Connect with us

أهم الأخبار

يا شراعاً وراء دجلة يجري

Published

on

 *داود الفرحان 

ليس من المبالغة أن نقول إن تجفيف نهرَي دجلة والفرات، إن حدث، ومن ثم نهر شط العرب في أقصى جنوب العراق هو أكبر تحول «جيوبوليتيكي» في تاريخ العراق والمنطقة منذ فجر التاريخ المدوَّن وغير المدون. فقد كان حوضا النهرين موقعاً لحضارات العالم الأولى قبل أكثر من عشرة آلاف عام، ومن بينها الحضارة السومرية والأكدية والبابلية في وسط العراق والآشورية في شماله، والحضارة الإسلامية العباسية في كل العراق.
ويعيش العراقيون على شواطئ النهرين وروافدهما ومصبِّهما، ويكفي أن نشير إلى أن طول نهر دجلة منذ دخوله الأراضي العراقية عند مدينة فيشخابور في أقصى شمال العراق إلى توحده مع نهر الفرات عند مدينة القرنة في محافظة البصرة الجنوبية يبلغ 1400 كيلومتر، ليكونا نهر شط العرب الذي يصبّ في الخليج العربي بعد رحلة تستمر 120 كيلومتراً. وتصب في دجلة خمسة روافد بعد دخوله من تركيا إلى الأراضي العراقية هي الخابور والزاب الكبير والزاب الصغير والعظيم وديالى، ومنبع معظمها من جبال كردستان العراق وإيران، وتم تحويل مسارات بعضها إلى الداخل الإيراني. أما منبع دجلة فهو من جبال طوروس جنوب شرقي تركيا. وتقع على هذا النهر وروافده أغلب محافظات العراق، بينما تقع بقية المحافظات على نهر الفرات وفروعه، والمحافظة الوحيدة التي تقع على شط العرب هي البصرة.
ويغذي دجلة والفرات قبل توحدهما في منطقة القرنة مساحات شاسعة من الأهوار العراقية التي تفصل بين العراق وإيران في تلك المنطقة، وهي أهوار عراقية كلها ومشمولة بحماية منظمة «اليونيسكو» منذ عام 2016. وهذا يعني مسؤولية «اليونيسكو» عن هذا الموقع التراثي النادر ومنع اندثاره، وإبعاد أي أخطار تهدده باعتباره تراثاً ثقافياً وطبيعياً له قيمة عالمية متميزة، فضلاً عن فرادته في بيئته وأسماكه وطيوره وزراعاته ووسائل النقل فيه، وبيوته الطافية على المياه ومدارسه السابحة في النهر. وتعهدت «اليونيسكو» بالمشاركة في حماية وإدارة مناطق الأهوار هذه وإحيائها والحفاظ على طبيعتها وتزويدها بالخدمات التي تجعل منها مناطق جذب سياحي عالمية.
ووصفت «اليونيسكو» منطقة الأهوار العراقية لدى الإعلان عن إدراجها في قائمة التراث العالمي بأنها ملاذ تنوع بيولوجي وموقع تاريخي لمدن وحضارة بلاد ما بين النهرين، وذات أهمية استثنائية تضعها ضمن كنوز العالم التي يصبح الحفاظ عليها وإدامتها من الأولويات الإنسانية والثقافية. وشملت القائمة أربعة أهوار عراقية متداخلة ومتجاورة، هي: الأهوار الوسطى وهور الحَمّار الغربي (بفتح الحاء وتشديد الميم) وهور الحَمّار الشرقي وهور الحويزة.
وكانت أجزاء حدودية من هذه الأهوار ساحة لمعارك طاحنة في الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988). ثم لجأ العراق قبل الاحتلال الأميركي في عام 2003 إلى تجفيف بعض مساحاتها لأسباب أمنية وعسكرية. وحاولت الحكومات التي أعقبت النظام السابق إعادة ضخ مياه دجلة والفرات إلى الأهوار، لكنها ما لبثت أن توقفت عن ذلك. وتسبب قرار التجفيف بكارثة بيئية في المنطقة التي كانت تُعتَبَر مزرعة كبرى للأسماك والحيوانات البرية الأليفة، كالجاموس الأسود والطيور المحلية والمهاجرة بين القارات.
زرتُ هذه الأهوار في السبعينات سائحاً عندما كنت مديراً لتحرير مجلة «السياحة» التي تصدرها مؤسسة السياحة العراقية، وقدَّم السكان عروضاً فريدة للزوار سلطت الأضواء على حياة لم نألفها أو نعرفها من قبل.
