تم النشر في الأحد, 7 يوليو 2019 , 11:42 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات
أبتسم ابتسامة كبيره .. كادت الابتسامة تتحول إلى ضحكة، بل إلى ضحكات .. لكنه قاوم أغراء الابتسام ..لاحظته .. وقالت وهي تضع يدها الملفوفة اللينة على يده النحيلة المعروقة ..الممسكة بإطار الدرابزين .. تكاد تضحك .. ممكن أعرف السبب.. ؟! أجابها: أبدا تذكرت نكتة ..( كان لحظتها يتذكر أبن عمه وهو يعايره بأنه راعي الحريم ) ممكن أعرف .. وراح يروي لها نكته قرأها في مجلة العربي ( قالت الفتاة لزميلتها لقد قابلت خطيبي عندما كنا صغيرين في مناسبة كان عمري 14 سنه وكان عمره 14 سنه أما الآن فقد كبرنا .. أصبح عمري 24 سنه وصار عمره 34 سنه ..!!
لم تتمالك نفسها وراحت تضحك وهي تغطي فمها بجزء من طرف حجابها خوفا أن يسمع احد ضحكاتها..!! ويدها تضغط على يده وتهمس لها في صمت .. لقد أخبرته يدها التي في يده بأشياء كثيرة ..اشتبكت نظراتهما .. امتزجت أنفاسهما وهما بجوار بعض .. العرس .. الطقاقات .. الدفوف.. الضجيج.. الزغاريد.. والتصاق الجسدين وعناق اليدين.. يحرك الغرائز ويثير الرغبات .. انه مازال في بداية طريقه إلى الرجولة.. وتحدى الواقع .. والقفز على المألوف ..أنه يشعر الآن ولأول مره.. بارتياح كبير لهذه الفتاة تمنى لو أن العرس يطول ويطول ويستمر إلى ما لانهاية وهو إلى جانبها ويستمر امتزاج الأنفاس واشتباك النظرات..!! ويستمر حديثهما ولو كان حديثا تافها.. كم من حديث تافه يجري الآن وفي كل مكان.. أحاديث اليوم المعتاد .. أحاديث التعب والهموم والبحث عن لقمة العيش ملايين البشر لا وقت لهم للحظات الحب والتعبير والكتابة الرومانسية.. لا وقت لهم ليكتبوا قصائد مثل قصائد ( ادونيس ) أو صالح جودت أو محمد العلي أو الأمير خالد الفيصل أو الدكتور غازي القصيبي .. أو الدكتور حسن فتح الباب .. ما أروع هذا الشاعر لقد أبكته كلماته عندما قرأها في مجلة (الآداب ) اللبنانية هذه المجلة المدرسة نعم لقد بكى بحرقة وهو يقرأ قصيدته:
لا تنظر الدمع في الأحداق .. الدمع ترسب في الأعماق
الموتى لا يبكون الموتى لا يشكون.. !!
نعم ليس كل الناس لديهم القدرة على تجسيد مشاعرهم ..في لحظة أو ساعة أو حتى يوم .. من يستطيع أن يرسم الماء أو العطر.. إن لمسة يد هذه الفتاة ليده .. كانت أشبه بكتاب شعري أبدعه فاروق شوشه .. أو رسالة حب كتبها نزار قباني أو تركي السديري أو خطابات غرامية كتبها يوسف جوهر .. أو رواية حب سهرت تكتبها غادة السمان أو كوليت خوري ..أو قصة فلسفية خطتها أنامل الدكتور مصطفى محمود أو المبدع الكبير نجيب محفوظ.. جميع المبدعين في الأرض.. تتلاشى كلماتهم وتختفي قدراتهم أمام نظرة صادقة وهمسة تدخل القلب قبل الإذن .. لذلك المرأة تعلم علم اليقين أن نظرة واحدة منها .. نظرة فيها صدق وشفافية وحب قادرة على تحريك البرك الراكدة داخل القلوب الصدئة .. او الجافة .. ومن هنا نجد الحب لدي الناس العاديون والأميون .. حبا تجسده النظرة ولمسة وبعدها الفعل .. هكذا إذن ..نظرة واحدة تفعل المستحيل .. فكيف الحال ونظرات هذه الفتاة تتشابك مع نظراته في هذا المساء الجميل ونسيمه العليل .. وتترك ليدها الناعمة الطرية بعيدا عن التحفظ خاضعة لإرادة أقوى..ولتحط نفسها على يده النحيلة، والمعروقة ..ولتقول لها في صمت .. هذه لحظتي وأمنياتي..نعم هذه هي ألحظة التي كتب عنها يوما الدكتور مصطفى محمود ( نبحث لنا عن لحظة ..تكون ملكنا .. نبث فيها مكونات قلبنا .. وذات نفوسنا وأشواقنا ..) أ.هـ
