Connect with us

أهم الأخبار

مكنسة الإحباط

Published

on

 

عبدالله المغلوث

في أواخر السبعينيات ضاق البريطاني، جيمس دايسون، ذرعا من المكنسة الكهربائية، التي تتطلب تغيير كيس الغبار بين الحين والآخر. اندلعت فكرة في رأسه لمكنسة جديدة استوحاها من منقي الهواء في الغرف. بيد أنه عجز عن إيجاد ممول لمشروعه لإنتاج نموذج لهذه المكنسة. قدم عدة عروض لمصانع وشركات ومراكز أبحاث بريطانية لدعم مشروعه لكن لم يجد أي تجاوب. وجد تعاطفا يتيمًا من زوجته المعلمة، التي اقتطعت جزءا من راتبها الشهري لدعم فكرته. استطاع دايسون بمساعدة شريكة حياته، السيدة، ديردري، في عام 1983 من إطلاق أول دفعة من المكانس الكهربائية، التي اخترعها. لكن سرعان ما تبددت فرحته بعد أن رفض الموزعون في بريطانيا توزيع مكانسه لعدم ثقتهم بالمنتج الجديد. عرض دايسون منتجه بثمن بخس أمام الموزعين دون جدوى. نجح أخيرًا في اقناع موزع صغير في لندن من عرض مكنسة أو اثنتين من إنتاجه في متجره، لكن اعتذر الموزع لدايسون في اليوم التالي كون الشركة الكبيرة التي يوزع منتجاتها في معرضه ستوقف التعامل معه لو عرض أي منتج لشركة سواها. واجه دايسون ضغوطا شديدة ومحاربة شرسة في وطنه. هاجر مع مكنسته إلى اليابان لعله يجد مكانا يروج فيه مكنسته، التي يثق في جودتها وفعاليتها. لكن يبدو أن ذات التحديات سافرت معه على متن الطائرة نفسها. لم يجد دايسون ترحيبًا كبيرًا في طوكيو، لكن اقترحت عليه شركة يابانية أن يعرض منتجه في دليل منتجاتها ”كاتالوج”. وافق دايسون على مضض إثر عدم وجود خيارات أخرى أمامه. فوجئ بأن مكنسته سجلت مبيعات عالية رغم سعرها الباهظ بسبب الضرائب وعمولة الشركة اليابانية، إذ بلغ سعرها، وقتئذ، ما يقارب ألفي جنيه استرليني. أنتج دايسون مجموعة كبيرة تجاوبا مع الطلب الياباني المتزايد. تتويجا لنجاح منتجه فازت المكنسة بأفضل تصميم في معرض المنتجات العالمي في اليابان عام 1991. كان نجاحه في اليابان مجرد وسيلة لأن غايته هي سوق مسقط رأسه، بريطانيا. يريد أن ينتصر في معقله، على أرضه وبين أنصاره. كان يرغب في أن يرد اعتباره من كل من وقف أمام مشروعه هناك. يؤمن دايسون أن الدخول إلى السوق البريطانية ليس سهلا في ظل سطوة كبار الشركات وتشكيك البعض، مدركًا أن نجاحه في أمريكا سيسهل مهمته. اتجه إلى الولايات المتحدة مدفوعًا بتجربته في اليابان. حصل على براءة اختراع أمريكية مهدت له الطريق.

حقق نجاحا جيدا في السوق الأمريكية لكنه لم يستثمر كثيرًا فيه مدخرا جهوده وماله لاختراق السوق البريطانية، هدفه الرئيس.

عندما عاد إلى بريطانيا وجد أن التحديات باتت أصعب. اتحدت شركات ضده كون منتجه قد يؤثر سلبًا في مبيعاتها ويعلن قرب موت المكنسة الكهربائية التقليدية.

حاربته الشركات البريطانية بضراوة. منعته بطرق شرعية وغير شرعية من بيع منتجه أو حتى تصنيعه، لكن نجاح دايسون في اليابان وأمريكا عزز ثقته بمنتجه واستعداده للاستثمار فيه. لم يجد دايسون حلا لمواجهة الحرب ضده إلا بافتتاح مصنع في ويلتشير ”جنوب غرب بريطانيا” ينتج ويبيع ويطور منتجه. اقترض من بنوك أمريكية ومراكز أبحاث من حول العالم لتنفيذ هذا المشروع.

خلال سنوات قليلة استطاع دايسون أن ينجح في دخول السوق البريطانية ويقدم منتجه لأهله وجيرانه وأبناء وطنه. حقق منذ ذلك اليوم نجاحا هائلا يتصاعد يوما بعد يوم. أضحت مكانس دايسون الأولى مبيعا وتطورا إثر أدائها وسرعتها ورشاقتها ومرونتها. أنتج أحجاما وألوانا ملائمة للكثيرين.

في عام 2005 أصبحت مكنسته الكهربائية رسميا الأولى مبيعا في أمريكا وبريطانيا.

