تم النشر في الأربعاء, 19 يونيو 2019 , 06:05 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات
الحلقة التاسعة من رواية ( عين الحريم ) للاستاذ أحمد المغلوث
ـ يا بنت( .. ) يا بنت (…).. من أنت ..كلمات وسباب وراحت تقول زوجة ابوصالح : من اللي جابك هنا .. ؟ قالت الزوجة .. وهي تمد يدها ممسكة بيد الفتاة وتسحبها من تحت كمية المساند التي اختفت تحتها.. ؟! ولعنات مختلفة تنطلق من فم شقيقة زوجها وهي تشتم وتسب ممسكة هي الأخرى بجديلة شعرها الطويل .. والمرأة الغريبة تترجى وتتأوه من فرط ما تلقته من ضرب .. تحولت زاوية المجلس إلى حلبة للصراع .. كان يقول صاحبنا وينك ( ياعيسى الجودر ) لتصف المشهد بلهجتك العامية كان هناك صراع ومقاومه غير متساوي .. ثلاث نساء وامرأة غريبة بل شابه في ريعان شبابها .. قادها حظها العاثر أن تكون في المكان والوقت غير المناسبين.. !! كانت دموعها تختلط بكحل عينيها اللتين احمرتا من البكاء والدموع وهي تنظر إليهن وتترجى أن يسامحوها ويسترن عليها فهي إنسانة لا ذنب لها.. فابوصالح قد تزوجها لكنه في انتظار الوقت المناسب ليخبرهم .. شعرّن بالتعب من كثرة الضرب ووالركل زحنة العض في مختلف أنحاء جسدها .. إضافة إلى تمزق فستانها الوردي حتى ( خزامتها ) التي كانت تضعها في انفها الجميل تسببت في جرح انفها فتحول وجهها الجميل إلى أشبه بوجه ملاكم صاعد انتشرت فيه الكدمات وأثار العض والقرص والدماء وخليط الكحل بالدموع .. ! تراخت المرأة وراحت في إغماءة .. عندها طلبت الزوجة من خادمتها هامسة في إذنها بان تذهب إلى المطبخ وتحضر كمية من الفلفل الأحمر المطحون .. دهشت الخادمة من طلب سيدتها لكنها وبعد تردد ..ذهبت وهي تتنفس الصعداء فلقد أجهدها إمساكها للمرأة التعيسة وسيدتها وشقيقة زوجها ينهالون عليها بالضرب والعض..!!مازالت المرأة التعيسة في إغفاءتها .. تعتقدين ماتت..؟ قالتها شقيقة الزوج .. اقتربت الزوجة من الفتاة ووضعت رأسها قريبا من صدرها .. وقالت الملعونة (الحية ).. حية.. ثم أضافت هامسة الموت بتشوفه لاحقا .. تنفرج أسارير الزوجة عندما شاهدت الخادمة قادمة حاملة ما طلبته في وعاء صغير .. وأشارت للخادمة بأن تحضر ( طاسة ) ماء بارد من الجرة ( المصخنة ) .. بسرعة أحضرت الخادمة ( طاسة ) الماء، وناولتها سيدتها التي بدأت برش وجه الفتاة التعيسة .. بدأت الفتاة تتأوه وتنظر إليها بألم نابع من ملامحها . وهي تحاول إبعاد يد أم صالح عن وجهها خوفا من العودة إلى تمزيقه بأظافرها .. أو لطمها وضربها كما فعلت قبل أن يغمى عليها .. قالت لها بصوت ضعيف ومتهدج .. أرجوك .. حميني الله يرحم والديك.. أحياء وأمواتًاً.. صدقيني أنا زوجة أبو صالح .. أنا بنت شريفه عفيفة .. بس علشانه خايف يقول لكم قبلت الحضور إلى هذا البيت .. خايف يتركني وحدي في بيتنا بالهفوف .. والبارحة جاءه خبر أن ضيوفا ً جاؤوا من الرياض واضطر إلى مرافقتهم وخاف أن يتركني وحدي .. علشان أمي اللي تسكن معاي .. راحت الدمام تزور خالتها المريضة ويمكن تنام عندها كم يوم .. ـ : صدقوني أنا إنسانه شريفة ..
