تم النشر في الجمعة, 1 مارس 2019 , 10:23 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , كتب
تتألف رواية غابريال غارسيا ماركيز من ثماني قصص، تحمل كلّ واحدة منها بعداً إنسانياً.
القصة الأولى
القصة الأولى، تتضمّن رحلة امرأة فقيرة تستقلّ القطار مع ابنتها لتزور قبر ابنها الذي قتل في قريةٍ غريبة، بعد أن حاول أن يفتح عنوة باب منزل امرأة غنيّة بقصد سرقتها، غير أنّها أطلقت عليه النار وسلبت روحه قبل أن يستطيع سلبها دراهم قليلة كانت رغم وسيلته الشنيعة لتحصيلها، ستقيه شرّ الجوع المفحش والذلّ المهين، فأمعن في إذلال نفسه، وقضى على شبابه من غير أن يأسف عليه أحدٌ إلّا أمّه.
القصة الثانية
في القصة الثانية، تتراقص في مخيّلتنا صورٌ تزغرد بالطاقة الحيّة، لزيارة عمدة بلدة في كولومبيا لطبيب الأسنان ليخلع له ضرس العقل الذي أقلق مضجعه، وجعله يعاني الألم ألواناً هائلة من نيران الأسى، وهذا الطبيب في عيادة حقيرة المعالم، غير مجهّزة بالأدوات الطبّية اللازمة، ويحاول أن يتملّص من علاج العمدة الذي يحقد عليه لجبروته وتسلّطه ولكنّ الأخير يهدّده بقوّة السلاح، فيضطرّ أن يذعن لمشيئته ولكنّه يردّد بحقدٍ وهو يخلع له الضرس من دون أن يخدّرَه: «ستدفع هنا ثمن قتل عشرين شخصاً يا سيدي».
القصة الثالثة
في الرواية الثالثة تهكّمٌ واضحٌ على السلطة الجائرة التي تنصر القوي وتحتقر الضعيف حتى لو أقرّ بذنبه. وهي تسلّط المجهر على رجلٍ عاطل لا يعمل، يعيش مع زوجته الحامل ويرغم نفسه على سرقة ثلاث من كرات البلياردو ليبيعها لاحقاً، ولكنّه يحزن عندما يعلم أنّهم اتهموا إنساناً بريئاً فيحاول إعادتها للمحل، ولكنّ صاحب المحل يكشف أمره ويسلّمه للشرطة من دون أن يكترث لتوسّلاته وحججه.
القصة الرابعة
في القصة الرابعة، يطلّ علينا بطلها «بلتزار» النجار، صانع الأقفاص للطيور والحمام والعصافير، يتوّج عمله المضني من خلال سهر الليالي الشاقة الطويلة بصناعته لقفصٍ زاخرٍ بالألوان الحيّة المزركشة بالحياة، وكان أوصاه به ابن العمدة الغني، فوعد نفسه بالمال الوفير، ولكنّ العمدة رفض شراءَه لابنه، وارتأى أن يهبه إيّاه هديّة بعد كلّ هذا العناء الفائق.
القصة الخامسة
في القصة الخامسة موت العمدة بعد أن أمعن في البلاد جوراً وطغياناً، مخلّفاً ثورة هائلة لم تنجح أرملته بالحفاظ عليها بعد أن انتقم التجار ممّا لحقهم منه من أذى، فقلّصوا موارده، وتبدّدت الأغذية المحفوظة للبيع في مستودعاته، ونهشت فيها الديدان كما تنهش في جثته الهامدة.
القصة السادسة
في القصة السادسة يتكلّم ماركيز عن العصافير الميتة التي تقتحم المنازل أفواجاً ثم تموت بنفس السرعة التي انقضّت بها على الجدران والشبابيك. وكأنّه انتقامٌ من الله لنقص الإيمان في تلك القرية، وفألُ شؤمٍ بائن.
القصة السابعة
في الرواية السابعة تحاول جدّة فتاة مراهقة عمياء إنقاذها من براثن شابٍ يتلاعب بها وتقترف معه الخطيئة، لتمنعها من مرافقته وترغّبها بالكنيسة والإيمان والتقوى.
القصة الأخيرة
في الرواية الثامنة والأخيرة، بطلتها الأم الكبيرة الملكة التي لا يسمّيها ماركيز بلقبها الحقيقي،هو يجسّد شخص امرأة فائقة المثالية في رسمٍ راقٍ، ترث السلطة والهيبة من أجدادها وعندما تموت وهي عذراء، تصبح محور اهتمام العالم ويجري الإحتفاء بقداسة جثمانها وذكراها سنة كاملة، فتتعطّل مصالح الفقراء، ولكنّ الأقوى يبقى الأبقى. وهذا المشهد يتكرّر في كلّ بلاد العالم، حيث يمنحون السياسيين لقب النخبة، مع أنّ أيديهم قد تكون ملطّخة بالطين والسواد.
في رواية ماركيز تهكّمٌ واضحٌ على أصحاب النفوذ الذين يتسرّبون نقاط ماءٍ من بين أصابع القدر، يتجرّدون من إنسانيتهم ويفصحون عن لؤمٍ وتعرٍّ من الإلتزام الخلقي. وقد قارب بهذا رواية نجيب محفوظ الذي استخدم الرمزية المطلقة للتعبير عن أبطال روايته «أولاد حارتنا»، بغضّ النظر عن اختلاف المواضيع والهدف والتحليل المنطقي المنهجي، وجاء أسلوبه ساخراً منمّقاً عازماً على اقتلاع الظلام من دنيا العميان الذين جنى عليهم حكّامهم كما يحدث في كلّ زمان ومكان./و وفقا للجمهورية
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليق على الخبربقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
اترك تعليقاً