وزرتها مرات أخرى خلال عملي مراسلاً حربياً في الجبهة العراقية – الإيرانية، وشاهدتُ كيف تعايش الناس هناك مع الحرب وشراستها مثلما كانوا متعايشين مع السلام منذ آلاف السنين.
اليوم العراق على حافة كارثة تاريخية وحضارية وإنسانية وبيئية بقرار تركيا تحويل مياه نهر دجلة إلى داخل أراضيها التي ينبع منها لملء «سد اليسو»، ما يعني تجفيف نهر دجلة وتحويله كما قالت الصحف إلى «ساقية»، ومن ثم موجة كبرى من التداعيات التي تشمل هجرة السكان وراء المياه الشحيحة وموت آلاف البساتين والمزارع وهجرة الطيور ونفوق الأسماك وحيوانات الأهوار البرية، وذبول حضارة لا مثيل لها في عراق ما بين النهرين، وتحول بغداد والمدن المستلقية على طول نهر دجلة وشط العرب والأهوار إلى قرى وسواقٍ سادت ثم بادت.
بعيداً عن إلقاء المسؤولية على الحكومة العراقية أولاً لإهمالها وسوء إدارتها المائية، والحكومة التركية ثانياً لتعسفها في غمط حقوق الجيرة، فإن ما حدث يوجب على المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة، و«اليونيسكو»، إحدى هيئاتها المهمة، التحرك الفوري لوضع قراراتها موضع التنفيذ.
فحماية أهوار العراق تستدعي حماية ديمومتها وضمان استمرار تدفق مياه نهر دجلة وروافده التي حولتها إيران إلى داخل أراضيها. وهناك سوابق قامت بها «اليونيسكو» لحماية الأنهار التاريخية أو النادرة من العبث أو الإزالة أو تحويل مساراتها، كما حدث مع نهر سالوين مثلاً، وهو نهر في آسيا الوسطى تتشاطأه الصين وبورما وتايلاند واعتبرته «اليونيسكو» أحد مواقع التراث العالمي المحددة من قبلها التي تستوجب الحماية من الأخطار أو التعدي.
ولماذا نذهب بعيداً إلى الصين، ولدينا في منطقتنا العربية مثال قريب هو قيام «اليونيسكو» في عام 2006 بإدراج أكبر «الأفلاج» العمانية ضمن لائحة التراث العالمي التي تحميها من أي أخطار. و«الأفلاج» جمع «فلج»، وهو نظام محلي لتوفير الماء في قنوات من أجل مختلف الاستخدامات، والتعريف المعجمي للأفلاج هو الأنهار أو المياه الجارية من العيون في جوف الصخور العالية إلى الوديان.
فإذا كانت الأمم المتحدة قد اعتمدت قرار «اليونيسكو» بحماية الأفلاج، وهي طريقة قديمة للري لجأت إليها سلطنة عُمان والإمارات لشحة مياه السقي، فماذا نقول عن نهري دجلة والفرات المهددين فعلاً وليس تنظيرياً بالتجفيف المتعمد وإخراجهما من التاريخ البشري الحي وتحويلهما إلى ملحق لليالي ألف ليلة وليلة؟!
لا بد أن تتدخل الأمم المتحدة هنا، وليس اليونيسكو، لتوقيع اتفاق ثلاثي عراقي – تركي – إيراني يضمن حق تركيا وإيران بالحصول على نسبة معينة يُتفق عليها مع العراق وتخضع للرقابة الدولية (وسوريا إذا شاءت بالنسبة لنهر الفرات) على أن يتم إطلاق النسبة الأكبر من المياه إلى العراق باعتبار الأمر الواقع التاريخي واحتياجاته الإنسانية والبيئية، مع إلزام الحكومة العراقية تحت رقابة دولية بإقامة سدود وخزانات خلال فترة محددة بمواصفات عالمية لضمان حقوق الأطراف المتشاطئة، وعدم هدر المياه في الخليج وسوء الاستخدام. على أن يتم إيداع وثائق هذا الاتفاق لدى الأمم المتحدة والمنظمات ذات العلاقة وتسجيل نهري دجلة والفرات ضمن الأنهار التي تحميها منظمة «اليونيسكو».
ألا تكفي العراق مآسي الحروب والحصار والاحتلالين الأميركي والإيراني، والطائفية، وفتنة الميليشيات، وإرهاب «داعش»، لتضيف إليها تركيا تجفيف أنهاره وأهواره وعطش سكانه وإسدال الستار على «دجلة الخير» الذي قال فيه الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري:/ وفقا للشرق الاوسط