اصبح هناك حشد كبير من النساء والفتيات في باحة البيت وبدأ عرض لرقص الفتيات الصغيرات بلباسهن الشعبي والتراثي الجميل ” البخانق ” وكان مشهد الصغيرات لافتا اثار اعجابه خاصة طفله كانت متميزه في رقصها حتى ( فتاته ) قالها في نفسه اعجبتها حركاتها المتقنه فقالت له بصوتها العذب الخفيض لو كان عندي كاميرا لقمت بتصويرها . فرد عليها : اذا الله كتب سوف اقوم برسمها . فردت عليه مندهشه هل تعرف ترسم فقال باعتزاز نعم اعرف هل شاهدتي لوجة ” دكان ” الشهير انا الذي قمت بخطها . وبتواضع انا الذي ارسم خلفيات مسرحيات مدرستنا ” الثانية ” واذا بها ترفع حجابها عن وجهها وقالت طالعني زين . وحاول ترسمني : بعدين . قالت ذلك وهي تعيد الضغط على يده .. وهو مستمر في دهشته وانبهاره لجمالها الطبيعي الذي جعله يردد وبعقويه ماشاء الله كم انت جميله . سبحان الذي حلق من نطفة وعلق . فتبسمت بسعادة وقالت : كلماتك حلوه . فرد عليها انت لست جميله فقط وانما ملاك . بل حوريه جاءت من الجنه . وردت ووجهها يطفح بشرا :ـملاكا ولا حوريه عاد لاتبالغ . اناـ إنسانه عادية هناك من تستحق هذا المسمى افضل مني .
ـ قولي ماتشائين لكنني لن اغير ما ذكرته .
ـ فردت باسمة قل ماتشاء اذن فأنا لك صاغية وبلهفه .
لكنها أبدا لم تكن لحظة بل ساعات استمرت حتى ساعات الصباح الأولى وهما يتحادثان.. وتعارفا أكثر .. وكان لهما لقاءات عابرة في طريق العودة من المدرسة .. وكتبت له وكتب لها .. وكان لطريقة توصيل الرسائل طريقة لطيفه لم تخطر على بال أحد.. ففي (السباط ) الذي يقع في طريق بيتهم كانت تضع رسالتها داخل احد الشقوق وفي العادة مقاس الرسالة لا يتجاوز مساحة علبة الكبريت بعد تصغيرها .. والاهم أن تحمل معها ( تمرة ) تمد يدها إلى الأرض كأنها تلتقط تمرة مرمية ثم تضعها في ( الشق ) خلال سحبها الورقة الصغيرة فلو شاهدها احد من بعيد وجاء وشاهد الشق وجد التمرة.. ونفس الشيء يفعله صاحبنا .. وفي العادة كان موعد تبادل الرسائل صباح اليوم الأول من كل شهر ..وبدون أشارة لأي اسم منهما .. استمر هذا الوضع لسنوات تلت تلك اللقاءات الخاطفة .. وبعدها جاء الخبر الصاعق، لقد خطبت فتاته..وما هي إلا شهور وتزوجت.. رجلا ليس افضل منه بل كان زوجا محظوظا وأمه كما يقال دعت له بالتوفيق .. لكنها لم تنساه أبدا لقد .. أنجبت ولدها الأول فسمته على أسمه .. تعبيرا عن حب صادق نظيف وعفيف لفتى وفتاة في هذه المدينة الرائعة .. وتجسيدا لهذه العلاقة العذرية . استوحى العديد من لوحاته من وحي فتاة ” الملاك ” كان ذلك نوعا من الوفاء والحب الصادق . ../ يتبع غدا
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليق على الخبرالمواطن اليوم دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، اليوم” الإثنين ” ، […]
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
س | د | ن | ث | أرب | خ | ج |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 |
اترك تعليقاً