تم النشر في الإثنين, 1 يوليو 2019 , 11:03 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات
صوره تعبيره لثور هائج وارشيفيه /
الحلقة العشرون من رواية ( عين الحريم ) للاستاذ أحمد المغلوث
الثور الهائج
ويذكر يوما أنه وهو عائد من هذه المدرسة راح يجري .. ويجري بقوة لم يعهدها في نفسه .. شعر أنه يطير .. لا يجري .. كان جسمه النحيل قد بات أكثر نحولا وخفة وهو يشاهد ذلك الثور الهائج الذي هرب من بيت احدهم .. حينها جرى بقوة لم يعهدها في نفسه .. أحس أنه عصفورا من عصافير نخيل مدينته الكبيرة .. كان جسمه خفيفا ووجد نفسه داخل احد ( الدهاليز ) بعيدا عن بيتهم .. وهو يخفي براحتيه وجهه .. شاهد عشرات الثيران في السوق وفي الحقول وفي مزارع أسرته لكن لم يشاهد مثل هذا الثور العظيم بقرونه المخيفة..وهو ينطلق وراءه .. لكنه حمد الله كثيرا أن الثور تجاوزه عندما دخل في ( الدهليز ) وخلفه كان يجري عددا من الرجال والأطفال وهم يتصارخون والثور يجري بدون وعي كأنه هارب من سكين الجزار ..!! بل جعله المشهد يتذكر مشهد كيف يتراكض المئات في شوارع المدن الاسبانية هروبا من الثيران ضمن مهرجان سنوي يقام في بعض مدنهم . شاهد ذلك من خلال صور نشرتها مجلة ” لايف ” الامريكية .. وحصل عليها من رجيع شركة النفط .. لم يستطع العودة للبحث عن حقيبته المدرسية .. فجرى مسرعا إلى البيت وهو يخفي شيئا حول وسطه .. دخل بسرعة ( المربعة ) الغرفة التي ينام فيها مع شقيقه .. وبسرعة خلع ثوبه وسرواله .. ولبس سروالا آخر .. وشكر الله كثيرا أن والدته لم تكن موجودة حينها .ذهب بثوبه وسرواله إلى غرفة ( البئر ) وسحب من البئر أكثر من دلو ماء وراح يغسل ثوبه وسرواله في طشت الغسيل .. وبسرعة صعد إلى السطح ونشرهما .. لم يكن ثمة احد في البيت ربما كانت أم فرج خادمة والدته قد رافقتها إلى بيت خاله .. شقيقته أيضا لم تكن موجودة .. كان محظوظا .. الله ستر عليه .. ولا كانت تصير مشكلة .. وربما استقل البعض هذه المشكلة أو المصيبة لا يعرف بالضبط كيف يعبر عنها .. شيء واحد يعرفه أن الله ستر عليه واستطاع بغسله لملابسه وتجفيفه لها أن يخفي آثار ما حصل له نتيجة لخوفه من ذلك الثور الهائج .. والاهم نجاته .. فربما نطحه بقرنيه .. او دهسه بحوافره كما فعلت البقرة بدجاجات والدته ..!! وكان مصيره الموت أو الإصابة إصابة خطيرة.. حمد الله .. انه عاد سالما لبيته ..وتنفس الصعداء والتقط أنفاسه التي كانت وحتى وهو يغسل ملابسه لاهثة .. ..!!