كاتب عراقي

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أخبار

 محافظ الأحساء يكرّم الطلاب والطالبات المتفوقين بالمحافظة من مستفيدي لجنة تراحم بالمنطقة الشرقية

Published

on

المواطن اليوم

‏‎كرّم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، في مقر المحافظة ، اليوم ” الثلاثاء ” ، الطلاب والطالبات المتفوقين في جميع المراحل الدراسية من مُستفيدي لجنة تراحم الشرقية في محافظة الأحساء المشمولين برعايتها، وأمهاتهم، والبالغ عددهم (45) متفوقاً ومتفوقة، و(16) أمًّا مثالية ممن حصل أبناؤهن على نسبة (99% – 100%) على مستوى جميع محافظات المنطقة الشرقية للعام الدراسي 1445 هـ، بحضور عدد من المسؤولين ، ورجال الأعمال الداعمين. ونوَّه سموُّه بما توليه القيادة الحكيمة -أيدها الله- من دعم ورعاية واهتمام دائمين في سبيل الارتقاء بالمنظومة التعليمية ، وتسخير البيئة المحفِّزة تحقيقًا لمُستهدفات رؤية المملكة 2030، مشيداً سموّه بالدور الفاعل للجنة تراحم الشرقية في تحسين جودة الحياة المعيشية والتعليمية لأبناء أسرها المشمولين بالرعاية، كما هنأ سمُّوه المتفوقين والمتفوقات وأمهاتهم بهذه المناسبة.من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة لجنة تراحم الشرقية عبدالحكيم الخالدي، أن هذا التكريم جاء من لجنة تراحم الشرقية لابناءها وبناتها كجزء من الدعم الكبير الذي يلقاه التعليم بشكل عام من دعم كبير في دولتنا المباركة وحرصاً منا على غرس ثقافة التفوّق والريادة في لدى هؤلاء النشء المبدع للمساهمة في رفع مستواهم الدراسي الذي سيعود على وطنهم بالنفع العلمي والعملي بإذن الله، مشيراً إلى أنه تم خلال هذا العام تسجيل الطلاب والطالبات في دروس تقوية ودورات في التحصيلي والقدرات لطلاب المرحلة الثانوية الذي يُعتبر ضمن برامج مسار تنمية القدرات، إضافة إلى تقديم دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية لجميع المتفوقين والمتفوقات، ومكافآت مالية تحفيزية لهم ولأمهاتهم ليواصلوا تميزهم في العام الدراسي المقبل.

وأشار الخالدي إلى أن حفل التكريم جاء برعاية كريمة من سمو محافظ الأحساء ضمن تحقيق مُستهدفات اللجنة الاستراتيجية من خلال بناء الشراكات وتعزيز العمل المؤسسي، وتطوير الأعمال، وتكامل الخدمات وتمكين المستفيدين، ورفع الوعي المجتمعي بدورنا اللجنة،إضافة إلى المُساهمة المُجتمعية وفق رؤية المملكة 2030 وتحقيق الأهداف التنموية المستدامة .

ورفع الخالدي شكره لسمو محافظ الأحساء على تكريمه للطلاب والطالبات وامهاتهم، مؤكِّدًا أن ما تُقدِّمه اللجنة من جهودٍ مُثمرة هو بفضل الله ثم بفضل التوجيهات السديدة والقيّمة من قيادتنا الحكيمة التي تعمل على بناء هذا الوطن والاستثمار في المواطنين علمياً وعملياً ، منوِّهاً بدعم ورعاية سمو أمير المنطقة الشرقية -الرئيس الفخري للجنة تراحم الشرقية- وسمو نائبه وسمو محافظ الأحساء المساهمين الاساسسين في دعم لجنة تراحم الشرقية عامة ودعم المتفوقين من الطلاب والطالبات في المنطقة الشرقية.

وفي نهاية الحفل، كرّم سمو محافظ الاحساء رجال الأعمال الداعمين للجنة تراحم الشرقية من محافظة الأحساء.

Continue Reading

أهم الأخبار

سمو محافظ الأحساء يستقبل الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية

Published

on

By

المواطن اليوم
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، بمكتب سموّه بمقر المحافظة ، اليوم ” الإثنين ” ، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” المهندس ماجد بن رافد العرقوبي، يرافقه عدد من منسوبي الهيئة. ونوه سموّه، بالدعم الكبير من القيادة الحكيمة – أيدها الله – لقطاع الصناعة وتطوير منظومته، وأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي وخلق فرص العمل، مشيداً بجهود الهيئة في تطوير المدن الصناعية والإسهام في بناء مستقبل اقتصادي مزدهر بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.واستمع سموّه، إلى عرض حول مشاريع الهيئة المستقبلية في المحافظة، حيث نوقشت التحديات المتعلقة بجذب الاستثمارات النوعية، والاستفادة من الميزات الفريدة التي تتمتع بها الأحساء لتحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز برنامج جودة الحياة.وفي ختام اللقاء، أكد سمو محافظ الأحساء، على أهمية التعاون المستمر بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق تطلعات المملكة في التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن الأحساء تمتلك من المقومات ما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار في المجال الصناعي، وأن المحافظة ستظل داعمة لكافة المبادرات التي تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 وتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانياتها.
Continue Reading

أهم الأخبار

سمو محافظ الأحساء يرعى انطلاق برنامج التأهيل بالترفيه للأشخاص ذوي الإعاقة في دورته الثانية بالمحافظة

Published

on

By

المواطن اليوم 

رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، في مقر المحافظة ، اليوم ” الأربعاء ” ، انطلاق برنامج التأهيل بالترفيه للأشخاص ذوي الإعاقة في دورته الثانية لعام 2025 بالأحساء ، والذي تنظمه جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة بمنطقة الرياض ، بالتعاون مع محافظة الأحساء، بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة غدير بنت عبدالله بن سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية، وصاحبة السمو الملكي الأميرة دانية بنت عبدالله بن سعود المدير التنفيذي للجمعية، بالإضافة إلى عدد من منسوبي ومنسوبات الجمعية، والمستفيدين، والمتطوعين.ونوه سموّه، بالدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة – حفظها الله – لذوي الإعاقة في مختلف المجالات الصحية، التعليمية، والاجتماعية والترفيهية، مؤكدًا أهمية تمكينهم ودمجهم في مجتمع حيوي وصحي تماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية في تنظيم فعاليات نوعية تسهم في تعزيز الوعي المجتمعي وتطوير جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.وأعرب سموّه، عن تقديره لما حققه الأشخاص ذوو الإعاقة من إنجازات تدعو للفخر، وأن هذه الإنجازات تعكس أهمية دعمهم وتحفيزهم وتشجيعهم لتحقيق المزيد من النجاح والتميز، مشيرا إلى الدور الفاعل والمستمر الذي يلعبه الأفراد والمؤسسات في تطوير هذه الفئة وتحقيق تطلعاتهم، مبيناً أن هذا البرنامج هو مثال حي على كيف يمكن تحقيق تغيير حقيقي في حياة هذه الفئة من خلال الأنشطة والبرامج التي تدمج بين الترفيه والتأهيل. من جانبها، أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة غدير بنت عبدالله بن سعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن البرنامج يهدف إلى تنفيذ رحلة تأهيلية ترفيهية للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع محافظة الأحساء والجهات ذات العلاقة، حيث يتم توفير فرص ترفيهية تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة في بيئة آمنة داعمة، مشيرة إلى أن البرنامج يساهم في تعزيز التفاعل الاجتماعي بين المشاركين، مما يساعدهم على تكوين صداقات جديدة ويعزز الانتماء والتضامن في المجتمع، بالإضافة إلى اكتشاف الموروث الثقافي المحلي المتنوع.
وفي الختام، قدمت جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة درعًا تذكاريًا لسمو محافظ الأحساء تقديرًا لرعايته واهتمامه بأعمال الجمعية في المحافظة، ويشمل البرنامج في دورته الثانية زيارة عدد من المواقع الأثرية والسياحية في محافظة الأحساء، حيث يشارك في البرنامج 15 مستفيدًا من ذوي الإعاقة مع مرافقيهم.
Continue Reading

الاكثر تداولا

عدد الزوار: 1056036

Copyright © 2017 almowatenalyoum.com