دبي / المواطن اليوم

شهدت نقاشات اليوم الاول من قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب مناقشات معقمة بين متخصصين وخبراء الإعلام لينقلوا صورة حية حول حقيقة العلاقة بين الإعلامين التقليدي والاجتماعي.

وفي الوقت الذي وجد فيه الدكتور علي جابر مدير مجموعة “إم بي سي” وعميد كلية محمد بن راشد للإعلام أن الإعلام التقليدي سيبقى محافظا على مكانته خلال السنوات المقبلة وسيبقى جديرا بلقب الإعلام الحقيقي الذي يمثل القدوة لوسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي.. يرى أحمد شهاب الدين الصحفي والاستاذ المساعد في جامعة كولمبيا أن الإعلام الاجتماعي أصبح يسرق الأضواء منه وعلى التقليدي البحث عن الأساليب التي تمكنه من البقاء في الساحة خلال السنوات المقبلة ولاسيما مع التطورات التقنية الكبيرة والمتلاحقة التي يشهدها عالمنا اليوم.

وأكد علي جابر خلال الجلسة التي شارك فيها تحت عنوان “هل الإعلام التقليدي هو الإعلام الحقيقي” ضمن فعاليات اليوم الأول من القمة أن الإعلام والصحافة عملية متكاملة تتكون من مجموعة متناسقة من المراحل التي تبدأ بالبحث والتفتيش عن الفكرة أو القصة ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التحقق من دقة المعلومات وصحتها قبل نشرها وهي عملية مكثفة للغاية تمر فيها المعلومات بمجموعة من المراحل قبل أن تصبح مقالا أو برنامجا تلفزيونيا معتبرا أن وسائل التواصل الاجتماعي اختصرت كل تلك المراحل المتتابعة ولم يعد ذلك إعلاما بل أصبح عملية تواصل أو دردشة فحسب.

وشدد أنه بالرغم من السقطات الكبيرة التي عانى منها الإعلام التقليدي عبر التاريخ إلا أنه لا يمكن وضعه خارج الإطار المتناسق لنشر الأخبار الصحيحة بعد التأكد من تدقيق المعلومات ومراحل نشرها.

ورأى أن هناك مشكلة حقيقية في تعريف التواصل الاجتماعي بأنها وسيلة إعلامية حقيقية وخاصة مع عدم وجود الرقابة الواقعية والمناسبة على مراحل إعداد ونشر الأخبار.

وأشار جابر إلى الأهمية المتواصلة التي ما تزال الوسائل الإعلامية التقليدية تحافظ عليها حيث يوجد في الدول العربية حاليا أكثر من 1400 قناة فضائية تلفزيونية ما يمثل دلالة واضحة على حجم الإعلام التقليدي ويعد الوطن العربي من أكثر مناطق العالم انتشارا لأجهزة التلفاز وما تزال المصدر الأساسي للأخبار والترفيه في البيوت العربية.

ولفت إلى اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى التلفزيوني بشكل كبير في تعزيز التواصل.

وأكد أن الإعلام التقليدي “حي يرزق” ولا ينبغي لنا أن نستعجل انتهاء دوره بل أن الواقع يظهر أن الوسائل الإعلامية التقليدية ما تزال تقدم الترفيه والخبر بشكل جذاب للغاية.

وفي جلسة هل الإعلام الاجتماعي هو إعلام المستقبل قال أحمد شهاب الدين إن الوضع تغير بشكل كبير بفعل وسائل التواصل الاجتماعي حيث أن السنوات العشر الماضية شهدت تغييرات وتطورات كثيرة بفعل الانتشار الكبير لهذه الوسائل حيث أنها ساهمت بشكل كبير في تغيير النظرة إلى الإعلام والتعامل مع القضايا التي تثار فيه.

وبين أن شركات التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر شركات العالم وطريقة التواصل المثلى بين الأصدقاء والشركات بل وحتى أيضا طريقة مناسبة وجيدة بل ومفضلة للتواصل بين الحكومات وأفراد المجتمع لتعريفهم بالقرارات الجديدة والمعلومات التي تصب في اطار اهتمامهم.

وبين أن الجميع أصبح يتلقى الأخبار عبر وسائل الإعلام الاجتماعي أكثر من الصحف والقنوات التلفزيونية وأظهرت قنوات التواصل الاجتماعي أهميتها للأخبار في الاحداث السياسية ودفعت الحكومات للحرص على تلبية المتطلبات الخاصة بأفراد المجتمع كما أصبحت وسائل الإعلام الاجتماعي في مقدمة الوسائل التي تحصل على أعلى نسب متابعة.

واشار إلى أن الإعلام التقليدي أصبح يعتمد كذلك وأكثر من أي وقت مضى على وسائل الإعلام الاجتماعي للوصول إلى الجمهور ونشر المعلومات والأخبار وغيرها من التغطيات الإعلامية.

وأشار إلى أنه في العام 2014 وصل عدد مستخدمي الفيسبوك إلى 82 مليون مستخدم في العالم العربي و400 مليون جهاز نقال و135 مليون مستخدم للإنترنت.

وتشتمل أجندة فعاليات قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب العديد من الجلسات التفاعلية التي يشارك فيها قائمة من كبار المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف بلدان الوطن العربي والعالم./ وام