تم النشر في السبت, 20 يوليو 2013 , 04:31 صباحًا .. في الأقسام : اقتصاد
أحد أقدم الأسواق الخليجية بعمر يقترب من 200 عام
رمضان يعيد جزءاً من الوهج الاقتصادي ل « قيصرية الأحساء»
بائع في القيصرية يعرض مقاضي رمضان
الأحساء ، تقرير-صالح المحيسن
بدأ سوق القيصرية بالاحساء الذي يعد أحد أقدم الأسواق في منطقة الخليج والذي بني عام 1238 ه الموافق 1822 م ،يستعيد جزءاً من هيبته ووهجه الاقتصادي مع قرب حلول شهر رمضان المبارك لهذا العام 1434 ه، وذلك بعدما خف الوهج والبريق إثر الحريق الذي أتى على المبنى القديم للسوق عام 1422 ه.
وعلى الرغم من أن السوق الذي يضم 422 محلاً لم يفتتح بكامل طاقته وبقي عدد ليس بالقليل مغلقاً ،إلا أن تاريخه وسمعته جعلا منه مقصداً للمتبضعين من داخل الأحساء ومن دول الخليج سيما دولة قطر الشقيقة، وقد شهد السوق خلال الأيام القليلة الماضية إقبالاً متزايداً على التبضع من محلات سوق القيصرية، حيث حرص المشترون على اقتناء مقاضي رمضان من محلات السوق العريقة التي يحرص أصحابها من كبار السن وأبنائهم على توفير مقاضي رمضان الشعبية كالهريس والبهارات والهيل والطحين والرز الحساوي وغيرها.
حسن الرمضان ” يملك محلاً في القيصرية ” يشير إلى أن الكثير من الزبائن القدامى للسوق يحرصون في موسم دخول شهر رمضان على شراء ما يحتاجونه خلال هذا الشهر الفضيل من سوق القيصرية، ويضيف أن أصحاب المحلات في السوق حريصون أشد الحرص على توفير النوعيات الجيدة من احتياجات الناس وهو ما لا قد يتوفر في غيره من الأسواق أو المجمعات الحديثة، ولا يخفي الرمضان سعادته من تنامي حجم المبيعات في القيصرية بعد توقف طويل لهذا السوق جراء الحريق.
وفي جانب آخر من القيصرية عرض محمد الجبارة في محله كما كبيرا من حاجيات رمضان، ويتذكر كيف كان السوق قبل عشرين عاماً يعج بالمتسوقين لشهر الخير، ويؤكد أن مشتري مقاضي رمضان من القيصرية كانوا يشعرون بنكهتها الخاصة وطعمها الطيب الذي يختلف عن غيره، ولم يخف الجبارة سروره وفرحته باستعادة السوق لوضعه الطبيعي بشكل متسارع الأمر الذي سيعوض (على حد تعبيره ) الخسائر وسنوات الجفاف الذي عاناه أصحاب المحلات في السوق.
(الرياض) رصدت أول أمس حركة محمومة من المتسوقين من أبناء الخليج والأحساء في سوق القيصرية وفي شارع الحداديد الملاصق للقيصرية من الجهة الجنوبية، ويلاحظ أن حرص كبار السن والكهول في التوجه للقيصرية ليس لشراء مقاضي رمضان وحسب وإنما لاستعادة شيء من الذكريات والماضي الجميل، وهذا ما يبدو جلياً من خلال تجول البعض لوقت طويل يغادر بعدها السوق بعد شرائه بعض المقاضي.
وفي البعد ذاته حرصت أمانة الأحساء على تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية والتجارية في منطقة وسط الهفوف التاريخية ” التي من بينها سوق القيصرية ” من خلال جهودها الرائعة في تغيير وجه المنطقة عبر مشاريع بدأت منذ سنوات وماضية في تنفيذ العديد المشاريع التطويرية في أبهج حلة، ما جعل وسط الهفوف ينشط بشكل لافت في صورة واضحة على نجاح جهود الأمانة، ويؤكد أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم على أهمية وسط الهفوف في الجوانب الاقتصادية والسياحية والتاريخية، ويؤكد على أن وسط الهفوف تنتظره خطوات تطويرية كثيرة بفضل الدعم الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، ومساندة ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار حيث إن تطوير وسط الهفوف هو لبنة من لبنات التعاون الاستراتيجي ببين الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة الأحساء.
ويعتبر المهندس عبدالله بن عبدالمحسن الشايب مدير فرع جمعية علوم العمران بالاحساء “والذي أسندت إليه مهمة الإشراف على إعادة بناء السوق بطرازه السابق بعد الحادثة “اعتبر أن استعادة القيصرية لوهجها الاقتصادي يدلل على أن القيصرية حافظت على ذاكرة محبيها من الأحساء ومنطقة الخليج بأهميتها الاقتصادية والسياحية، كما اعتبر أن السوق خط إنتاج للكثير من المنتجات النادرة والجيدة كمواد العطارة والبخور والمأكولات الشعبية، ووصف القيصرية بكونها مركزاً لاستقبال رمضان بما يحتويه من تنوع فريد، واستطرد مبيناً أن هذه العودة الاقتصادية المهمة للقيصرية أمر مفرح جداً، ولفت إلى أن مدينة الهفوف مدينة ناضجة تخدم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة وبها تنوع وتخصصية في الأسواق وتشبه في ذلك المدن الإسلامية والعربية القديمة، والقيصرية جزء لا يتجزأ من السوق العام في وسط مدينة الهفوف حيث يحيط بها شارع الخباز (المدير) من الشمال، وشارع الحداديد من الجنوب وسوق بيع الأواني من الغرب من جهة سور الكوت.
مشتر يتفحص بعض حاجيات رمضان
مسن يحمل بعض مقاضيه التي اشتراها من القيصرية
رجل يتبضع من القيصرية
السيارات تكتظ أمام القيصرية
سيدة تشتري بعض الأواني المنزلية
عن الرياض
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً