حلم في رمضان  ( الحلقه الثالثة )

قصة  الاستاذ الفنان ( احمد المغلوث )

قم ساعد ” حمودي  أنت احمل الابريق  وهو  يحمل ” الطشت ”  .. تمتم حمودي لاحول ولاقوة الابالله  . ما لحقت افرح  . لكن أمري لله .. من يطلب الحسناء ماهمه المهر مقوله قرأها في مجلة   “سندباد ” . الله يسامح أبوي لو  اشترى لنا تلفزيون  كنت الآن مرتاح  في بيتنا . قطب حاجبيه وهو يحمل الطشت والى جانبه  أبن خاله الذي وضع ”  منشفة ” قطنيه على كتفه حاملا الابريق  الفضي الثمين .  ثم مضى يؤدي المهمة التي كلف بها على مضض . فجأة  وبدون احم ولا دستور . انقطع التيار الكهربائي .. واطلق حمودي تنهيدة كبيره وشتم في سره من تسبب في انقطاع التيار . وغادر بعض رواد المجلس خارجين منه الى الطريق وهم يشعرون بالأسى لهذا الحدث  وهم يبدون تذمرهم من هذا الانقطاع  المفاجىء الذي جاء في وقت ” الذروة ” كما يقال فهناك من لم  يزل على سفرة الطعام . بل وكثيرون متمترسين  الآن امام شاشة التلفزيون . ترقبا لبرامجه الجديدة  في هذا الشهر الكريم . وبصوته الهادىء طلب خاله من  صبيه  أن يسرع في اشعال الاتاريك والفوانيس ويوزعها في المجلس . والدهليز ..  ثم اعتدل في جلسته بجوار ” الوجاق ” وقال مخاطبا قريبه  فهد :  ماعسى ان يقول .الواحد منا   في مثل هذه الحالة .. هل تلام شركة الكهرباء وهي شركة وليده. مازالت تحبو  . ويبدو ان الضغط عليها الليله كان اكثر مما تتحمله  مع بداية شهر الخير والبركه مما  ضاعف من تحميل التيارأكثر مما يجب . فضلا عن ذلك  فالأسواق بدأت تعمل في هذا الوقت كعادتها في رمضان .. فقاطعه فهد : صدقت يبدو ان التيار لم يتحمل الضغط عليه .. على فكره انا معجب بآرائك يابو عبد العزيز . فرد عليه . العفو  هذه حقيقة . لقد مضى زمن وجاء زمن والمدينه بدأت تخرج من السور الم تلاحظ كيف وصل البناء الى جوار قصر ” صاهود ” وكذلك الهفوف هل كنا نتوقع ان يخترق “الشارع الملكي” غابات النخيل  ويصبح الشارع شريان المدينة بل الاحساء ككل .. كل ذلك بل اكثر من ذلك ساهم في الضغط على شركة الكهرباء  .  نظر اليهما صاحبهما ابو عبد الوهاب بعينيه الضعيفتي النظر ومن خلف  نظارته السميكة قال : ياليتك يا بوعبد العزيز تفتح لنا الراديو  ونسمع اخبار لندن او بغداد مادام مافيه كهرباء ولا تلفزيون  . فرد عليه باسما  أمر وتدلل وبرز سنه الذهبي الذي زاد من جمال ابتسامته بعدما  وضع صبي المجلس  الاتريك فوق رف ” الوجاق”و انتشر ضوءه  حولهم  .. وكان هناك اتريك آخر وضع على  طاولة عمودية بجوار مدخل المحلس مما زاد من الضوء في المكان  .. راحت يد صاحب المجلس المعروقة تحرك مؤشر الراديو ” الماركوني ” الخشبي باحثة عن احدى المحطات  وهو يقول الحمد لله أن الراديو يعمل بالبطارية  ولا مافيه الا اخبار ” الديرة ”  وفيها بركه .. ورمق ” حمودي ” خاله وقال في نفسه آه لوكان التلفزيون يشتغل بالبطارية  . كان  فرصه نشوف برامجه .. بدون كهرباء ولا ما يحزنون …. وشد انتباهه ابنة عمه وهي نحمل السراج ( الفنر ) متجهة الى السطح وكانت ترتدي ” البخنق ” الذي كان يشكل حجابا شعبيا وتراثيا  ..شاهد ذلك عندما خرج من المجلس لينادي الصبي ” دحوم ” لاحضار بعض قطع الثلج  والمزيد من عصير الليمون .. / يتبع غدا