Connect with us

آراء

أرامكو… حين تتجاوز العلامة التجارية حدود الإعلان إلى أعماق الذاكرة

Published

on

بقلم: أحمد بن عبدالعزيز المغلوث
‏3aaahmed@

ليست كل العلامات التجارية تُولد لتُنسى بعد أول إعلان. بعض العلامات، بذكائها العاطفي وصدق تواصلها، تختار أن تسكن الذاكرة لا السوق فقط؛ تتسلل إلى لهجتنا، طفولتنا، وأعيادنا، وتصبح جزءًا من تفاصيل حياتنا اليومية

وهكذا كانت أرامكو لمن نشأ في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية… لم تكن مجرد شركة نفط، بل كانت تجربة وجدانية متكاملة، تنسج خيوطها في نبض الأيام
ومن بين تلك التفاصيل البسيطة التي كبرت في وجداننا، برزت “كيكة أرامكو” كرمزٍ صغير لحكايةٍ أكبر.
لم تكن كيكة أرامكو منتجًا رسميًا من الشركة العملاقة، بل كانت حضورًا وجدانيًا ارتبط باسم أرامكو مجازًا، حين كانت الشركة تحتفي بالنجاحات الصغيرة في المدارس، وتدعم لحظات الفرح في المجتمع

في سنوات شبابي الأولى، حين تنقلت بين عدد من المدارس الثانوية، بقيت ثانوية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بالدمام محفورة بخصوصية استثنائية في الذاكرة؛ لم تكن المدرسة متميزة فقط بتصميمها البسيط والأنيق، بل كانت تحمل روحًا مختلفة؛ روح أرامكو.
هذه المدرسة، التي بُنيت بدعم من الشركة، جسّدت نموذجًا لكيفية امتداد تأثير العلامة التجارية إلى البيئة المجتمعية والتعليمية، بصورة تتجاوز المعايير المادية إلى القيم الوجدانية.
في كل مناسبة نجاح أو تفوق دراسي، كانت كيكة أرامكو حاضرة.
هذه الكيكة لم تكن مجرد حلوى؛ بل كانت رمزًا للفرح المشترك، ورسالة ضمنية تقول: “نحن معكم في أفراحكم الصغيرة وأعيادكم الكبيرة كما في مشاريعنا الكبرى”.
كانت تُوزع بتلقائية جميلة، تزرع في نفوسنا شعور الأمان والانتماء، قبل أن ندرك حتى ماهية التسويق أو إدارة العلامات التجارية.

ووفقاً لنظريات علم النفس التسويقي، الأفراد لا يتذكرون الإعلانات بحد ذاتها، بل يتذكرون المشاعر التي أثارتها تلك العلامات في وجدانهم.

أرامكو، بفطنتها الاتصالية، خلقت لدى الأجيال شعورًا دائمًا بالاهتمام والرعاية، ليس عبر وعود دعائية مجردة، بل عبر أفعال ملموسة شكلت سياق الحياة اليومية: مدارس، ملاعب، منح دراسية، وأبسطها… قطعة كيكة في يد طفل متفوق.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الحواس البشرية تختزن الذكريات بأكثر مما تفعل اللغة أو الصور البصرية
تلك الكيكة الإسفنجية، المغطاة بطبقة من الكراميل وجوز الهند، حملت في مذاقها وملمسها ورائحتها رسالة وجدانية مختزنة في أعماق الذاكرة: “أنتم جزء منّا، ونحن جزء منكم.”

ولعل الدرس الذي تقدمه تجربة أرامكو يتجاوز دروس التسويق الكلاسيكي؛ فقد صنعت الشركة ولاءً وجدانيًا قبل أن تصنع ولاءً وظيفيًا. فلم يكن ارتباط الناس بها مدفوعًا بشروط التوظيف أو الامتيازات، بل بنمط حياة ومجتمع متكامل، غُرس فيهم بصدق واستمر معهم مع مرور الزمن
حين نقول “أرامكو”، نحن لا نصف شركة أو مؤسسة اقتصادية فحسب، بل نسترجع شعورًا دافئًا ممزوجًا بالفرح والانتصار والسرور

نسترجع لحظات انتماء لمكان لم نكن جميعنا موظفين فيه، لكننا كنا جميعًا أبناءً لظله
تلك الظلال التي كبرت معنا في مدارسنا وملاعبنا، وحفرت اسمها في قلوبنا قبل أن تُكتب على لوحات الإعلانات
ختاماً، تتجلى عبقرية العلامات العظيمة في قدرتها على أن تكون جزءًا أصيلاً من نسيج الذكريات، لا مجرد جزء من حركة السوق.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آراء

اقتصادي / الزراعة في العقيق تثمر اقتصاديًّا.. 1600 مزرعة نخيل ترفد السوق بـ40 طنًّا سنويًّا

