رواية ( الورده الذابله ) الحلقه -14

قال سعود : انسى الموضوع .. رجل يعرض بضاعته  لمن يرغب في الشراء . لكن الحمد لله لم تعجبني بضاعته رغم أنني لم اراها بعد .؟! أعوذ بالله . دعنا نأكل لقمه هنيه من هذا المطعم قال ذلك وهو منزعج قليلا فيما كن سالم بلعب بأصابعه في شعيرات شاربه القصير.. 

جاء عامل المطعم الهندي وهو يسألهما عن نوع الاكل الذي يرغبان يأكلانه . ؟ وراح يعدد أسماء مأكولات بحرينيه وهندية وإيرانية . وبعد لحظات  .. اتفقا على وجبة من الماسالا  مع بعض حبات من السمبوسة ..كان المطعم رغم مساحته المحدودة الا أنه كان مزدحما للغاية . عمال .. متسوقين بحاره .. صيادين وحتى بعض الباعة في الدكاكين والحوانيت المنتشرة في السوق .. خليط من مختلف الجنسيات واللهجات المختلفة لكن كانت اللغات المنتشرة الايرانية والهندية .. كان الاكل مباشرة على الارض المفروشة بالمداد  وعلى سفر دائرية  من سعف النخيل ( الخوص ) فرشت واحدة امامهما ووضع عليها  سلة خوصية بها خبز هندي ..ووضع على السفرة سلة أخرى بها كمية من الفجول والبصل الاخضر ..

رائحة الطعام في المطعم دخلت الى انوفهما بدون استئذان . بل التصقت بملابسهما .. شعر سعود بأن جسمه من الداخل بات مدهونا برائحة الكاري والثوم .. وعندما اعتدل في جلسته القرفصاء . اصطدمت مؤخرته بخلفية الذي يجلس خلفه وكان رجلا سمينا .! قال مخاطبا سالم : الذي يجلس خلفي يبدو أنه أخذ رائحته الى ابعد الحدود . يمكن تهرسني مؤخرته . وراح سالم يغطي فمه بيده المعروقه ليخفي ضحكته التي انطلقت بقوة لتخرج من المطعم لتصيب بالدهشة كل المتسوقين .. حيث تطلع جميع من في المطعم للبحث عن صاحب الضحكة المجلجلة ؟!  ثم راح يطالع الرجل السمين  ويتفحصه   تحت ضوء الشارع  القادم من ابواب المطعم المفتوحة .. وإذا به يقول : حقيقي أنه سمين اتصور باستطاعته يأكل كل محتويات المطبخ . نظر اليه الرجل السمين نظرة تعجب واستغراب  لنظرات سالم المتفحصة . كانت عينا الرجل مفتوحة رغم ما يحيطها من لحم  .. وباتتا مدفونة بصورة مدهشة في رأٍسه  وراح الرجل يتساءل عن سبب ضحكة سالم  الغريبة . ربما تذكر شيئا ما .. دفعه الى الضحك او قال له صاحبه كلاما  دفعه الى ذلك هكذا كان لسان حال الرجل السمين يردده بينه وبين نفسه وهو يضع لقمة من طعامه في فمه بصورة شرهة .؟! كانتا يداه تتسابقان في وضع اللقمة داخل فمه ..

اما سعود فراح يخفي ابتسامته بطرف غترته .. كانت عيناه تشعان بالابتسامة ايضا. كان مندهشا مما يشاهده في المطعم ومن التنوع العجيب لرواده . اول مره في حياته يشاهد مثل هذا التنوع الانساني المدهش للناس .. لقد سمع الكثير عن الحجاج والمعتمرين في مكة المكرمة والمدينة المنورة .. الذين قموا من مختلف دول العالم .. لكن لم يشاهد في مدينته وفي اسواقها مثل ما شاهده في هنا في المنامه .. مرات قليلة جدا التي شاهد فيها اجانب او غرباء في اسواق مدينته اللهم الا عدد محدود من الاتراك وبعض الاجانب من  الاسيويين الذين كانوا يعملون مع الاتراك .. هنا عالم  عجيب .. يا الله . هذا يتحدث بالانجليزية  وذاك بالفارسية وثالث بالأوردية . سبحانه . الذي جعل هؤلاء يأتون من بلادهم البعيدة للعمل هنا طالبين لقمة العيش الحلال ..

 عامل المطعم . قادما حاملا صينية نحاسية متوسطة الحجم  بها صحنين ومثلثات السمبوسة .. ووضعها مباشرة على السفرة . كان العامل نحيلا جدا لدرجة أنه يسنطيع المرور من خلال الجالسين بدون ان يحتك جسده اويصطدم بأحدهم ..وكان شعره مسرحا بصورة دقيقة وبدأت رائحة دهن النارجيل في شعره واضحة وحتى لامعة في شعره الاسود ..

طلب سعود من العامل أن يحضر لهما ماء للغسيل ..ا ستدار العامل  .. وما هي الا لحظات وإذا به قد أحضر معه إناء من الفخار به ماء .غسلا كلاهما يديه داخل الاناء  ..  كان سعود في شوق للأكل . فلم يتردد أن  مد  يده بعدما ردد البسملة . وراح يأكل بشهية مفتوحة ..

يتبع  غدا