استكشف الأشياء. انبهر بها. تعلمها. أتقنها. لا تشعر بالألفة إزاءها، فتعتاد عليها، ثم تدير ظهرك لها.
تصرف كسائح مع كل ما يعبر أمامك، كأنك تشاهده للمرة الأولى. كأنك تستمع إليه للمرة الأولى.
لا تتعامل مع ما حولك كأنه أبدي مضمون. تعاطَ معه كأنه سيغادرك بعد قليل ولن يعود.
كن عطرا ترشه على من حولك. اترك أثرا إيجابيا مع الجميع. مع رئيسك وزملائك. مع زوجتك وأولادك وأقربائك. مع أصدقائك ورفقائك وجيرانك. لا تعتمد على رصيد علاقتك معهم. صب روحك الطيبة على تصرفاتك وأفعالك باستمرار. أمطرهم بكلماتك الساحرة. واغمرهم بعباراتك الناصعة. كأنك تقابلهم للمرة الأولى.
من تألفه تضمنه وقد تزهده. فكن غريبا مع الجميع، حتى محيطك الصغير لتصبح قريبا مرغوبا.
لا تألف وتستهين. عبر بدهشة وأناقة، لتكون أكثر قربا من نفوس الآخرين، وأرقى مكانا ومكانة.
كن غريبا. ترتدي أجمل الملابس أمام عائلتك. قريبك أولى بأناقتك وتعبيرك وعبيرك. أخرج له أفضل ما عندك. القريب يحتاج أكثر من غيره إلى إنسانيتك وابتسامتك. إلى عطرك ولطفك. إلى كرمك ومودتك. إلى مجاملتك ورقيك.
هناك مثل قديم يقول: “يا غريب كن أديب”. كن غريبا دائما. ليرافقك أدبك أينما حللت أو رحلت. مع الغرباء كنت أم مع القرباء.
كن غريبا. تصغي بلا ملل وسخط وتذمر إلى أحبتك وأصدقائك. فالغريب يفتح صدره وأذنه وقلبه بسخاء.
دائما عليك ألا تشعر الآخرين بأنك صاحب المكان. سواء كنت في بيتك. أم في عملك وسط موظفيك وزملائك. أم في أماكنك المختلفة.
أشعر الآخرين بأنهم هم أصحاب المكان، وأنت الغريب. امنحهم دفأك وعطفك وعطاءك وكرمك. دعهم يشعرون بأنك تعطي. بأنك تنكر ذاتك لأجلهم. انشر سحر كلماتك. اسكب ابتساماتك الصافية.
أينما كنت؛ في موقع عملك، أم في أي مكان، كن دائما من يستأذن. من يطلب السماح والإذن قبل أن يتصرف. هم المضيف وأنت الضيف.
هذا السلوك المهذب الراقي، يفتح أمامك الأبواب المغلقة. يهبك صلات إنسانية ودعوات، تخلد وتتعاظم وتصعد.
كن غريبا لتكون قريبا.
اترك تعليقاً