تم النشر في السبت, 20 مايو 2023 , 10:52 صباحًا .. في الأقسام : آراء , الآراء والصور
علي أبو الريش
«الصقور تحلق فرادى، والغربان تطير أسراباً».. عندما تتبع القطيع، تسير كالأعمى، تعرقلك خطواتك الحمقى، وتعيق نظراتك كميات الغبار في الطريق، لا تعفر نفسك في الركام، لا تُصعِّر خدك على نفسك، بل سر، وتأمل، وانظر إلى الحياة بأنها دروب لا يطرقها إلا الطافون على ظهر غيمة ممطرة، سر ولا تتلفت، حتى لا يخذلك وعيك المشوب بالغشاوة، سر وانتبه إلى حيث تبدو النجمة تعانق خيط القمر، وتمضي حيث تكمن الحقيقة، حقيقة أنك في الفرادة تملك نفسك، وبين القطيع تخطئ في عد النجوم، تخطئ في حساب أصابعك، تخطئ في حفظ جدول القسمة على اثنين.
امض، ولا تتوقف، كي لا تصدمك السيارات المسرعة، وتطيح بك غفوتك، امض فرداً محباً لذاتك، لأنك من دون هذا الحب لن تستطيع حب الآخرين، فكيف ستحب غيرك وأنت لا تعرف الحب، «فاقد الشيء لا يعطيه»، كن في الفرادة، إنها تمنحك الجمال الداخلي، إنها تلهمك الروعة في الحب، الحب هو شجرة إن أسقيتها بعذوبة المشاعر، نمت، وترعرعت، وتفرعت، وأثمرت، وصارت الثمرات عصافير تغرد باسم الحياة، الحياة هي أن تمضي بأجنحة لا أذيال، الحياة هي تحليق وليست زحفاً على جسد منهك، الحياة هي أنت في المجموع عاشقاً مدنفاً، فكن في الفرادة، كن في الوجود وجداً يجدل خصلات الهوى عناقيد فرح، ويسرد للآتين كيف تكون الحياة رائعة، عندما تلونها أنت بلون عيني امرأة عاشقة، وسمات طائر حط على رموش كحلها من أثمد الشوق، والتوق إلى زمن لا ترهقه الالتفاتة إلى اللا شيء.
كن في الفرادة، كن في الوجود مكاناً للتألق وليس الانطفاء، كن شعلة، كن شمعة، كن حلم الأبدية، كن صورة للسحابة التي طالما أمطرت على سقف خيمتك، كن زعنفة تواجه الموجة بشجاعة وصرامة الأتقياء والنجباء، كن هنا وليس هناك، فهنا تكمن شغاف الحب، هنا تسكن الطيور بأجنحة الأحلام الزاهية، هنا أنت فقط من دون القطيع، هنا أنت من دون كراهية تعرقل وصولك إلى النهر، تعيق خطواتك باتجاه المحيط، من أنت ولا شيء غير ذلك، فهذه حياتك، هذه ذاتك، أنت مسؤول عنها، كما أنك مسؤول عن حبك للآخرين.لا تتقاعس عن الحب، لا تهمل ذلك الترياق، إنه الداء والدواء، وما أجمل أن تداوي داءك بدواء دائك، فهذا الحل والمشكلة، وعندما تتحد الأضلاع في المثل، تصير الحياة خيمة متساوية الأضلاع، تصير الحياة مثل الحب بين ضلوع العشاق، مثل البريق في عيني امرأة تنتظر عودة الركاب من الرحلة الطويلة.كن في صلب الموقف، كن في الفرادة، الأمر سيان، وأنت الرابح، لأنك قطعاً سوف تحب نفسك، وسوف تحب الآخر بإرادتك، لا إرادة غيرك.الحب هكذا يبدو براقاً عندما يكون مثل الشجرة في البرية، تنبت من دون تدخل يد أو إرادة. الحب معنى، وجوهر، الحب هو أنت في الفرادة. / عن الاتحاد الاماراتيه
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً