– إن “زواج القاصرات اغتصاب لم يقمع ولم يدان من المشرّع ؛ فاستمر المجرم بجرائمه وضاع صراخ الضحايا !!” تغريدة عبر فيها احد المغردين عن رفضه لظاهرة تتزايد في المجتمعات العربية رغم كل المساعي لوضع حد لها، او الاضاءة على المشكلة والعجز عن حلها لأسباب عديدة ومتنوعة. إنها مشكلة مجتمعات بأسرها،”في العراق يقنون البيدوفيل (الجنس مع الاطفال)… جريمة كبرى يقرها الدين ويقدسها العرف” كما وصف الامر احد العراقيين على صفحته على الفيسبوك.

العراق بالمرتبة الاولى
وفي وقت كان الاعتقاد ان كل من السعودية ومصر واليمن من اكثر الدول التي تشهد مثل هذه الزيجات، قال وزير التخطيط والتعاون الانمائي علي شكري في حديث صحفي “ان العراق يعد من الاعلى بين دول العالم بزواج القاصرات حيث وصلت النسبة الى 11 بالمائة، بالاضافة الى مشكلة حمل القاصرات وما تتسب به عالميا من تزايد سكاني “. واعتبر الوزير ان “الحد من هذه المشكلة التي يعاني منها العالم تحتاج الى قرارات اممية لتحديد النسل ورفع سن الزواج”.
فعلق احد الصحفيين العراقيين على صفحته على الفيسبوك بالقول “شنو يعني “تحتاج الى قرار اممي”…يعني زواج القاصرات في العراق يخضع للفصل السابع مثلا يا معالي الوزير؟؟؟”.

مسلسل القاصرات
اعاد “مسلسل القاصرات- وأد البنات” المصري الذي يعرض خلال شهر رمضان على احدى المحطات الفضائية تحريك النقاش حول تزايد ظاهرة زواج القاصرات وحتى غير البالغات منهن. إذ ان هذا الموضوع الذي تعاني منه شريحة كبيرة في مجتمعاتنا إن باسم الدين او بسبب الحاجة المالية. تقع ضحيته فتيات صغيرات لا حول ولا قوة لهن، تتفتح عيونهن على قسوة الحياة ليجدن انفسهن لاحقا امهات مطلقات وهن في سن المراهقة مع ما يترتب عن ذلك من امراض نفسية لهن. وهذه المشكلة ليست حصرا على بلد واحد، السودان مثلا يشهد على تزايد زواج القاصرات لان” قانون الاحوال الشخصية لا يحمي المرأة، وحضور الفتاوى وراء تزايد ظاهرة زواج الفتيات قبل حتى سن المراهقة”. والحال مماثل في العديد من البلدان العربية.

ومن هنا اهمية ما يطرحه مسلسل القاصرات الذي كما قال معدوه يهدف الى إلقاء الضوء على قضية زواج الفتيات في سن صغيرة عموما، والتركيز على زواج الرجال المسنين بفتيات قاصرات عبر شرائهم من ذويهم بالمال مستغلين الفقر والجهل”.

ترحيب واستياء
لكن هذا المسلسل قد اثار منذ الحلقة الاولى الكثير من الجدل بسبب المشاهد التي تهز الضمائر وتصور بدقة الظلم الحاصل على فتيات صغيرات بمباركة المجتمع الصامت عما يحصل. عجوز يتزوج فتيات بعمر حفيداته ويطمح للزواج بالمزيد منهن، يدفع المال للاهل الفرحين بتسليمه الضحية. فمنظر طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها 9 سنوات بثوب العرس الابيض الملطخ بالدم وهي جثة هامدة، بعد تعرضها بوحشية لفض بكارتها، مشهد لا يمكن ان يمر مرور الكرام.
فانقسم المشاهدون بين ساخط على استخدام ممثلات صغيرات لمثل هذه الادوار، “نفسي افهم مين بني ادم أسود متخلف سادي ممكن يتابع مسلسل قاصرات!!”….” مسلسل قاصرات أبداً غير لائق بنتي شافت اول حلقة وبالتالي صار عندها تساؤلات مااقدر اجاوبها عليها من جد ما يستحوا”.

في وقت رأى البعض ان مثل هذه المشاهد تحدث صدمة إيجابية، كونها تجسد واقعا يحاول الكثيرون إشاحة نظرهم عنه.
“شفت مشهد واحد بس من مسلسل قاصرات الاكتئاب راح يلازمني سنه جدام من الي شفته ليش الانسان كائن حيوان جدا”….”مسلسل قاصرات.. يحكي معاناة البنات من الزواج من أزواج ضعفين أعمارهم ..بقدر ما يقشعر بدني من هالموضوع الإ وأنه كابوس يقع على راس البعض”…”القاصرات مسلسل يجسد واقعا موجودا لا يمكن تجاوزه. فعلا هناك ضعاف نفوس، مقابل قلوب لا تعرف الرحمه، وبين المال والشهوات ضياع مستقبل فتيات قاصرات- جانيت نمور- هنا امستردام-

متابعات المواطن اليوم