أحمد المغلوث /

عاد زميلنا أبويوسف من إجازته السنوية وجلس خلف مكتبه في وجوم وأخذ سيجارة من زميله على غير عادته، حيث لم نتعود منه ذلك فهو قليل التدخين، حينئذ قلت له خير يا بو يوسف (عسى ما شر) صمت لم يقل سوى كلمة واحدة «ورطة» ثم اسند رأسه إلى الخلف وراح يدخن في ضيق ويقول: هل جاء مدير جديد أثناء إجازتي قلت نعم. وماذا يضايقك في ذلك قال لا شيء لا شيء، ولكن هل المدير سيلتحق اليوم بالعمل قلت نعم صاح بصوت مكبوت ورطة كان الله في عوني.. هدأت من روعه وطلبت منه أن يشرح لي الموضوع، وما علاقة المدير الجديد بضيقه وحزنه وحتى تدخينه؟ وبعد تردد قال الورطة هي اني كنت في الطائرة القادمة مساء أمس إلى المحافظة، ولم أجد حجزا إلا في الدرجة الأولى، المهم جلست إلى جوار واحد شخصية، ورحت أتبادل معه الحديث وأخبرته بأني موظف مهم في إدارتنا، وان الحل والربط غالبا ما يكون عندي، فالمدير وغيره من كبار المسؤولين يعتمدون علي، قاطعته حتى الآن لا توجد ورطة، فالكثير منا يحاول أن يكذب ليتجمل كما يقولون وكما جاء في ذلك الفيلم الشهير.؟! قاطعني قائلا: الورطة بدأت حين وصلت اليوم العمل فشاهدت زميلي الشخصية الذي كان بالطائرة ورأيت مجموعة من كبار الموظفين في استقباله ويرحبون به، فسألت نفسي يا ترى ما الأمر وذهبت إلى حارس البوابة مسرعا لأسأله عن هذا الشخص فقال الحارس انه المدير الجديد فتصور (يا أبو عبدالله) طول رحلة الطائرة وأنا انفخ صدري واهايط عليه وقبل أن انهي ضحكتي دخل علينا المدير الجديد في جولته الأولي. وبعد أن ألقى علينا السلام والتحية تطلع الى زميلنا. فقال سبحان الله ألم تكن أنت الجالس بجواري في الطائرة.. فرد بصوت خفيض بعد اعتدال في وقفته ولون وجهه بات مصفرا نعم طال عمرك: انا بشحمه ولحمه. لكن كنت في الدرجة الاولى. كذاب. حبيت أتفشخر وامثل دور واحد شخصية مثل كبار المسافرين الذين يسافرون في الدرجة الاولى.. صدقني طال عمرك كانت الكذبة بيضاء ناصعة مثل غترتك..لا فيها ضرر ولا ضرار.؟! فاقترب منه المدير الجديد وراح يربت على كتفه. اطمئن حصل خير. ولكونك الآن اصبحت صادقا. فإنني سوف اقبل تبريرك غير المنطقي وغير المعقول. ولتكن هذه الحادثة «الكذبة البيضاء» درسا لك.. وفغر زميلنا فاه مذهول النظرات واجم الحركة وراحت يده تمسك بكرسي مكتبه. خوفا من ان يسقط على مكتبه..؟! خرج المدير الجديد يرافقه سكرتير مكتبه ومدير العلاقات العامة. ليستكمل جولته على مكاتب الادارة. اما زميلنا (المهايطي) فتهاوى على كرسي المكتب وراح يفتح ازرار ثوبه وهو يقول أشعر بضيق وحرارة زائدة..المكيف طافي اليوم..؟! فتطلع اليه زميلنا ابو ماجد وقال له: الحمد لله جاءت على خير ولا فعلتك هذه قد تؤدي الى التحقيق. المهم خذ زجاجة الماء الباردة برد على قلبك كان الله في عونك وعون كل مهايط وكذاب. فيوما ما سوف ينكشف..اما انت فحظك زين انكشفت من اول يوم..؟!

تغريدة: علينا الاعتراف بأن بلادنا هذه الارض الطيبة والمعطاءة تواجه تحديات مختلفة وأهمها الارهاب وتهريب المخدرات. ومع هذا واجهت ذلك بقوة وحزم شديدين وفق الله حماة الوطن. وشكرا لهم.