قالت الزوجة .. شريفة .. وتكذبين يا ( … ).. وكررت بحنق هذا الكلام ما يطوف عليّ ولا على الناس الأشراف.. لكني سأعطيك درسا ً الآن .. يجعلك ابد ما ترجعين إلى هذا المنزل، مره ثانية .. فاهمة يا الشريفة العفيفة .. ؟!
أشارت لكل من خادمتها وشقيقة زوجها بان تمسكا يديها وساقيها ورقبتها . بعد محاولات ومقاومة وصراخ مكبوت .. وأنين لا يسمع .. استسلمت الفتاة، وبدأت الزوجة في وضع كمية من الفلفل الأحمر الحار في فمها وكانت الزوجة تقول لها ودموع الفتاة الصامتة تتوسل وترجو .. اعذريني يالشريفة .. هذا يمكن يبرد حرارتك.. وبعدها لا تتزوجين لا ابوصالح ولا ما يحزنون ؟!!..
أغمضت الفتاة البائسة عينيها وهي تتألم بحرقة .. الحرارة التي اندفعت في فمها حتى كادت تختنق من حرارة الفلفل التي لا تطاق .. تكاد تقتلها من شدة الألم والحرقان وحتى الآكلان.. شعرت بالندم أنها وافقت ابوصالح على الحضور لبيته.. يا ليتها لم تحضر .. ولم تقع فريسة سهلة بين يدي .. نسوة متوحشات لا يخفّن من الله .. ولا يرحّمن الضعفاء أمثالها.. فهي لا حول لها ولا قوة .. شدة الحرارة والالتهابات التي سببها الفلفل في فمها .. أدى إلى الإغماء عليها مرة ثانية .. قالت شقيقة الزوج خلاص يا أم صالح.. لا تموت المرة ونتورط .. اتركيها الله يلعنها.. دعيها تذهب إلى سبيلها.. يكفي ماجاها وما حصلت عليه من درس لن تنساه طول عمرها .. !! أنت تشوفين كذا .. قالت أم صالح وهي تبعد يدها التي تحولت إلى اللون الأحمر من بودرة الفلفل .. بحركة عفوية رفعت خصلة من شعرها وإذا إحدى أصابع يدها تلامس عينها وإذا بها تصرخ من شدة الألم والحرقان .. وقد أسرعت تبحث عن ( طاسة ) الماء لتغسل عينها .. الخادمة التي كانت تتابع المشهد وهي ممسكة بيدي الفتاه وجزء من صدرها.. راحت تردد بينها وبين نفسها.. الله ما يطق بعصا .. سبحانه أراد أن تجربين شيء بسيط مما فعلتيه في هذه الفتاة المسكينة .. حتى أنا يا ويلي من الله .. لقد شاركتك في جريمتك .. الله يسامحني .. الله يسامحني .!! قبل أن تنتهي الخادمة من كلماتها إذا بابي صالح .. يدخل عليهم والدهشة تكاد .. تضاعف من حجم عينيه عشرات المرات بل انه بسرعة ألقى ( القفة ) الخوصية الملونة والتي كان يحملها في يده .. ورمى ببشته جانبا وهرول إلى الفتاة التي كانت مستمرة في غيبوبتها .. وهو يردد ما تخافون من الله .. الشرع سمح لي بأربع .. وأنا اكتفيت بزوجه ثانية .. زوجة بنت حلال.. قال ذلك بعد أن أحسن وضع الفتاة على ساقيه وغطى جسدها الذي كان مكشوفا وشاهد أثار الجريمة.. وهو يقول لزوجته وشقيقته وخادمتهما .. كيد النساء عظيم .. لكن الله أعظم .. الحمد لله أني جئت قبل ما تموت الفقيرة بين يديكم .. لكن يا أم صالح .. لا أشوف رقعة وجهك هنا لا أنت ولا حتى بنت أمي وأبوي ولا خادمتكم المجرمة التي شاركتكم في ها الجريمة .. و أسمعي أنت وهي والله لو جرى لها شي .. ما يردني إلا سيدي الأمير أ بن جلوي .. ؟؟؟
ـ: آه .. آه.. كررتها أكثر من مرة وهي تفتح عينيها المليئتين بالدموع .. بموت يابو صالح .. أهلك موتوني .. أحس بنار في ( … ) ما ادري ماذا فعلوا بي عسى .. ما يصير لي شيء ..؟! أجابها: الحمد لله يا بعد روحي .. الله أرسلني لك قبل ما يصير لك شيء خطير .. الحمد لله .. وأبشرك أنت الآن سيدة البيت .. أما اللي ما يخاف الله .. فلا مكان له في ها البيت .. هذا بيت خير .. كنت احترم صاحبته.. وأخاف يتكدر خاطرها لذلك ما حبيت اخبرهم بزواجنا .. تقدير لها ولولدنا صالح .. لكن للأسف خير تعمل شر تلقى ..المهم يا بنت الحلال .. الله سلمك .. وامسحي اللي جرى في لحيتي .. بس مره أخرى مالهم وجود في ها البيت الطيب .. لعنات عليهم كلهم ..