الحقيبة المفقودة
فجأة سمع طرق على الباب .. وخرج مستفسرا فشاهد احد أبناء جيرانهم وهو يحمل حقيبته التي سقطت منه خلال هروبه من الثور .. لقد ذاب قلقه وشعر بسعادة عظيمة لعودة حقيبته خاصة وان هناك واجبات يجب عليه انجازها في المنزل .. شكر ابن جيرانهم على إعادته لحقيبته ..فأجابه الشكر لام سعد جارتهم العجوز فابنها وهو عائد من السوق وجدها عند احد العمال يسأل عن صاحبها وكان بالصدفة قد عرف الحقيبة من شكلها فهي الحقيبة الجلدية الخضراء والتي تحمل علامة محفورة ( هدية من أرامكو ) على ظهرها وعندما فتحها عرف أنها تخصك .. فسلمها لوالدته ليسلمها لوالدتك وبالصدفة التقيت بها في الطريق وطلبت مني أن أعيدها إليك .. لكن كيف فقدت الحقيبة .. ؟! اطلق زفرة حارة تحسر بها على الجهد الذي بذله وهو يجري خوفا من الثور الهائج .. وردد بينه وبين نفسه لو كنت اجري وراء غزال .. أو ظبي .. أو حتى أرنب .. كان على الأقل استفدت كثيرا.. لكنني جريت.. وجريت هربا .. لقد كنت على ما يبدو الطريدة.. والحمد لله أنني لم أكن بعد تلك الفريسة ..!! عز عليه أن يقول له الحقيقة.. ويعترف أنه ( بال ) في ثيابه خوفا وجزعا ..!! معقولة يعترف بهذا كله .. مستحيل .. مستحيل .. مادام الله سبحانه وتعالى ستر عليه .. حتى أهله لم يعرفوا سبب غسله لسرواله وثوبه حتى هذه اللحظة.. !! اقترب منه وقال له .. خلال عودتي من المدرسة مررت ببائع ( البغيطة) وهي حلوى تصنع من عسل ( دبس التمور ) وخلال وقوفي بجوار البائع كانت هناك سيارة واقفة بجانبي.. وضعت على صندوقها الحقيبة .. وتحركت السيارة بها ولم افطن لعدم وجود الحقيبة معي إلا بعد فترة من الوقت .. ومضت عينا الولد وهو يستمع إلى قصة الحقيبة .. فغرس نظراته في عينيه ..كأنه يسبر غور الحقيقة .. ثم قال له الولد : عموما حظك زين .. يبدو أنها سقطت من السيارة .. ووجدها ذلك العامل الأمين ..!! طلب منه الدخول لتسليمه ( حلاوة ) العثور على الحقيبة .. في وسط رواق البيت وقف الولد .. وراح يتطلع إلى أعمدة الرواق التي ترتفع بطول قامتين وأكثر وتتحول عند قمتها إلى أقواس مزدانة بالزخارف الجصية الجميلة ..وبجوار الرواق بهو رحب تتوزع على جانبيه غرف البيت .. وفوق الرواق سورا مزخرفا بالعقود والأعمدة المبرومة تحيط بالسطح وتطل على بهو البيت ( الحوي ) وقد أثار ذلك دهشة الولد .. فكانت نظراته تلاحق الرواق والنوافذ المقوسة والمزخرفة بالزجاج الملون .. حتى منظرالراديو الخشبي الموجود في ( روزنه ) فوق (وجاق ) الرواق شده كثيرا..عاد حاملا صينية صغيرة مغطاة بفوطة بيضاء ورائحة الهيل والزعفران تنبعثان منها سلمها له وقال .. سلم على أم سعد وقلها هذه حلاوة العثور على الحقيبة .. وهذا الريال قيمة تعبك أنت .. كاد الولد يطير من الفرح وهو يأخذ الريال .. نظر إليه متعجبا مما حصل له .. وقال له تستأهل أكثر.. أجابه شكرا .. على فكره بيتكم زين .. !! قال له أن شاء الله لما تكبر تسوي أحسن منه ..!! رد عليه وهو ينظر الى السماء الله يسمع منك .. الله يسمع منك..! ودعه شاكرا وهو يذكره أن لا ينسى يشكر أم سعد وولدها سعد على أمانتهم ..!!
مشاركة ومفاجأة
في عصر اليوم التالي وبينما هو في الطريق لبيت خاله . التقى احد زملائه والذي يسكن في نفس الحارة .. اخبره بان لديه مفاجأة سوف تسعده لكن المفاجأة تحتاج إلى ( حطوطه ) يعني مساهمة فسوف يتناولون طعام الغداءفي بيتهم .. وسوف يكون موجود كل من أصحابهم .. سعد ومحمد .وحسن ويوسف وعبد الرحمن .. وكل واحد عليه إحضار طبخة ممتازة من بيتهم .. حاول ان يعرف هذه المفاجأة لكن صاحبه أصر أن لا يخبره وأن لا يعرفها إلا عند حضوره لبيتهم غدا بعد صلاة الظهر ….!! في اليوم التالي .. جلس بجوار والدته وبعد تردد طلب منها أن تطبخ له طبخة ممتازة.. لأنه سوف يشارك أصحابه وسوف يكونون موجودين في منزل صاحبهم يوسف .. ابتسمت والدته وقالت تدلل .. غالي والطلب رخيص .. دجاج محشي .. كبسة لحم .. محمر .. مرقوق .. هريس .. بعد تفكير وقع الاختيار على الدجاج المحشي بالكازو والبيض مع كبسة أرز ..حس بشيء من الفرح وهو يقبل رأس والدته على عدم ترددها أو ممانعتها رغم أن ورائها أعمالا كثيرة في البيت إضافة إلى وضع شقيقته ومولودها الجديد وكثرة المترددات عليه من صويحبات والدته وشقيقته كثيرات ….!!
