تم النشر في السبت, 6 يوليو 2019 , 10:37 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات
الحلقة الخامسة والعشرون/
زفة العروس
الساعة الآن العاشرة.. هذا ما تعلنه الساعة المعلقة في رواق بيت العرس لقد وصل الموكب.. وهاهو المعرس لم يبق عليه إلا ساعات قليلة ليلتقي مع زوجته.. سوف ينتظرها في غرفة العرس .. أفضل غرفة في هذا البيت الكبير و سوف تحمل له في سجادة.. تتعاون عادة أربع نساء في حملها .. أراد أن يشاهد مشهد زفة العروس وكيف تتم عملية حمل العروس وهل تقاوم هذه العملية.. هل تصرخ أو تبكي في صمت أم أنها سوف تستسلم لقدرها وما كتبه الله عليها .. في الحق أنها محظوظة جدا فعريسها يحمل الشهادة الابتدائية وبدأ مؤخرا يعمل في شركة أرامكو..وهو إلى الوسامة اقرب .. هكذا قالت أحدى الفتيات اللواتي كن يشاهدن من السطح مشهد العريس وهو يسير بين جموع النساء المحتشدات في باحة بيت العرس .. و يتجه إلى غرفة العرس برفقة والده وخاله واحد أعمامه .. وأصوات الزغاريد من النساء والطقاقات وضاربات الدفوف تحيطه وتثير حماس النساء والفتيات لتكرار المزيد من الزغاريد والأدعية .. دعوات نساء الأسرة .. دعوات الأقارب والمعارف من النساء والفتيات تضيف نوعا من الإثارة على المشهد ..
عادة النساء والفتيات اللواتي ليست لهم علاقة قربى أو معرفة بأهل المعرس أو العروس يتجهن عادة إلى السطح وهن متلفعات بعباءاتهن ومغطيات وجوههن وكاشفات عن فتحة صغيرة يشاهدن من خلالها العرس.. بعضهن يفضل الحضور من بعد صلاة المغرب حتى تتاح لهم فرصة للحصول على مكان مناسب للمشاهدة يتمكن بعدها من وجود مجالا أوسع للرؤية مع سماع أغاني (الطقاقات ) بصورة واضحة ..
عند دخول المعرس ومرافقيه لغرفة العرس الأولى.. تضاعفت إيقاعات الطقاقات وأغانيهن ..
وراحت الطقاقه الرئيسة للفرقة تغني :
ما حلا الجوخ فوق إلى تزينه
ما حلا مشيها وسط المدينة
وتغني أيضا :
من ذي بنيته يا منى نجمة سهيل
يا عنود الريم يا شبه القمر
من ذي بنيته منية الحاكمين
زينها عدا على كل البشر
كانت أضواء عقود اللمبات الملونة والتي تم صبغها بألوان مختلفة يدويا والتي تم مدها في أماكن مختلفة وعلى مستوى سطح البيت تضفي نوعا من الألوان المضيئة تسر الناضرين.. وتبهج الأطفال .. إضافة إلى اللمبات الأخرى المبثوثة في أكثر من مكان .. كل هذه الأضواء .. تضيف حيوية وطاقة لهذا الفرح ( العرس ) ينبض بالحيوية والإيحاء والديناميكية وما تتحلى به الأضواء من معاني الجمال والسرور.. فالأضواء في هذا الفرح كان عبارة عن بانوراما ضوئية زادت من بهجة العرس وفرح النساء والفتيات والأطفال ..! وعلى إيقاع الدفوف والطبول .. بدأت النساء والفتيات يرقصن جماعات ووحدانا .. مسطرات في هذا الحفل إبداعا لا مثيل له نظرا لروعة المغنيات والطقاقات وضاربات الدفوف والطبول .. ومع كل أغنية كانت تعطى رئيسة الطقاقات مبلغا من المال ( يطلقون عليه أسم ألنقطه ) فهذا من ابن الشيخ فلان وذاك أبن التاجر فلان .. وثالث من أم سعد .. ورابع من أم يوسف ..وخامس وهكذا ومع كل مبلغ تقوم المغنية الطقاقة بمدح صاحب النقود بعدما
تسأ ل عن أسمه الثلاثي .. وكل ما كبر المبلغ تضاعف المدح وازداد الغناء توهجا وقوة.. مع رقص من أعطت النقطة هي وبناتها وقريباتها .. يذكر جيدا ما كانت تقوله “الطقاقة” في مطلع مدحها :
شوباش من ذا نغوطه .. نغوط ( … ) عريب الجدين لا حالت ولا مالت والسامعين يقولون أمين ..!!