Published

on

المواطن اليوم

الباحة 30 محرم 1447 هـ الموافق 25 يوليو 2025 م واس
بدأ مزارعو محافظة العقيق بمنطقة الباحة هذه الأيام جني ثمار التمور في مختلف مزارع المحافظة، فيما يُعرف محليًّا بموسم “الخرفة”، الذي يمثل مرحلة الحصاد السنوي لمحصول النخيل، وسط أجواء من الحراك الزراعي والاقتصادي والاجتماعي.
وتُعد محافظة العقيق من أبرز المناطق الزراعية في الباحة من حيث إنتاج التمور، إذ تحتضن نحو (1600) مزرعة نخيل تضم أكثر من (130) ألف نخلة، تُنتج سنويًّا ما يُقدّر بـ(40) طنًّا من التمور، تشمل عدة أنواع محلية ذات جودة عالية مثل: الصفري، والخلاص، والسكري، والبرحي.
وأوضح مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة المهندس فهد مفتاح الزهراني، أن موسم الخرفة يُعد من المواسم الزراعية المهمة، التي تعكس جودة التمور المنتجة في منطقة الباحة عمومًا ومحافظة العقيق على وجه الخصوص، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على دعم مزارعي النخيل من خلال برامج الإرشاد الزراعي والمبادرات التحفيزية، بهدف تحسين الإنتاج ورفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز القيمة المضافة لمحصول التمور.
وأضاف أن فرع الوزارة بالمنطقة مستمر في تقديم الخدمات الفنية والتقنية للمزارعين، وإقامة ورش العمل والزيارات الميدانية لتوجيههم نحو أفضل الممارسات الزراعية، مؤكدًا أهمية تعزيز التسويق الزراعي وتوسيع فرص الاستثمار في قطاع النخيل.

Continue Reading

آراء

Published

on

Continue Reading

آراء

حكايه غريبة وحقيقية فتاة ترفض والديها

Published

on

كتب أحمد المغلوث :

الحكاية بدأت عام 1942 م مع الطفلة الصغيرة ” برثا. عندما قام اليابانيون بأسر. والدي الطفلة الهولندية ” وقامت سيدة. من الملايو. باخذها. الي الغابة وراحت أمينة. و المتواضعة الحال بالاهتمام بالطفله وتربيتها ورعايتها وكل ما كبرت. ” برثا ” باتت تلاحظ ان شكلها. يختلف عن شكل “أمينه ” الأمر الذي راح يثير في نفسها التساؤلات. ومع هذا تزداد محبتها لها. يوما بعد وباتت تسميها. أمي وعندما كبرت راحت تبحث. عن والديها الهولنديين لمجرد. معرفة ماحصل وكيف تخليا عنها. وفي الجانب الآخر كان والديها يحاولون. أعادة أبنتهما ” برثا ” اليهما لكن محاولاتهم باتت بالفشل فالفتاة التي راحت. ترفض العودة لهما بل. قامت برفع دعوى في المحكمة بعدم رغبتها العودة اليهما بل انها متمسكة بوجودها مع والدتها وأسرتها التي اعتنت بها منذ الصغر. بل انها باتت لاتريد التعرف على والديها ” الهولنيين ” مهما حاولا مع انهما رفعا عليها قضية في المحكمة بسنغافورة مطالبين باعادتها اليهما. وحكمت المحكمة. لهما لكن أمينه. استأنفت. الحكم فنقضت المحكمة. الحكم لصالحها وكانً المشهد مؤثرا جدا. اثار تعاطف. كل من حضر. المحكمة عندما شاهدت الفتاة “برثا “. وهي تحتضن امها. أمينه ويداها. حول عنق. والدتها بالتبني ثم تواصل البكاء بحرقة. والجميع في المحكمة شاركوها . البكاء والانفعال لكنها قاومت. وبشده بل ان قاضي. محكمة الاستئناف. حكما لصالح “أمينه ” ومع هذا. ر فع والديها مظلمة لملكة بريطانيا إليزابيث من اجل أن تتدخل على اعادة أبنتهما اليهما فاعتذرت ومازاد الطين بله كما يقال الفتاة ” برثا ” الهولندية دما ولحما والمسحية الديانه قررت أن تقطع علاقتها بأسرتها الهولندية وتضعهم اما م الأمر الواقع فتزوجت شابا مسلما معلم في المدرسة الأولية. اسمه ” منصور أوسبي ” وغيرت أسمها الي ” نادرة بنت ماروث. “وكان هذا الزواج ضربة قاضية. مما اثار والدها ” هارتوجً” والكثيرون من معارفه. وكل من تابع حكاية ” نادرة ” الهولندية. المسلمة . والتي تحدت والديها الهولنديي الجنسية
__
باختصار. عن. مجلة الهلال عدد قديم جدا. من ارشيفي

Continue Reading

الاكثر تداولا

عدد الزوار: 1310297

Copyright © 2017 almowatenalyoum.com