هل عاد أخوك الكبير من الدمام .. هل سوف يشارككم ( الحطوطة )..
بدا الاهتمام على وجهه..!!
صحيح كيف نسيت أخوي .. ضروري يروح معي ..؟!
لا أعلم ربما جاء وذهب لبيت خالي .. !
على العموم سوف يذهب معي .. تأسف كثيرا .. أنه لم يذكر أخاه ألا من خلال والدته.. كيف سمح لنفسه أن لا يذكره..كيف ..!! عاتب نفسه كثيرا وهو متوجه إلى بيت خاله باحثا عنه..!! قضى ساعات الصباح يبحث عن شقيقه لم يبقى على أذان الظهر إلا ساعة واحده.. عند ذهابه إلى مسجد الحارة .. التقى أصحابه .. جميعم أخبروه أن صاحبهم يوسف لديه مفاجأة سارة ..؟! وقبل أن يكبر الإمام في الصلاة التفت إلى يمينه ليناظر مستوى الصف.. فإذا به يشاهد شقيقه.. أحس باطمئنان ..وفرح داخلي .. بعد الصلاة .. أخبر شقيقه بالمفاجأة .. ربت شقيقه على كتفه .. وتواعدا على الحضور في بيت يوسف .. عليه أن يتحمل مسئولية حمل الأكل إلى بيت يوسف.. فهو مشغول .. !!أخذت أفكاره تذهب به بعيدا .. يا ترى ما هي مفاجأة يوسف.. هل هناك لديه لعبة جديدة أكتشفها في لعب ( الكيرم ) التي برع فيها كثيرا فهو يستطيع بضربة واحدة من أصبعه الأوسط في ( القوس ) لتنطلق مصيبة هدفها بصورة دقيقة .. وهو يستطيع أن يسقط الأحجار الخشبية الدائرية وبصورة عكسية فهو يضرب القوس في الإطار الأيمن أو الأيسر وإذا بالقوس يتجه سريعا إلى الحجر المراد إسقاطه في الفتحة بصورة سحرية وسريعة .. أنه يذكر ما قاله صاحبهم عبد الرحمن .. أنا أشك في يوسف أكيد أنه يقرأ شيئا من السحر على الأحجار .. لا أصدق أن تركيزه أو أصبعه الأوسط لديه القدرة بهذا الشكل .. حتى صاحبهم حسن الوسيم .. تكاد عينيه تخرج من محجريها وهو يتابع لعب وفنون يوسف .. ويتحول وجهه الوسيم إلى وجه مشبع بالغضون والتغطيبات التي تعكس عن عدم رضاه مما يشاهده من فنون يوسف ..!! ثم أخذت أفكاره تذهب به بعيدا .. معقولة .. سواها .. أكيد عنده مجلات جديدة .. حظه زين .. أبوه شهر في البحرين وشهر في الكويت .. تجارته في التمور تجعله دائما على سفر..وراح يفكر في المفاجأة.. هم أن يصرخ من حرارة القدر الذي يحمله على رأٍسه ففيه الدجاج المحشي.. مع أن والدته وضعت على رأسه فوطة سميكة.. بلع صرخته شعر بها تنزل لأعماقه .. فعيب عليه يصرخ من الحرارة وخلفه أم فرج تحمل صينية الأرز وهي حارة أيضا ولم يبدر منها أي شيء ..ماذا سوف تقول عنه.. بيديه رفع القدر قليلا عن رأٍسه وحرك الفوطة ذات اليمين وذات الشمال وواصل سيره .. ما هي إلا خطوات ويصلون إلى بيت يوسف.. كان يجاهد نفسه على تحمل قدره الحار .. ولكن الأقدار أنقذته فهاهو شقيقه قادم والذي أسرع الخطى.. وحمل معه القدر.. وأراحه من هذا العناء الحار .. قال لشقيقه لولا أنك وصلت في الوقت المناسب لوجدت رأس أخوك قد صار ( أحساس ) وتفحم من شدة حرارة القدر ..!!/ بتيع غدا
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليق على الخبرالمواطن اليوم اطلع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، في مقر المحافظة اليوم ” […]
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
س | د | ن | ث | أرب | خ | ج |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
اترك تعليقاً