معاناته المبكرة مع ممولين جعلته ينشئ ذراعا بحثية لدعم الأفكار الواعدة والمهندسين الشباب.

اليوم قدم دايسون اختراعات لافتة مثل: جهاز تنشيف اليدين، ومجفف الشعر دون صوت، وما زال في جعبته الكثير.

قدم دايسون درسا لكل المحبطين في مجتمعاتنا، الذين يعتقدون أنهم وحدهم من يعاني عقبات ومنغصات وتحديات. نعم في الدول المتقدمة خيارات أوسع للمبدعين ورواد الأعمال، لكن هذا لا يعني أنهم لم يواجهوا تحديات جسيمة.

ها هو دايسون تجربة ماثلة أمامنا تعرض للكثير من الصعوبات التي جعلته يطرق كل السبل لينجح في وطنه لأنه يؤمن بموهبته ومقدرته.

إن أعظم بيئة للنجاح تنبع من داخلك. إن لم تملك الإرادة وتركب الصعب فلن تحقق النجاح سواء كنت في لوس أنجلوس أو لندن أو الرياض أو القاهرة. يقول المتنبي: ”لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ”.

بعضنا يسوِّق للنجاح كأنه منتج لا يتوافر إلا في الدول المتقدمة. إنه يتوافر في كل مكان. قد تتفاوت الصعوبات من بيئة إلى أخرى، لكن التحديات متشابهة.

إننا في مجتمعاتنا نحتاج إلى مكنسة ليست كالتي اخترعها دايسون، ولكن أخرى لتكنس الإحباط الذي روج له السلبيون بإسراف من حولنا.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أخبار

 محافظ الأحساء يكرّم الطلاب والطالبات المتفوقين بالمحافظة من مستفيدي لجنة تراحم بالمنطقة الشرقية

Published

on

المواطن اليوم

‏‎كرّم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، في مقر المحافظة ، اليوم ” الثلاثاء ” ، الطلاب والطالبات المتفوقين في جميع المراحل الدراسية من مُستفيدي لجنة تراحم الشرقية في محافظة الأحساء المشمولين برعايتها، وأمهاتهم، والبالغ عددهم (45) متفوقاً ومتفوقة، و(16) أمًّا مثالية ممن حصل أبناؤهن على نسبة (99% – 100%) على مستوى جميع محافظات المنطقة الشرقية للعام الدراسي 1445 هـ، بحضور عدد من المسؤولين ، ورجال الأعمال الداعمين. ونوَّه سموُّه بما توليه القيادة الحكيمة -أيدها الله- من دعم ورعاية واهتمام دائمين في سبيل الارتقاء بالمنظومة التعليمية ، وتسخير البيئة المحفِّزة تحقيقًا لمُستهدفات رؤية المملكة 2030، مشيداً سموّه بالدور الفاعل للجنة تراحم الشرقية في تحسين جودة الحياة المعيشية والتعليمية لأبناء أسرها المشمولين بالرعاية، كما هنأ سمُّوه المتفوقين والمتفوقات وأمهاتهم بهذه المناسبة.من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة لجنة تراحم الشرقية عبدالحكيم الخالدي، أن هذا التكريم جاء من لجنة تراحم الشرقية لابناءها وبناتها كجزء من الدعم الكبير الذي يلقاه التعليم بشكل عام من دعم كبير في دولتنا المباركة وحرصاً منا على غرس ثقافة التفوّق والريادة في لدى هؤلاء النشء المبدع للمساهمة في رفع مستواهم الدراسي الذي سيعود على وطنهم بالنفع العلمي والعملي بإذن الله، مشيراً إلى أنه تم خلال هذا العام تسجيل الطلاب والطالبات في دروس تقوية ودورات في التحصيلي والقدرات لطلاب المرحلة الثانوية الذي يُعتبر ضمن برامج مسار تنمية القدرات، إضافة إلى تقديم دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية لجميع المتفوقين والمتفوقات، ومكافآت مالية تحفيزية لهم ولأمهاتهم ليواصلوا تميزهم في العام الدراسي المقبل.

وأشار الخالدي إلى أن حفل التكريم جاء برعاية كريمة من سمو محافظ الأحساء ضمن تحقيق مُستهدفات اللجنة الاستراتيجية من خلال بناء الشراكات وتعزيز العمل المؤسسي، وتطوير الأعمال، وتكامل الخدمات وتمكين المستفيدين، ورفع الوعي المجتمعي بدورنا اللجنة،إضافة إلى المُساهمة المُجتمعية وفق رؤية المملكة 2030 وتحقيق الأهداف التنموية المستدامة .

