تم النشر في السبت, 16 مايو 2020 , 10:34 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , تحقيقات

بستان قمح

كتبة / زكريا حسن

كاتب سعودي ومخرج افلام وثائقية

حب الأرض هو بذرة  في حب الوطن ,  وكيف لا وهو وجها يمتلئ بحقول من القمح  بين جنوب وشمال , لقد تعلمنا في صغرنا ان القمح يعطي الخبز الذي نأكل منه رغيفا يشبعنا وان لونه لون الغروب مندمج بلون الشفق, وانك كطفل تستطيع ان تختبئ  بين شتلاته وتركض بعيدا دون ان يراك احد , وهكذا تبدوا الحقول الخضراء من زرع سنابل القمح في الجنوب والوسط والشمال , وقد سأل احدهم وهو رجل سبعيني في احد حقول الجنوب  و كان يجلس وخلفه ابقاره يسوقها احد ابناءه ويبذر الارض خلفها , قال ( ليكن لديك ابنا مزارعا وبنت تعجن الخبز ) .

يعتبر القمح ( البر ) والمنتج سواء في جنوب المملكه ام في شمالها ذو قيمة صحية وغذائية عاليه إذ يحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية وفيتامينات B، وحمض الفوليك، وفيتامين E، والزنك والمغنيزيوم, والألياف الغذائية التي تؤدي إلى الارتفاع البطيء النسبي في مستوى السكر في الدم وتحرير القليل من الأنسولين ,  وبنتائج هذه القيم الغذائية نحن ندفع بصحتنا الى الامام ونهديها رقما اضافيا لعمرها الزمني , وللقمح في المملكه انواع متعدده منها الصما , الزراعي والسمرا وغيرها حسب المنطقة والتسمية المحلية فيها , وقد التزمت عوائل كثيرة داخل المجتمع السعودي خاصة  الذين ينتمون الى اراضا فلاحية  بالمحافظة على اقتناءه لمعرفتهم بقيمته الغذائية ودأب البعض على جلبه  اثناء العطل السنويه او الزيارة للأهل في القرى والارياف واخذه معهم الى المدينة كمقتنى ثمين , كما تعد منه اصناف كثيره من الأطعمة وخاصة صنعه كخبز للعائلة وتناوله اثناء الفطور وباقي الوجبات

ويشير احد المزارعين في جنوب المملكة  ان البستان الواحد ينتج حوالي 80-100 كيس من القمح بوزن 50 كيلو  وعليه يمكن قياس عدد البساتين وجمع كم من الممكن ان تنتج ,كما ان مدينة حائل في شمال المملكة  تنتج ما يقارب 21% من احتياجات المملكة وهذا غير شامل  لبساتين الاحساء ووادي الدواسر والقصيم ولكن بطبيعة الحال هذا الانتاج ليس بكاف للاستهلاك في جميع مناطق المملكة بحكم تزايد عدد السكان واتساع الجغرافية لذا يتطلب الاستيراد من الخارج.

ان النظر من الأعالي صوب أرض المملكة الجميلة والأبصار نحو سهولها وهضابها وصحاريها وتلك الوديان بين الجبال الشاهقة  يجعلك تدرك كم ارضنا غنية جدا  ونسأل انفسنا  كم مرة سافرنا بأبنائنا نحو تلك البساتين وتلونت أعينهم بخضرتها ,  وحين عدنا وعادوا  بعد الاجازة الى المدرسة  وكتبوا  في كتب التعبير أنهم  زاروا أرضي المملكة وتحدثوا عن جمال حقولها وغنى اراضيها , وكم مرة رجعنا وقامت ابنة منا بعجن وخبز قمح بلدنا واهدته للجيران او الاقارب فخورة بطعم ورائحة أرض الوطن , ان هذه الذاكرة تغرس حب ما تنتجه أراضينا بالمملكة من خيرات وتكون الأولوية لما نستهلكه من منتجات  فمن المؤسف ان لا تجد منتج دعائي واحد يظهر فيه قمح المملكة ولا تجد مختص غذائي  يناقش القيم الغذائية أو تجد طاهي او طاهية تعده بطرق عصرية للأستهلاك اليومي,  دعونا اليوم ندعو انفسنا ليكن غدا خبزا صحي بالمنزل لا خبز من ارفف الاسواق  فنحن اليوم نحتاج مثل ما قال ذاك الشيخ الكبير يجب ان يكون لك ابنا فلاح يهدي الارض حبه وبنت تعجن خبزا يقوى به ساعد اخاها  على العمل . 

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

أهم الأخبار

معرض دار نوره الموسمي السنوي للفنون

                                        […]

  • نوفمبر 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     1
    2345678
    9101112131415
    16171819202122
    23242526272829
    30  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com