تم النشر في السبت, 29 يونيو 2019 , 08:27 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , غير مصنف , مقالات
رسم تعبيري ارشيفي لموعد مع القمر /
الموعد والقمر
وقف أمام مرآة السيارة الفورد .. نظر إلى طاقيته ( الزري ) وثوبه.. أحسن من هندامه .. مسح بأصبعه دهن العود تحت أذنيه وفوق شاربه الذي بدأ ت شعراته الصغيرة تنطلق من مساماتها لتستعرض نفسها فوق شفته العليا .. صباح الخير قالها صاحبه الخبيث وهو يتمطى ويتثاءب خارجا من الخيمة .. فرك عينيه وأضاف خير على فين .. يا أمير موعد مع الزين .. أجابه وهو ينظر إليه شزرا .. لا وأنت الصادق موعد مع القمر ..!! وأعطاه ظهره وتوجه إلى الشاطىء فالوقت كما تشير إليه ساعته الفضية التاسعة إلا عشره دقائق .. لم تبق إلا دقائق على رؤيتها كوكان يمني نفسه برؤيتها .. سوف يرى قمره بعد لحظات .. كان يبدو على وجهها الثقة والبهجة وهي بصحبة شقيقها .. ربما لم تسمح لها أسرتها أن تحضر إليه لوحدها وربما شعروا باهتمامه .. أو أن نظرات عينيه فضحته .. وكشفت أسراره .. هكذا كان يقول لنفسه وهو يصافح شقيقها ..
صباح الخير.. صباح الخير؟!
أحببنا أن نعيد إليك المجلة.. شاكرين لك لطفك..قالتها آمال..!
وعلق شقيقها حضرت مع أمال للسلام عليك ولتأكيد أن يكون هناك تواصل ومراسلة بيننا .. فعنواني تجده في ورقة داخل المجلة ..!!
بالتأكيد سوف يكون هناك أن شاء الله تواصل ومراسلة .. وأضاف المعرفة تولد المعرفة.. كاد يقول شيئا أخر (……) طرد هذا القول من ذهنه وراح يقول بعد أن ناولته أمال المجلة .. موجها كلامه لشقيقها .. كانت رحلتنا موفقة ..انها عرفتنا عليكم ويشرفنا أن تزورونا في مدينتا وعنواني كما أخبرتك يوم أمس .. !!
قال شقيقها بالتأكيد .. لكن هذا يعود للوالد وظروف عمله ..!!
كادت تقول آمال شيئا .. ولكن شقيقها كان يدير دفة الحديث .. وهم يسيرون معا على رمال البحر.. كان يشفق عليها كما يشفق على نفسه .. فليس لديه الحرية لمخاطبتها مباشرة .. كانت نظرات عيناهما تلتقيان في صمت وتتحدثان في همس .. همس لا يسمعه شقيقها .. انها لغة العيون المحبة هكذا تصور ..أشعة الشمس الذهبية تزداد توهجا وهي تنقل حرارتها إلى الرمال وكل شيء حار.. الجو .. الرمال.. وعواطفه.. يا لهم من مساكين أمثاله من الذين تتدفق عواطفهم الحارة مثل هذه الأمواج ..
الدنيا حر .. قالها .. أجابه شقيقها خاصة في أغسطس .. الحر لا يطاق .. مداخلة من آمال .. ومع هذا الحر مقبول في هذا الشاطىء الجميل .. ألستما تلاحظان أنه شاطىء بكر .. لم يعبث به أحد .. وأضافت أنه بحاجة إلى تطوير .. وتوفير خدمات ومحلات .. ؟!
وانهمكوا يتحدثون في أشياء كثيرة عن الطقس .. والشواطئ الأخرى واهتمام رجال الأعمال بها وتنميتها .. وتحدثوا عن أشياء تافهة يتخلل ذلك أن تتلاقى أعينهم مع بعضها بقصد أو من غير قصد .. ومع هذا تنفرج شفاهما عن ابتسامة كبيرة تتسع وتكبر لتتلاشى في أعماق البحر المتلاطم الأمواج .. ولم تفترق نظراتهما عن بعضهما منذ وصلا الى الشاطىء .. وتلاحقت أمواج السعادة الغامرة في سباق مع أمواج البحر .. وتلاحقت معهما اللحظات وحان موعد الرحيل .. فلا بديل الآن غير الوداع .. صافح أولا شقيقها وبعدها مدت يدها له في استحياء وهو في شوق وخدر لذيذ في يده ..انتابه الضيق وهو يعود إلى المخيم .. متلمسا طريقا آخر غير الطريق السابق ..أراد أن يطيل فترة عودته .. أحب أن يتحدث لنفسه ويواسيها في مثل هذا الموقف الصعب .. وداع أمال التي تركت في نفسه الكثير من الأمنيات والآمال في لحظات سعيدة .. حالمة .. نظيفة ..شفافة ..لاشك يعتبره موقفا صعبا ومؤلما لكن ماذا بإمكانه أن يفعل غير الاستسلام للعبة القدر وإرادته القوية .. من أجل ذلك عكف يحمد الله كثيرا على أرادته وإتاحته الفرصة للتعرف على أسرة أمال الكريمة ..!!
العودة إلى لتاريخ
والحياة دائما تعطي .. وتأخذ.. تتكرم في لحظات .. وتبخل في لحظات أيضا .. وصل إلى المخيم .. وملامحه وعرقه ينضح بما فيه من معاناة وألام .. ومشاعر حزن .. جلس مع أصحابه وهم يتحدثون في أمور تافهةمواضيع مكرورة لا جديد فيها .. ولا ثقافة .. تفكيرهم كان لا يتجاوز حدود أنوفهم ..!! فجأة قال احدهم .. اليوم كنت في الجانب الآخر من الشاطىء فحدثنا عن الميناء .. وصيادو السمك.. ؟!
أعتدل في جلسته ونظراته تترك المكان ..لتعود الى الميناء .. حيث التاريخ
منظر المباني .. حوانيت السوق .. الخان .. الجامع .. والبيوت خلف السوق المتداخلة في تماسك وبصورتها التقليدية .. الميناء يتلاشى مع مرور كل يوم .. لا ميناء الآن .. إلا خفر السواحل وقوارب محدودة لبعض الصيادين ..
البحر .. والرطوبة .. وراء تأكل أخشاب الأبواب وحتى جدران المباني .. الميناء .. أشعة الشمس الحارة تترك لونا ترابيا على ملامح الميناء مبنى الجمارك والحوانيت والمستودعات وخان المسافرين .. الميناء هناك يفتح ذراعيه للجميع لمشاهدته وليرمي عليهم شيئا من تاريخه العريق .. الميناء هو تاريخ التجارة والغوص . وقدوم الأطباء والرحالة وحتى رجال النفط الأوائل في محاولاتهم الاستكشافية الأولى .. ماذا بعد .. انه يرحب بكم ..؟!
فأجابوه .. خلاص قبل العودة إلى المدينة نتجول في ربوع التاريخ ..!قال لهم .. هكذا تكون الرحلات ليست فقط .. أكل ونوم ولعب ورق .. على الأقل تشاهدون تاريخكم .. وتخرجون من داخل المخيم .. بعد صلاة العصرجمع أصحابه مخيمهم الصغير .. وحملوه في سيارتهم ( الوانيت ) الفورد الحمراء موديل 58 م ثلاثة صعدوا في غرفة القيادة واثنان في الصندوق وكان احدهما .. شاهد من بعيد شقيق أمال ووالده يستعدون لمغادرة المكانوهم يضعون خيمتهم وأغراضهم ومتعلقات الرحلة داخل صندوق سيارتهم المرسيدس موديل 60 م تنهد في وحرقة ومرارة وهو يشاهدهم من بعيد ..تشربت عيناه مشهدهم .. وتلاشى المشهد شيئا فشيا وراء الأفق ..!!
