تم النشر في الأحد, 4 يونيو 2023 , 11:12 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , ثقافة وفنون
بفضل من الله كان الراحل الكبير مهتم جدا بلوحاتي بل وكلفني برسم عددا من اللوحات لملوك الوطن وهم يطالعون " الرباض "
أحمد المغلوث
سعدت كما سعد غيري ممن وجهت لهم الدعوة من قبل الابن البار والاستاذ القدير (مازن تركي السديري )لحضور عرض الفيلم الوثائقي ” ملك الصحافة ” ضمن نشاط وبرامج مهرجان السينما السعودية . كان الاستاذ مازن حريصا جدا على حضوري من خلال اتصاله ومتابعة ذلك عبر الواتساب . وعندما حضرت برفقة أبني “فارس ” لمركز الملك عبدالله الثقافي إثراء أخذني بالاحضان وهو يردد ياعم أحمد أسعدني حضورك . وتذكرت لحظتها ذلك المساء الحزين عندما استقبلني مرددا نفس العبارة . وانا أدخل الى قاعة بيته الكبير والذي كان قاصا بحشد من رجال الصحافة والإعلام ليس من منسوبي الرياض . فحسب وإنما شاهدت وأنا برفقة أبني ماجد و الأبن العزيز مازن العديد من الأحبه ومن منسوبي مختلف الصحف . وكان يقدمني لهم هذا رسام الوالد .. وراح يشير الى لوحاتي التي انتشرت في أكثر من مكان كنت أصافح الأحبه واعزيهم والعبرة تخنقني . كان مشهد العزاء مؤثر وكم من زميل انسحب من مجلس العزاء وهو يخفي دموعه التي كانت تكشف مدى تأثره برحيل الفقيد . ومساء الاحد الماضي ونحن نتابع مشاهد من رحلة عمر ابا عبد الله . وحكاية ملك الصحافة الذي أحسن أبنه البار والمبدع ماشاء الله عليه ” مازن ” وهو يسرد جوانب مختلفة عن سيرة وحياة والده التي باتت خالدة وموثقة من خلال هذا الفيلم المتميز وجدير أن ا كتب هنا كيف تشرفت بمعرفة أستاذي الراحل .وذلك في البداية من خلال ماكان يكتبه أذكر جيدا أنني وبحكم هوايتي المحببة وما أكثر هواياتي وكانت القراءة والتي كانت تجعلني أحجز كثيراً من الصحف والمجلات المحلية والخليجية قبل 6 عقود في المكتبتين الشهيرتين بالأحساء أيامها (المكتبة الثقافية) الخاصة بالشيخ عبدالله الملا ومكتبة (الفلاح) للشيخ الطريري رحمهما الله. ومن بين هذه الصحف كانت “الرياض” ومجلة “اليمامة” وكنت أشعر بمتعة وأنا اقرأ ما يكتبه أبوعبد الله في الصفحات الرياضية، وبعدها في زاويته الشهيرة “لقاء” أو “لقاء الاثنين” حيث يرحل بك داخل دنيا من العبارات الساحرة والمثيرة المشحونة برحيق المشاعر والسرد الذي ينحاز الى فن القصة وكتابة الاحداث بشكل شيق وجذاب فكانت كتاباته تنقلك معه إلى عالم الابداع الفكري، وبانورما الكلمات والحروف. وعندما تنتهي لابد وبعفوية تردد بينك وبين نفسك: يا الله يا الله كم أنت مبدع يا ابا عبدالله. وتدور الأيام ليتيح لي القدر أن ألتقيه عام 1398هج في العاصمة السويدية “استكهولم” خلال وجودنا هناك ضمن وفد ثقافي.. وفي ليلة لا أروع إذا به يدخل غرفتنا و كنت أتشارك فيها مع أخي الفنان التشكيلي “فهد الربيق” بعد أن طرق الباب بلطف وقال بصوته المميز وابتسامته الرائعة تتقدمه مع تحايا المساء: هل لديكم شيء يُقرأ ؟ فلم أتردد أن عرضت عليه البوماً زاخراً بكثير من الموضوعات التي كنت أكتبها والصفحات التي أعدها وأنا فتى صغير في النهضة الكويتية، واليمامة، والجمهور الجديد.والخواطر. فجلس على حافة سريري وراح يتصفح بعمق ما حواه “الألبوم” ومن بعدها كلفني بافتتاح مكتب ل “الرياض” بالاحساء. بعد عودتنا مباشرة من الاسبوع الثقافي والله يشهد أنني لم أناقشه في المسالة المادية.. فكنت خلال 4 عقود وأكثر مديرا متعاونا وبعدها متفرغا. وخلال عملي في “الرياض” اقتنى مجموعة من لوحاتي من وحي البيئة والتراث وحتى من وحي قيادتنا الحكيمة وأذكر أنني وعندما زرته في مكتبه القديم كان لحظتها يكتب مقال ” لقاء “الاثنين الشهير عندما اشار لي ان اقترب من مكتبه وطلب مني أن ارسم فورا رسوما تعبيرية فيها شيء من الفنتازيا والسريالية لتكون خلف المقال . فشعرت بسعادة لاحدود لها كما هي سعادة كل من يقرأ كتاباته المختلفة فكان من حسن حظي أني احمل قلم جاف أسود فبدأت أرسم وبصورة متسارعة نظرا لان موعد طباعة المقال حانت . و في صباح اليوم التالي نشر المقال وفي صدره رسوماتي . فكم كانت سعادتي كبيرة بسعة الوطن . وبحجم حبي له . ومن لايحبه فهو وبدون مجامله كان العمل معه ولو من بعد عاملا محفزا على العطاء، كما هي إدارته مفعمة بالنجاح، حيث ساهم مع نخبة من الاحبة في الإدارة والتحرير في تحقيق قفزات كنغارية ل “الرياض” كان كاتبا مبدعا وصريحا لدرجة الحزم، ومحاربا شرسا ضد “الفساد” وحاميا وداعما لكثير من العاملين في الصحيفة وغيرها. وماذا بعد كان إنسانا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، لاشك أن العمل القيادي سوف أفتقده كثيرا وسوف يتذكره دائما كل من عمل معه .ولاشك أن الراحل كان في تعامله و في إدارته قويا جدا فهو يستمد هذه القوة من مكانته في الوسط الصحفي والاعلامي ومن قربه مع قيادة الوطن وفي مختلف العهود .. هذه القوه جعلته مميزا وناجحا في إتخاذ كل ما من شأنه يساهم في تطور العملية الصحفية والإعلامية ويجعل من” الرياض ” منافسا قويا للصحف الأخرى. وكان رحمه الله قد كلفني برسم لوحات ملوك الوطن وهم يطالعون ” الرياض ” بدأ بالملك فهد والملك عبدالله الذي انشرت صورة لوحته على مساحة الصفحة الاخيرة . وبعدها رسمت لوحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وكم أسعدني ظهورها في ” الفيلم ” هي وجزءا من لوحة ” اللقصه ” والموجودة في بيته العامر . ولابد أن أشير في ختام هذه السطور الى روعة احاديث كل من أتيحت لهم الفرصة للحديث عنه والإشارة الى مناقبه وتميزه وابداعه الاداري والإعلامي ..احاديث صادقة كونها من وحي قربهم منه وتعامله المباشر معه . لقد كان شمسا مشرقة في عالم الصحافة والإعلام مازال وهجها مستمر حتى بعد رحيله . رحمه الله .
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً