أحمد المغلوث /

بقدرما أفرح عندما أقرأ ضبطية مخدرات قام بها رجال الجمارك في مختلف منافذنا الحدودية.. وما أكثرها في السنوات الأخيرة والتي تؤكد بصورة دقيقة.. حقيقة أن هناك من يستهدف وطننا الحبيب لنشر هذا السم القاتل الذي يذهب بسببه عشرات من أبناء الوطن وغير الوطن. إما موتى بسبب تطبيق الحدود الشرعية فيهم لقيامهم بالتهريب او المشاركة في تسويق هذا السم. وهناك من يقضي سنوات من عمره في غياهب السجون نظير ما ارتكبته يداه في هذا المجال القبيح.. وهذه الصحيفة وغيرها من صحفنا ووسائلنا الإعلامية المختلفة تناولت ظاهرة انتشار المخدرات بين البعض من شبابنا.. وأعدت العديد من التقارير والتحقيقات وحتى الكتابات من أجل التوعية بمخاطر ومضار ومصير من يتعاطى هذا السم المميت الذي تسبب في هدم أكثر من بيت، فكم أسرة أضر بها تعاطي ولي أمرها أو أحد أفرادها هذا السم.. والذي يذهب بعقل وصحة متعاطيه، والذي يتحول لاحقا إلى موزع ومسوق من أجل الحصول على المال ليشتري المزيد منه، وهناك من يتحول مع الأيام لمهرب أو مشارك في عملية التهريب.. فمع كل يوم تتضاعف أخطار المتعاطي ويصبح خطرا على نفسه وأسرته وحتى مجتمعه لذلك لا يتردد عن القيام بارتكاب الجرائم الأخلاقية والمحرمة فتسهل عليه عملية قتل والديه..؟! ومع النشاط الفاعل لـ«مكافحة المخدرات» التي تحاول جاهدة مكافحة هذا الوباء وقبل هذه التوعية بمخاطرها على المدمن نفسه وعلى مجتمعه ووطنه.. فلقد اهتمت قيادتنا الحكيمة بقضية المخدرات وسمومها القاتلة فتدخلت مشكورة بإصدار القرارات المحفزة على محاربتها بشتى الطرق بدءا بمضاعفة التوعية لمختلف فئات الشباب. ومرورا بالعيون الساهرة في المنافذ لمنع دخولها.. والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه تهريبها أو تسويقها وتعاطيها.. ومع هذا ورغم هذا نجد أن هذا السم على اختلاف أشكاله وأنواعه من مواد طبيعية أو مخلقة بات مشكلة تتفاقم وتزداد انتشارا، وهذا ما تؤكده الأعداد الهائلة من الضبطيات في المنافذ.. فلولا وجود سوق رائجة ومطلوبة لهذا السم لما أقدم المهربون على ارتكاب جريمة التهريب.. ولأن التعرف على طبيعة وأبعاد المشكلة يضع أصابعنا على الحل.. ومنذ البدايات صحيح هناك دول ومنظمات يهمها بالدرجة الأولى نشر هذا السم بين أفراد المجتمع، ولتحويلها سوقا يدر عليهم ذهبا.. ومن هنا نسأل من هم المستفيدون من نشر هذا السم بين أبناء الوطن.. ولماذا يهرب البعض إلى التعاطي.. وبعد ذلك الإدمان.. ومن ثم التسويق. وأخيرا التهريب.. وكما أن هذا السم (المخدرات) ليس محصورا على بلد دون آخر لكن وجوده في دولة مستهدفة يضاعف من خطورته عليها وعلى مواطنيها.. كذلك توفر المال بالمقارنة بدول أخرى يساهم هو الآخر في انتشاره بين شبابها.. وحتى نصل إلى (زبدة) أو خلاصة المشكلة إلى أن البيت والمدرسة وجهان لعملة واحدة في التنبيه بمخاطر هذا السم، ومكافحته من جذوره. فيجب أن تخصص حصص توعية بين فترة وأخرى. وليس بالكلام المكتوب ولكن عبر الأفلام والصور الحقيقية.. وماذا بعد… التوعية الجادة مبكرا هي الأساس في المكافحة الناجحة..!

تغريدة: أستغرب جدا عندما يردد البعض لا أفهم المرأة. مع أنه يستطيع سبر غورها وفهمها جيدا. بنظرة عين. فقط..