يا لله.. قالها صاحبه وهو يشاهد مبنى الجمارك الجميل والتي بدأت جدرانه تتعرى بفضل العوامل الجوية .. البحر الرطوبة .. الرياح والعواصف.. وحتى الإهمال .. المبنى يتكون من دورين ويحتل مساحة كبيرة يقع على لسان داخل البحر .. تشاهد أمواج البحر وهي ترتطم بأساساته خلال المد والجزر .. النوافذ ذات الأقواس والأعمدة الحديدية تزين الجدران في توازن رائع ..يؤكد إبداع المصممين والبنائين المهرة .. بجوار مبنى الجمارك أوقفوا سيارتهم .. وبدأوا يتجولون راجلين في أنحاء الميناء .. تنفس الجميع الصعداء والتقطوا أنفاسهم وهم يتسابقون نحو حوانيت السوق المهجورة والتي مازالت بقايا من أوراق الماضي متناثرة هنا وهناك .. فيبدو أن هجرة الميناء .. ومع وجود رجال خفر السواحل لم يمنع أياد العابثين عن العبث في صناديق الجمارك وسجلاته فهذه ورقة صفراء غير الزمن من معالمها تحمل ختم الجمارك بالسماح لأحد تجار القيصرية باستلام بضاعته القادمة من البحرين .. وهذه ورقة وضعت داخل احد الشقوق تحمل أسماء مسافرين إلى البصرة .. أوراق متناثرة تحت ركام من المخلفات والصناديق الحديدية المهملة كانت موجودة داخل احد المباني .. لقد ذابت خطواتهم وهم يتجولون في الميناء الذي بات مهجورا
وأطلق صاحبنا زفرة حارة تحسر بها على مصير التاريخ والعراقة والعمل .. وتحجرت عيناه وهو يشاهد أحجار سوق العقير وقد تناثرت ..
فوقف مع أصحابه جامدا يسيطر عليه الذهول وعلامات الدهشة فيما آل إليه المكان الذي كان فيما مضى على كل لسان..!!
يا ولد .. ممنوع ..؟
قالها احد الجنود بصوت أجش فيه الكثير من الغضب..!!
أجابه بعد أن توقف عن الدخول إلى جانب احد المباني المهجورة .. طال عمرك حبينا نتفرج على المبنى من الداخل ..!
قلنا لك ممنوع ومن انتم ..؟
إحنا طلاب .. ومخيمين لنا ثلاثة أيام هنا .. قادمين في رحلة وحبينا نتفرج على الميناء .. كلها دقائق .. ومع ألسلامه ..؟!
أجابه بعنجهية وغيض قلنا لكم ممنوع .. ولا تحبون نوقفكم ..!!
وبحركة تلقائية استدار صاحبنا وهو يشير إلى أصحابه بأن الدخول إلى داخل المباني .. ممنوع .. نظر إلى حزام الجندي السميك والقطعة النحاسية التي رسم عليها شعار ادارته في وسطه .. والى بندقيته القديمة .. وأسرعت خطاه ومشى في اتجاه سيارتهم .. بعدما تلاشت سحابة القلق التي خيمت على المكان .. ركبوا السيارة مرغمين .. واتجهوا يتجولون بها وهم يشاهدون قلعة العقير وأستمتعو بقضاء وقت رائع وهم يشاهدون مختلف جوانب الميناء والقلعة وخان المسافرين والأسواق .. المشاهد كانت تتيح لهم تجاوز الزمن الحاضر والسفر عبر التاريخ من خلال ما خلفه الأجداد والآباء من آثار تعكس مهارتهم في فنون البناء والتعمير والإتقان في صناعة سفن الصيد و السفن التجارية التي كانت تنقل تمورهم ومنتجاتهم وحتى الحمير والخيول إلى الموانىء الأخرى في البحرين والبصرة والكويت والهند .. فمن هنا كانت الحركة التجارية النشطة في الاستيراد والتصدير .. ومن هنا انطلقت سفن الغوص باحثة عن اللؤلؤ ومن هنا تم بيعه وتصديره إلى العالم .. كانت أسر كريمة معروفة تقوم بتجارته .. من هذا الميناء نشأت التجارة في المنطقة. ومنذ القدم .. لقد أشارت كتب التاريخ إلى علاقة العقير بالرحالة والمستكشفين الذين قدموا إلى هذه الأرض الطيبة عبر هذا الميناء التاريخي ، يتبع غدا
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليق على الخبرالمواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، بمكتب سموّه بمقر المحافظة ، […]
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
اترك تعليقاً