تم النشر في الثلاثاء, 16 يوليو 2019 , 01:14 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات

الحلقة الواحد والثلاثون من رواية ( عين الحريم ) للاستاذ احمد المغلوث

الحلقة الواحدة والثلاثون :

 استيقظ صاحبنا مبكرا هذا الصباح كعادته ولكنه اليوم يشعربأنه  اكثر حيوية وصمم ان يبدأ بتنفيذ احدى اللوحات الانجليزية تحسبا لزيارة احد المسئولين في الشركة .. اليوم او غدا.. حمل من مرسمه ( غرفته ) مجموعة من الصحف  التي مضى عليها اسابيع  . فعادة تصل الصحف ايامهاعن طريق البريد متأخرة عدة ايام  .. راح يفرش عددا منها على حسب مساحة اللوحه ( الصاج )  وطلب من ام ابراهيم  والتي  تخدم في بيتهم أن تساعده  في حمل اللوحه ووضعها على الصحف . كانت ام ابراهيم سيدة فاضلة لكن حظها العاثر ساقها لتكون زوجة لرجل كسول لايعمل . بل انه تعود التمارض  تهربا من التوجه لطلب الرزق مثل الالاف من الازواج .. ومع مرور الايام  حدث  بينهما ابغض الحلال عند الله . فتم طلاقها ..  وكان يوم طلاقها كما  اخبرت والدته قبل سنوات أمنية تحققت بل يوما منشودا .  زغردت فيه كما قالت  . وكانت بالتالي  سعيدة ان ترك ابنهما ابراهيم وشقيقته لولوه معها . واضطرت بعد الطلاق الى العودة لبيت والدها .الذي ورثته والدتها عنه  بعد وفاته في حي” القلعة ” والذي لايبعد كثيرا عن سوق القيصرية بالمدينة .. وكانت مئات النساء في منطقته  خصوصا الارامل والمطلقات . يمارسن اعمالا حسب امكاناتهن . بعضهن يعملن في احدى الحرف اليدوية التي اكتسبنها من مشاهدة جداتهن وامهاتهن  او من خلال المشاهدة والشطارة  .. حرف درت خير عليهن . بعضهن يمارسن تربية الدواجن والطيور في بيوتهن  . ويبعن انتاجهن في الاسواق الشعبية الاسبوعية او حتى فرش ” بسطة ” اما بيوتهن مباشرة او في ” البراحة ” الواسعة التي تقع وسط الاحياء .  ام ابراهيم واحدة من هؤولاء . لكنها تخصصت في تربية ” الدحاح والطيور ) وإضافة الى ذلك بدأت تخدم في بعض بيوت الميسورين . وكان من حسن حظ والدته انها بدأت منذ عدة سنوات تعمل لديها وتساعدها في مايحتاجه بيتهم . من خدمات ..  المهم اليوم هاهي أم ابراهيم  تساعده في حمل اول لوحة يبدأ في تنفيذها . وهي تدعو له بالتوفيق .. ولا ول مره في حياتها تشاهد  واحد يكتب امامها مباشرة حروفا غير عربيه . وبعد عدة ساعات من العمل المتواصل تخللتها فترات متقطعة للقيام باعداد المزيد من اللون الذي تحتاجها عملية الكتابة . كذلك اخذ لحظات من الراحة وتناول القليل من الرطب والقهوة والاستلقاء على ظهرة .وحتى التمشية في الساحة الترابية بين بيتهم وبيت شقيقته لكن التمدد كان  في رواق البيت حتى يكون  بجوار اللوحه التي يعمل بها . كان يعمل على الارض مباشرة كوضعية ( السجود ) في الصلاة  وكلما شعر ببداية ألم في ظهرة   توقف وتمدد .. وبعدها يواصل العمل حتى اذان الظهر .استطاع حتى هذا الوقت ان ينتهي تقريبا من نصف مساحة اللوحه على ان يكمل ماتبقى من المساحة بعد صلاة العصر .. . وكانت الالوان السائدة في العمل الفني ايامها هي الوان العلب ( اينميل ) وتأـي باحجام كبيرة ومتوسطة وصغيرة .. وغالبا كانت تتوفر العلب الصغيرة وتباع في عدد محدود من ” الدكاكين”  واشهرهم  في مدينته  كان دكان  ( ابو كنان ) في القيصرية ومن  مزايا هذه النوعية من الالوان  انها سريعة الجفاف .. ويبدو انها الوان منسجمة مع حاجة من يستخدمها مثلها مثل الوان هذا العصر ( الاكرليك) والفرق بينهما ان الاولى تستخدم لمزجها التربنتين او الكيروسين . اما الثانية فهي تستعمل الماء ..  بعد صلاة العصر . وعندما بدأ يستعد للجولة الثانية من العمل حدث مالم يتوقعه . فلقد جاء  خبر تقلته لهم ام ابراهيم ان زوار من جيرانهم في بيتهم السابق  سوف يحضرون قبل صلاة المغرب . فوجىء بذلك حتى والدته .. لكنها شكرت أم ابراهيم على هذه المعلومه  . فطلبت منه ان ينقل لوحته التي يعمل بها الى المجلس وكل مايحتاجه لعمله . اما بقية اللوحات فلا مشكلة من وجودها في ساحة البيت . فالزائرات يفضلون الجلوس في الرواق  كالعادة .. بسرعد بدأ نقل مايحتاجه  لاكمال العمل في المجلس وساعده هذه المره شقيقه الاكبر .. / يتبع 

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

أهم الأخبار

معرض دار نوره الموسمي السنوي للفنون

                                        […]

  • نوفمبر 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     1
    2345678
    9101112131415
    16171819202122
    23242526272829
    30  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com