاقين علي غرار الدول الأجنبية

——–

عن الاهرام

 

 

 

 

 

 

 

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

أهم الأخبار

سمو محافظ الأحساء يدشّن “وقف الوفاء الأول” لجمعية قبس للقرآن والسنة والخطابة

  المواطن اليوم  دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، اليوم” الإثنين ” ، […]

  • ديسمبر 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     123456
    78910111213
    14151617181920
    21222324252627
    28293031  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com