عملت فترة تمتد إلى عامين مع زميل بارع في التخطيط والتنفيذ والتحليل، عندما يتحدث؛ تتمنى ألا يتوقف. لديه مخزون ثقافي ومعرفي كبير، ناهيك عن تجاربه العملية المديدة، لكنه لم يصعد أو يتطور، توقف عند حد معين. وأخذت أبحث عن أسباب عدم نموه الإداري والعملي، فاكتشفت أن أحد أبرز الأسباب، هو عدم قدرته على الاستماع، وعدم كفاءته في إدارة انفعاله، وضعف تواصله وعلاقاته غير الإيجابية مع الآخرين.
كلها سمات لها علاقة بمفهوم الذكاء العاطفي، الذي أصبح إحدى أهم المهارات، التي تتطلب أن نجيدها في بيئات العمل المكتظة بالتحديات.
الذكاء العاطفي، هو القدرة على فهم واستخدام وإدارة عواطفنا بطرق إيجابية، لتخفيف التوتر والتواصل بفاعلية، ويساعدنا الذكاء العاطفي على بناء علاقات أقوى، والنجاح في تحقيق أهدافنا المهنية والشخصية.
يعتمد الذكاء العاطفي على أربع سمات رئيسة:
– إدارة الذات: كفاءتك في التحكم بمشاعرك وسلوكياتك وعواطفك وانفعالاتك، واتخاذ زمام المبادرة، واستشعار المسؤولية، والتكيف مع المتغيرات.
– الوعي الذاتي: التعرف على نقاط قوتك وضعفك، ومحاولة استثمار نقاط قوتك إلى الحد الأقصى، وتقويض نقاط ضعفك وتحجيمها والعمل على معالجتها.
– الوعي الاجتماعي: أن تتعاطف مع الآخرين وتتفهم مخاوفهم وقلقهم، وأن تشعر بالراحة والارتياح بالعمل مع الفرق والمجموعات المختلفة.
– إدارة العلاقات: أن تعرف كيف تقوم بتطوير العلاقات الجيدة والحفاظ عليها، وإلهام الآخرين والتأثير فيهم، والاستماع لهم، والتفاعل مع مشاركاتهم.
لا شك أن اكتساب هذه السمات غير سهل، لكنه غير صعب، والحرص على تطوير قدراتنا فيها سيوسع من الفرص أمامنا، ويمنحنا خيارات أكثر ونجاحات أكبر.
التحدي في هذه المهارات أننا لا نتعلمها في المدرسة أو الجامعة، بل في مناحي الحياة، ما يتطلب منا مجهودا شخصيا وذاتيا للظفر بها.
عندما ترى أي ناجح حقيقي أمامك، ستجد أنه يبدع في عديد من تلك السمات، التي تمنحه وتمنحك وتمنحنا فضاء أرحب وأفقا أوسع.
اترك تعليقاً