شعرت أم صالح أنها تكاد تنهار.. إنها تختنق وتحترق .. فعينها التي التهبت من الفلفل كانت اخف ألما وحرارة مما سمعته من أبو صالح.. أسم الأمير أبن جلوي .. يخيفها .. تكاد تسقط على أرض الغرفة.. تماسكت ..اعتمدت على كتف شقيقة زوجها وراحت تسأل نفسها .. خلاص عشرة خمس سنوات هانت عليه من أجل هذه المرأة الغريبة …. رأسها يدور.. فتمالكت نفسها .. تماسكت نوعا ما.. لكنها سرعان ما عاودها الدوران .. وسقطت مغشية عليها .. اندفعت إليها شقيقة ابوصالح وهي تبكي وتترجى شقيقها أن يغفر لهما سوء تصرفهما .. وأنهما فعلا ذلك نتيجة عدم معرفتهم بحقيقة كونها زوجته .. خصوصا وإنها كانت تختفي تحت المساند والتكيات ..تطلع إليها شزرا وهو يقول غاضبا: أكيد قالت لكم أنها زوجتي .. حتى ولو لم تكن زوجتي .. فهذا العمل .. غلط .. ما يسويه إنسان عاقل .. إنسان مسلم …يخاف الله .. اللي عملتوه عمل ناس متوحشين .. !!
تصاعدت أنفاس شقيقته وتصلب جسد زوجته .. وشعرت بان سطلا من الماء البارد قد سكب عليها .. أتراه عزم أن يطردها ام كلامه كان وليد حالة غضب شديد ؟!.. ولن يتخلى عن أم أولاده صالح وفوزية وأنيسة .. من اجل هذه الفتاة الصغيرة .. ؟وراحت تردد اللهم اربط على قلبه برباط من الجنة…!!
واخذ ابوصالح يمسح بأصابعه على شعر زوجته الشابة صاحبة الحظ السيئ وهو يقول: مالك إلا العافية إن شاء الله .. بعد ذلك حملها بين يديه ووضعها على ( دوشق ) وقام واحضر فوطة وطاسة ماء وراح يمسح وجهها الذي اختلطت فيه الدماء بالكحل والدموع .. وبدأ وجهها يشرق من جديد رغم بعض الجروح والرضوض والكدمات التي خلفتها جريمة كيد النساء.. كانت في عقدها الثاني ..كان شعرها الناعم الطويل يسترسل داخل ضفيرتين طويلتين.. لون بشرتها يميل إلى البياض .. عندما تشاهده سرعان ما تردد .. سبحا ن الذي خلق من نطفة وعلق.. كانت جميلة ويبدو أن جمالها وشبابها الأخاذ وراء ما تعرضت له من إهانة وضرب وجريمة لا تغتفر أبدا ../ تابع غدا
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليق على الخبرالمواطن اليوم اطلع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، في مقر المحافظة اليوم ” […]
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
س | د | ن | ث | أرب | خ | ج |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
اترك تعليقاً