لم يكن هو الفتى الوحيد في السطح هناك فتيان آخرين بعضهم يعرفه والبعض الآخر لم يشاهدهم من قبل يبدو أنهم حضروا برفقة أمهاتهم وأخواتهم مثله .. (درابزين ) السطح الذي استندت عليه النساء والفتيات أكتظ بالعشرات من الفتيات والسيدات ( المتغترات ).. بات مزدحما .. شعر بجسدي الفتاتين … شعور لذيذ ينتابه .. أجال عينيه في الفتيات .. الفتاة التي على يمينه تلتصق به أكثر إحدى السيدات وجدت لها مكان .. مما ساعد على الالتصاق .. الالتصاق يحدث أيضا في الحج .. .!! اقتربت منه الفتاة أكثر .. يكاد يشم رائحتها مزيج من عطر العود والزعفران وعطر البلابل الباريسي .. أحس بأن جسدها يهتز .. يصرخ .. يريد أن ينطلق . يتحول إلى طائر ليطير ويحط وسط باحة البيت حيث الرقص والغناء .. تريد أن تعبر عن ما فيها عن مشاعرها وأحاسيسها.. تريد أن تكون مثل هؤلاء الفتيات المحظوظات اللواتي أتيحت لهن الفرصة للرقص .. أطلقت زفرة .. كادت حرارتها تلفح وجهه .. تشجع وبعد تردد قال لها .. خير . يبدو أن الحر والضيق جعلك تتضايقين.. تحجرت عيناها وهي تواصل النظر في وجه.. ثم قالت لا ابد .. كل ما هناك أنني أشعر بضيق.. ثم سألها ما رأيك في الرقص قالت: بامتعاض يعني بعضهن يعرفون والبعض الآخر رقصهم تحصيل حاصل..!! قالتها وكأنها تستخف بما أبدعته بعض النساء والفتيات .!
وقالت: على فكرة .. أنت من أهل المعرس أو العروس.. لا هذا ولا ذاك ..أنا من أهل الحي ..! أهلك في العرس .. أجابها طبعا وإلا كيف استطعت الدخول إلى هنا .. تحسس جيبه تذكر أنه وضع فيه بعض العلكة من استراحة رقم 9 عصر اليوم عندما نثرت أم العروس المكسرات والحلويات على رأس ابنتها وهي ترقص .. اخرج علبة العلكة الصغيرة فتحها وقال لها وهو ينظر لعينيها الواسعتين ممكن تشاركيني ؟! تتعمق نظراته داخل عينيها يسافر داخلهما وأضاف مره قرأت أن الأشياء الحلوة تخفف من حدة الضيق.. شكرته وأخذت منه قطعة العلكة وقالت أشوفك تتفلسف.. بسرعة رفعت جزء من الغطاء فبان جيدها وجزء من وجهها وهي تضع العلكة في فمها الصغير.. وراحت تمضغ العلكة .. بعذوبة .. خرجت كلماتها حلوة كأنها تسحب شيا من ريقها.. وقالت له كم عمرك .. أجابها يعني … (14 ممكن 15 ) ثم قالت يبدو من كلماتك وثقتك بنفسك أنك أكبر من اللي أشوفه جنبي.. أراد أن يقول لها. المرء بأصغريه قلبه ولسانه ..!!/ يتبع غدا
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليق على الخبرالمواطن اليوم دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، اليوم” الإثنين ” ، […]
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
س | د | ن | ث | أرب | خ | ج |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 |
اترك تعليقاً