الذي يحاول تفحص طبيعة نظام الملالي الايراني وكيفية تسييره للشؤون العامة داخل ايران وكيفية إدارته الابواق الإعلامية في الداخل والخارج يكتشف بسهولة حقيقية الواقع الشاذ الذي يعيشه النظام الايراني البائس، هذا الواقع الذي تحدثت عنه فصائل المعارضة الايرانية في مختلف دول العالم وعلى الاخص في أوروبا وامريكا الذي بات السمة المميزة لحكم الملالي كما يراه العالم وكما تراه الشعوب الايرانية المغلوبة على أمرها ولا حول لها ولا قوة إلا الخضوع لما يريده نظامها البائس.فكيف حال الاقليات التي سيطر عليها النظام بجبروته وطغيانه وسياسته التي باتت تتحكم في مختلف جوانب الحياة في مناطق ومدن ايران ومن أهمها المناطق السنية كالاحواز.ولعل السبب لهذه الصورة هو أن نظام الملالي الذي استولى على الحكم في ايران منذ 4 عقود تقريبا لا يملك برنامجا واضحا ولا نهجا ثابتا في السياسة وفي الادارة وفي الاقتصاد وفي توجيه الامور التي تخدم المواطن الايراني الذي باتت نسبة كبيرة منه تعاني الفقر والفاقة والنوم في (كراتين) على الارصفة رغم عائدات النفط الكبيرة، وهذا بالطبع نتيجة طبيعية وحتمية للتخبط السياسي والإداري وانتشار الفساد، إضافة الى ظاهرة صيغ الاجتهاد غير المنظم والفتاوى غير المقبولة وكافة أساليب القمع والإعدام لمن يخالف إرادة النظام وسياسته الطائفية التي اتسمت بالعنصرية الكريهة التي نراها واضحة في المعاملة غير العادلة مع أصحاب المذهب السني ..؟!والملاحظ أن الكثير من رجال النظام والمحسوبين على جماعة خامنئي باتوا لا يثقون في أحد من خارج جماعتهم وزمرتهم، وبالتالي فقدان عامل الثقة لديهم بات واضحا، بمعنى ان هؤلاء جاءوا الى الحكم وهم لا يثقون في أحد ولا حتى في أنفسهم ولا في بعضهم البعض كما انهم لا يثقون في المؤسسات وحتى في الأجهزة التنفيذية القائمة إلا إذا كانت زاخرة بعناصر من جماعتهم.فالأجهزة العسكرية والأمنية التي كانت في البداية موجودة واستولوا عليها بعد خروج الشاه للمنفى .؟! قاموا بتأسيس أجهزة بديلة مثل الحرس الثوري، وخصصوا لذلك وزارة مستقلة بهم وأهملوا الجيش, ثم طاردوا عناصره وسرحوا قسما كبيرا منه ممن يشكون في ولائه أو أنه لا ينتمي للجماعة أو حتى الحوزة التي تجمعهم .؟!والمثير للدهشة انتشار مكاتب زعماء الزمرة الحاكمة في نظام الملالي فلكل واحد منهم مكتب يدير افراده وعناصره ومواقفه وقراراته وحتى خرافاته في التعامل مع مختلف القضايا المهمة دون رقيب أو حسيب أو ضوابط إدارية منظمة. فالقرارات – وما اكثرها – تصدرها هذه المكاتب بدءا من مكتب قمة الهرم ومرورا بالحرس الثوري، ووصولا الى تصريحات وأوامر البرلمان، فلا عجب بعد هذا ان ترتكب الحماقات في إدارة النظام وتنتشر المظاهرات الحاقدة ضد ما لا يعجبهم أو يسير في اتجاه غير اتجاههم المذهبي والطائفي .. ؟!

تغريده : وقوف العالم بجانب المملكة بعد اعتداءات طهران على سفارة المملكة وقنصليتها في مشهد سيساهم في عزلة ايران دوليا.