ورفع الخالدي شكره لسمو محافظ الأحساء على تكريمه للطلاب والطالبات وامهاتهم، مؤكِّدًا أن ما تُقدِّمه اللجنة من جهودٍ مُثمرة هو بفضل الله ثم بفضل التوجيهات السديدة والقيّمة من قيادتنا الحكيمة التي تعمل على بناء هذا الوطن والاستثمار في المواطنين علمياً وعملياً ، منوِّهاً بدعم ورعاية سمو أمير المنطقة الشرقية -الرئيس الفخري للجنة تراحم الشرقية- وسمو نائبه وسمو محافظ الأحساء المساهمين الاساسسين في دعم لجنة تراحم الشرقية عامة ودعم المتفوقين من الطلاب والطالبات في المنطقة الشرقية.

وفي نهاية الحفل، كرّم سمو محافظ الاحساء رجال الأعمال الداعمين للجنة تراحم الشرقية من محافظة الأحساء.

Continue Reading

أهم الأخبار

سمو محافظ الأحساء يستقبل الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية

Published

on

By

المواطن اليوم
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، بمكتب سموّه بمقر المحافظة ، اليوم ” الإثنين ” ، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” المهندس ماجد بن رافد العرقوبي، يرافقه عدد من منسوبي الهيئة. ونوه سموّه، بالدعم الكبير من القيادة الحكيمة – أيدها الله – لقطاع الصناعة وتطوير منظومته، وأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي وخلق فرص العمل، مشيداً بجهود الهيئة في تطوير المدن الصناعية والإسهام في بناء مستقبل اقتصادي مزدهر بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.واستمع سموّه، إلى عرض حول مشاريع الهيئة المستقبلية في المحافظة، حيث نوقشت التحديات المتعلقة بجذب الاستثمارات النوعية، والاستفادة من الميزات الفريدة التي تتمتع بها الأحساء لتحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز برنامج جودة الحياة.وفي ختام اللقاء، أكد سمو محافظ الأحساء، على أهمية التعاون المستمر بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق تطلعات المملكة في التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن الأحساء تمتلك من المقومات ما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار في المجال الصناعي، وأن المحافظة ستظل داعمة لكافة المبادرات التي تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 وتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانياتها.
Continue Reading

أهم الأخبار

سمو محافظ الأحساء يرعى انطلاق برنامج التأهيل بالترفيه للأشخاص ذوي الإعاقة في دورته الثانية بالمحافظة

Published

on

By

المواطن اليوم 

رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، في مقر المحافظة ، اليوم ” الأربعاء ” ، انطلاق برنامج التأهيل بالترفيه للأشخاص ذوي الإعاقة في دورته الثانية لعام 2025 بالأحساء ، والذي تنظمه جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة بمنطقة الرياض ، بالتعاون مع محافظة الأحساء، بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة غدير بنت عبدالله بن سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية، وصاحبة السمو الملكي الأميرة دانية بنت عبدالله بن سعود المدير التنفيذي للجمعية، بالإضافة إلى عدد من منسوبي ومنسوبات الجمعية، والمستفيدين، والمتطوعين.ونوه سموّه، بالدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة – حفظها الله – لذوي الإعاقة في مختلف المجالات الصحية، التعليمية، والاجتماعية والترفيهية، مؤكدًا أهمية تمكينهم ودمجهم في مجتمع حيوي وصحي تماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية في تنظيم فعاليات نوعية تسهم في تعزيز الوعي المجتمعي وتطوير جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.وأعرب سموّه، عن تقديره لما حققه الأشخاص ذوو الإعاقة من إنجازات تدعو للفخر، وأن هذه الإنجازات تعكس أهمية دعمهم وتحفيزهم وتشجيعهم لتحقيق المزيد من النجاح والتميز، مشيرا إلى الدور الفاعل والمستمر الذي يلعبه الأفراد والمؤسسات في تطوير هذه الفئة وتحقيق تطلعاتهم، مبيناً أن هذا البرنامج هو مثال حي على كيف يمكن تحقيق تغيير حقيقي في حياة هذه الفئة من خلال الأنشطة والبرامج التي تدمج بين الترفيه والتأهيل. من جانبها، أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة غدير بنت عبدالله بن سعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن البرنامج يهدف إلى تنفيذ رحلة تأهيلية ترفيهية للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع محافظة الأحساء والجهات ذات العلاقة، حيث يتم توفير فرص ترفيهية تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة في بيئة آمنة داعمة، مشيرة إلى أن البرنامج يساهم في تعزيز التفاعل الاجتماعي بين المشاركين، مما يساعدهم على تكوين صداقات جديدة ويعزز الانتماء والتضامن في المجتمع، بالإضافة إلى اكتشاف الموروث الثقافي المحلي المتنوع.
وفي الختام، قدمت جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة درعًا تذكاريًا لسمو محافظ الأحساء تقديرًا لرعايته واهتمامه بأعمال الجمعية في المحافظة، ويشمل البرنامج في دورته الثانية زيارة عدد من المواقع الأثرية والسياحية في محافظة الأحساء، حيث يشارك في البرنامج 15 مستفيدًا من ذوي الإعاقة مع مرافقيهم.
Continue Reading

الاكثر تداولا