تم النشر في الخميس, 16 مايو 2019 , 07:38 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات

اسكريم في رمضان

 

 

أحمد المغلوث/

عاد الفتي الصغير الى بيتهم وهو يتصبب عرقا بل كانت انفاسه  تسابق بعضها بعضا  للحصول على اكبر قدر من الهواء وكانت الشمس في منتصف نهار رمضان حارة ونورها يفترش الطرقات ويغطي البيوت وحتى بساتين النخيل المحيطة بالمدينة وكانت والدته تقوم باعمال البيت تساعدها أم مبارك  احدى السيدات اللواتي يعملن بأجر يومي . وعندما شاهدته بهذه الحالة . ٍسألته وهي  تصب الماء في ( الحب )  والذي أخذ مكانه داخل ” رواق ” البيت : خير يا ولدي  طمني ماذا حدث لك .؟ فرد وهو يأخذ نفسا عميقا  . ما ادري يايمه رحت اشترى اسكريم من دكان ” بوشيخه ” وانا رايح وانا جاى شيء واحد يتابعني لونه اسود . اتحرك يمين يتحرك معي اتحرك شمال يتحرك معي . اركض يركض معي  .. بصراحه يايمه . خفت كثير .. حتى أني  ( ….. ) وتركت الاسكريم ورجعت على طول ..فراحت والدته تسمي عليه وتناوله كأس ماء وقالت له هذا عقاب اللي يشتري اسكريم في نهار رمضان  وناوي يأكله .. ماتخاف من الله . ماتصوم مثل غيرك عمرك الان سبع سنوات . فرد أبنها بعدما وضع الكأس الصلصالي  في ” روزنة ” الرواق  .وأحس أن كلمات والدته توخزه كالطعنات  أبدا يايمه انا صايم  بس حبيت اشترى أسكريم  علشان اتناوله بعد الافطار .. احب اكل شيء حلو بعد الاكل . زهقت من المهلبيه والساقو واللقيمات .. وحتى البغيطه . صرت ما احبها . قلت اشتري اسكريم لبعد الافطار . وتضايقت الام ضيقا عنيفا وقالت ساخره طيب تضحك علينا اللأسكريم ما ينتظر من  قبل الظهر للمغرب . على مين تلعبها .فقال لها لا تتضايقين أنا عامل حسابي بضع الاسكريم داخل ” ترمس ” الثلج  انا شايف ام مبارك وهي تكسر قالب الثلج  وتضعه في الترامس قلت فرصه  . ولا انا على خطأ .. فتطلعت اليه والدته باسمة هذه المره وقالت  في هذا معك حق  . وبالمناسبه اللى كان يلاحقك ويركض وراك في الطريق  هو ظلك  . ما علموكم في المدرسه ان لكل شيء ظل  . خاصة عندما  تشرق الشمس او يكون هناك نور صناعي  ..اخذ نفسا عميقا واقترب من رأس والدته وقبله وهو يقول  الله يبارك في ظلي خلاني أعرف حقيقتة .. لكنه حرمني من الايسكريم  …

 

 

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر