صرخت آية : «يا بابا ماتقتلنيش»

بعد اربعة ايام من المعاناة في غرفة العناية المركزة بالمستشفي ماتت «آية» ابنة 14 ربيعا بعد ان اقدم والدها على حرقها بالبنزين داخل المنزل تاركة والدتها منهارة لفقدان فلذة  كبدها . حكاية آية كما نشرتها صحيفة «الشروق»  التونسية   . الصحيفة زارت منزل الضحية «آية» بحي ابن خلدون بالعاصمة حيث التقينا بشقيقتها وعمتيها وعددا من أفراد العائلة التى كانت في حالة نفسية صعبة بعد وفاة ابنتهم «آية» وسجن والدها الذي قام بسكب البنزين على جسد فلذة كبده..

اربعة ايام من المعاناة والألم مرت بها الضحية «آية» قبل ان تفارق الحياة ، ولم تكن الضحية تعلم ان نهايتها ستكون مأساوية بهذه الطريقة لتتحول جريمة قتل «آية» الى قضية رأي عام وجعلت جمعيات المجتمع المدني تقرر الانتفاض من اجل إيقاف نزيف العنف ضد «البنات».

الكارثة 
الجريمة انطلقت حين قرر والد الضحية ان يمر بجانب المعهد الذي تدرس فيه ابنته «آية» وعند وصوله امام المؤسسة التربوية شاهد فلذة كبده تتحدث الى زميلها على قارعة الطريق فجن جنونه ولم يتمالك نفسه من الغضب فجذبها من ثيابها بعنف واصطحبها الى المنزل وكان في حالة هيستيرية.. 
دخلت «آية» الى منزلها وكانت تبكي وتطلب الصفح لعل دموعها تجعل والدها يتراجع عن معاقبتها ولكنها لم تكن تتوقع ان العقاب سيكون اقسى مما تتوقع وبان جسدها الضعيف سيحرق بنيران الغضب.

القرار القاتل 
منذ وصول الأب الغاضب وابنته الى المنزل قرر الأب معاقبة «آية» فطلب من ابن الجيران ان يشتري له لترا من البنزين وفعلا جلب الطفل ما طلب منه ، ورغم دخول ابنته في حالة هيستيرية الا ان قرار العقاب اتخذ فسكب الأب البنزين على جسد ابنته وقام بإشعاله حينها صرخت الضحية «يابابا متقتلنيش». 
المشهد المؤلم 
بعد ان شاهد الأب جسد ابنته الصغيرة ابنة 14 ربيعا يحترق بكامله استوعب لحظتها الكارثة التى حلت به وبابنته فحاول مساعدتها ولكن النيران تمسكت بالجسد الضئيل لتحرقه وتحرق معه قلب الام التى عجزت عن إنقاذ ابنتها من غضب والدها .

العائلة والحقيقة 
وجدنا الام في حالة نفسية سيئة عاجزة عن الكلام ، كيف لا وابنتها الصغيرة ماتت متأثرة بحروق تاركة فراغا
وألما لن تمحوه السنون، اما عمة الضحية فقد نفت ان يكون شقيقها قد تعمد قتل «آية» قائلة «أخي لم يقصد قتل ابنته فقد كان غاضبا فقام بسكب البنزين على جسد ابنته وكان يتحدث اليها ويلومها ثم أشعل سيجارة فاشتعل جسد الضحية وقد حاول مساعدتها ولكنه فشل في ذلك ». 
والدي بريء
شقيقة الضحية حاولت تبرئة والدها مؤكدة ان السيجارة هي سبب وفاة شقيقتها الصغيرة وان والدها لم ينو قتل فلذة كبده وفعلا سكب البنزين فقط ولم يشعل النار في جسد «آية» نافية اي اتهامات موجهة لأبيها القابع حاليا في السجن بتهمة قتل ابنته . 
الوالد ام القاتل ؟ 
يقبع حاليا والد الضحية «آية» في السجن بعد ان اقدم على حرق جسد ابنته مما تسبب في موتها ، وعن هذا قالت شقيقته ان اخاها بريء من التهمة المنسوبة اليه مضيفة انه يحب ابنته ويسأل عنها ولم يعلم بموتها الا بعد دفنها قائلة «عائلة شقيقي دمرت ». 
وصية «آية»
قبل موتها بفترة قصيرة، طلبت «آية» من عدد من أفراد عائلتها الذين كانوا يزورونها ان يساعدوا والدها محاولة تبرئته مما تعرضت له حسب ما اكد مصدر لـ«الشروق» الذي اضاف في نفس السياق ان الضحية كانت متعلقة كثيرا بوالدها وكانت مقربة منه . 
قضية رأي عام 
قررت جمعيات نسائية ومدنية تنظيم وقفات احتجاجية منذ بداية الأسبوع القادم تنديدا بالجريمة البشعة التى تعرضت لها الضحية «آية» للمطالبة بإيقاف نزيف الاعتداءات المتكررة التى تعاني منها المرأة بصفة عامة والفتيات بصفة خاصة . تحرير منى البوعزيزي . تونس