تم النشر في الأربعاء, 25 سبتمبر 2013 , 05:53 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , ثقافة وفنون
كتب / احمد المغلوث
كان الزحام على أشده في جسر الملك فهد .. الالاف من السيارات في طريقها الى البحرين .. أسر وعائلات .. وحتى افراد .. سيارات صغيرة وكبيرة .. وعائلية وبجوار سيارته كانت تقف سياره كامري بها عائلة والاطفال في المقعد الخلفي يحاول كل واحد منهم ان يجلس بجوار النافذة ولكن كان المكان شبه محجوز للكبار ومع هذا يمد الصغير رقبته ليشاهد ماحوله فالوقت بات طويلا ورغم ان السيارات مكيفة الا ان الانتظار في هذه المساحة المحدودة يعتبر وقتا مملا ومشبعا بالضيق والحسرة على ضياع ساعتين من الانتظار في هذا المكان الذي لاتتحرك فيه السيارات اكثر من حركة عقرب الساعة ..فكلما عبر سريعا كان بامكانهم مشاهدة اكثر من فيلم في هذه الليلة .. اضافة الى حاجتهم لوقت اكثر حتى تتاح لهم فرصة التسوق في السيتي سنتر والعالي .. لكن الزحف البطيء للسيارات يكاد يتحول الى حبال تربطهم في الجسر .. كان لابأس في ذلك عندما كان فتى فلايهم الوقت .. اما اليوم وقد تجاوز العقد السادس فلا . وتابع تصفح حسابه في تويتر ,وراح يغرد عن الزحام .. سمع أبنه وهو يشهق . بسرعه أبوي أسقط يمين . لقد تحركت السياره اللي قدامنا ؟! فالتفت اليه وقال يعني كيف أسقط .؟ بيني وبينه نص متر .. كيف يعني .. اقرأ على السياره وأصغرها وأحشرها بين الكامري والجمس .؟! راح الكثير مابقى الا القليل كلها كم ساعه وربك يفرجها .؟! وحنى أبنه رأسه وقد تشابكت نظراتهما في عتاب الى أن ادار الاب رأٍسه في اتجاه عجلة القيادة .. فهتفتت حفيدته الله يخليكي أبوي حاول تتجه لكابينة الدبلوماسسين أشوفها تتحرك بسرعه أكثر .فرد قائلا احنا في المسار اليمين . كيف أتجه لهذه الكابينه وهي في اليسار .. اقفز بالسياره .. اطير .. هل تتوقعين الناس اللى ماسكين الكوابير من 3 ساعات بيسمحون لنا بالمرور وكل واحد يتراجع عن مكانه من اجل رغباتنا جميعنا مثل مثل .؟! فابتسمت الام وهي تمد للاب كوب كوباتشينو منزلي وهي تقول خذ أشرب أعتقد أن الاولاد سوف يثيرون حفيظتك ..؟! وأبتسم لها في محبة فائقة وهو يقول لها مشكوره كنت ناوي اقول لك : صبي لي كوباتشينو ولا قهوة .! فمد الابن رأٍه مابين المقعدين وقال .. لو جايبين معاكم كراسي وطاولات كان اعتقد الجلسه تكمل . جلسه بين مئات السيارات ي الجسر .. أتصور أنها بتكون جلسه شاعرية .؟! خصوصا ونسيم الخليج الرطب .. يرطب الاجواء .. والطف من جو الاحساء الجاف .؟! فلامس أبوه أنفه الصغير بحنان وهو يقول . صاير فتى ساخر .فقاطعته زوجته قائلة اولاد آخر زمن .؟! واستدارت تتأمل وجه ابنها . وقالت :
ترى احنا جايين هنا علشانكم . حابين نغير لكم الجو .. لكن ما كنا نعرف اننا بنقع في هذه ( الحقه ) لكن قدر الله وماشاء فعل . على العموم الله يصبرنا على باقي الوقت .؟! آه تحركت السيارات .. الله فرجها .. لايدري كيف تحركت .. خرجت السيارات من بين الكابينات مثل خروج التغريدات من حسابات المغردين .. لكن التغريدات تخرج سريعة .. سهله .. اما سيارات الجسر فهي تخرج مثل خروج المواليد في الولادات المتعسره .؟!
هاهم الان يبجثون عن موقف لسيارتهم بجوار المول .. عندما قال الابن ابوي طالع السياره الكامري . ماشاء الله وصلوا قبلنا .. تتوجه انظار الجميع للسياره الكامري .. ينزل قائدها ويتجه الى باب زوجته ويفتح لها الباب . فتبسم الجميع وقال الابن . أموت في الرومانسية .. احم أحم بعض الناس ماعندهم مثل هذا الاحساس .؟! نظر اليه والده شزرا . وبلع أحاسيسه .. مع ريقه .. قال الاب بعدما اوقف السياره . موعدنا عند السينما .. انا رايح المكتبه في شارع المعارض .. بركب تاكسي .. يمد يده لزوجته ببطاقة الصراف .. يودعهم .. الى لقاء .. بعد جولة في الاسواق وتجمع بقية الابناء الذين سبق ان حضروا مبكرا .. في داخل المطعم العائلي جلست الام برفقتها بناتها لتناول الايسكريم . وبالصدفة كانت تجلس زوجه صاحب السيارة الكامري .. وكانت تحايا وسلام وبعدها قالت لها احد الابناء غبطك .. عندما لاحظ رومانسية زوجك حفظه الله . ومبادرته بفتح الباب لك .. فتبست المرأة وقالت ياليته رومانسي .. المسألة أن الباب . خربان ما راضي يفتح الا من الخارج .. على العموم . أنا سعيده بخراب الباب عساه يتعلم وتصير عنده عاده .؟!
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً