تم النشر في الأحد, 6 أكتوبر 2013 , 05:55 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور
شرع في دراسة القانون، لكنه كان يطمح أن يطير ولا يسير، درس الطيران، تفوق وحلق. في حفل تخرجه تقدم للاقتران من رفيقة دراسته أمام زملائه، الذين رددوا خلفه سؤاله لها، بصوت عالٍ: هل تتزوجيني؟
تزوج جينفر في السابع من نيسان (أبريل) عام 2000. بعد نحو أربع سنوات من زواجهما حملت زوجته. كان الزوجان في انتظار مولودهما الأول. المولود الذي سيصبح ذكيا على أبويه، سيكون كاملا. في أيار (مايو) 2005 رزقا بطفلة بصحة جيدة. بعد عام تماما كانا في انتظار مولودهما الثاني، الذي لن يقل ذكاءً عن الأول. التحليل أظهر أن الطفل يعاني متلازمة داون، مرض نتج عن خلل في الكروموسومات. أول ما سمع الأب النبأ من الطبيب ترك الغرفة وخرج. عندما عاد إلى المنزل طلب من زوجته أن تجهض. قاتل بكل الطرق أن تتخلص من هذا الطفل المريض. لا يريد طفلا غير طبيعي في منزله. نهبته الأسئلة: ماذا سيقول الناس عنه عندما يشاهدون طفلته المريضة بجواره؟ كيف سيواجههم؟ كيف ستصبح حياته؟ يعتقد أن الآخرين سيجزمون أنها ابنة لأب يملك جينات مشوهة، رجل غير كامل. لقد كان هيث يموت يوميا، خاصة بعد أن رفضت زوجته الإجهاض. صار يخرج من العمل ويعود إلى المنزل. يغير ملابسه مباشرة ويخرج؛ ليركض هربا من الواقع، يركض وهو يسأل نفسه: لماذا أنا؟ لماذا أنا بالذات أرزق بطفل يعاني متلازمة داون وغيري لا؟ ولدت طفلته بليزي في 16 أيار (مارس) 2007. قالت له أمه عندما شاهدتها لأول مرة: ”ما أجملها، لا يبدو أنها مصابة بمتلازمة داون”. لكن الحقيقة تقول إنها مصابة بمتلازمة داون، هيئتها، عيناها. كان الجميع يحاولون أن يخففوا وطأة صدمة هيث. بعد أسابيع توقف هيث عن الركض، وشرع في تأمل طفلته الهادئة الجميلة. بدأ يحملها.. يلاعبها.. يدغدغها حتى تضحك فيضحك، نسي كل شيء، نسي مرضها وتعبه وأحاسيسه المظلمة وتذكر فقط ابتسامتها له. غيرته بليزي كثيرا.. كثيرا. استأنف الركض من جديد، لكن مع ابنته بليزي. كان يدفعها وهي جالسة على عربة الأطفال ويطوف بها الحي. يريد أن يوجه رسالة للجميع. أنا فخور بها. يريد أن يفخر الجميع بأبنائهم مهما كانت معاناتهم. شارك لأول مرة في ماراثون مع ابنته عام 2008 في ذكرى ميلادها الأول. كان يدفعها بحماسة. نال تصفيقا كبيرا طوال السباق. وقبل الأميال الأخيرة من السباق قطف ابنته من عربة الأطفال، وحملها على يديه، ليمنع أي حاجز بينهما. هو وهي فقط. كانت مبادرة عفوية منحته إحساسا جميلا. استمر في المشاركة في السباقات معها. بعد عدة سنوات فاز بسباق بصحبتها. كانت الأولى. الأولى وليس الثانية أو الثالثة. حملت الميدالية الذهبية وقبلتها وعضتها كما يفعل الأبطال. أصبح لديها رف فسيح في غرفتها تستلقي عليه الميداليات، التي حصلت عليها مع والدها. رغم كل ما فعله كان هناك شيء يقلقه وهو أن يتهكم عليها أحد، لأنها مختلفة عن البقية. لذلك قرر أن يفعل كل ما في وسعه لتوعية المجتمع والأطفال بمتلازمة داون. كتب رسالة طويلة لابنته. شرح فيها الذنوب التي ارتكبها في حقها عندما كانت في بطن أمها ومحاولاته البائسة لإجهاضها. كتب فيها الأشياء التي تعلمها منذ أن أبصرت النور. سيقرأها عليها وينشرها عندما تكبر؛ ليتعظ ويعتبر غيره. ألهمت بليزي والدها وجعلت منه شخصا أكثر قوة وصلابة وثقة.
إن بعض الأشياء مهما بدت في ظاهرها شر مطلق في باطنها خير عميم.
فالضابط هيث منذ أن رزق بابنته، بليزي، وهو يحقق نجاحات عظيمة في عمله. تدرج بسرعة. لقد كان شخصا ذكيا لكن كانت نقطة ضعفه أنه لا يقبل الأخطاء من مرؤوسيه ومتسرع في قراراته. ساعدته الظروف التي رافقت ولادة بليزي على أن يصبح شخصا أكثر تفهما وحلما ومرونة. صقلت التجربة شخصيته على نحو لا توفره مئات الدورات التدريبية والشهادات العلمية والورش العملية. نجح في كسب ثقة رؤساءه ومرؤوسيه.
مشاركاته في اللقاءات التلفزيونية والبرامج الوثائقية والتوعوية بمتلازمة داون جعلت منه متحدثا مفوها يتمتع بمهارة قيادية كان يفتقر إليها مبكرا.
تحول هيث من شخص منعزل وحاد إلى شخص اجتماعي ودود، قيادي يؤثر ويلهم. من إنسان لا يعرفه إلا القليل إلى آخر يتعلم منه الكثيرون.
ابحث عن الكثير من الإنجازات ستجد خلفها العديد من الابتلاءات والتحديات. يقول توماس إليوت: ”البحر الهادئ لا يصنع بحارا ماهرا”، وكذلك الحياة، الظروف الطبيعية لا تقودك إلى منصات الفوز.
كلما ازدادت التحديات تضاعفت فرص نجاحك وانتصارك.
لماذا أنت تحديدا تتعرض للمصائب والابتلاءات؟ لأنه- سبحانه وتعالى- يريد لك الخير فيمنحك قدرات وإمكانات إضافية ووقودا لا ينضب يوصلك إلى موانئ النجاح.
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليق على الخبرالمواطن اليوم اطلع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، في مقر المحافظة اليوم ” […]
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
س | د | ن | ث | أرب | خ | ج |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
اترك تعليقاً