تم النشر في الأحد, 6 أكتوبر 2013 , 08:31 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , ثقافة وفنون

حكاية مثيره . لم تكن عذراء

 

صورة تعبيرية

محمد رجب

لم تسلم امرأة من لسانه الطويل واتهاماته الملفقة وشائعاته القاتلة..!كان من الممكن أن يتخلص من هذا العيب الخطير لو أن أحدا من ضحاياه  تصدي له ولم يترك حقه. تمادي “وليد” في خطاياه لأن الساحة كانت خالية أمامه.. الجميع يخشونه.. ويتجنبونه.. ويتحاشون الاختلاط به أو العامل معه أو الكيد له. صار “وليد” كفرعون يتمادي في ظلمه وجبروته وطغيانه لأن أحدا لم يردعه أو يوق خطاياه أو يحاول أن يقطع له لسانه بالقانون.. والمحاكم.. والأصول التي لم يعرفها وليد يوما!وذات صباح جلس على أحد المقاهي كما اعتاد ان يبدأ يومه. وكانت سحر هي بطلة شائعته الجديدة التي انتشرت في الحي بسرعة البرق.. قال وليد وهو يرتشف من كوب الشاي الساخن ان سحر هي التي أبلغت شرطة المرافق ضد المحلات المخالفة بالحي، وأن لها قريبا يعمل ضابطا بالمرافق استخدمته في الانتقام من أصحاب المحلات لأن أحداهم تشاجر معها قبل أسبوعين..صدق رواد المقهي الحكاية وتذكروا قصة الخلاف الحاد الذي وقع بين سحر وعم عبده صاحب محل الأحذية حينما غازلها أحد عمال المحل ولم يأخذ عم عبده بثأرها من هذا العامل فهددته بأن يدفع الثمن غاليا!تناقل أصحاب المحلات الخبر وقاطعوا جارتهم وأساءوا معاملتها وافتعلوا المشاجرات مع زوجها طيب القلب.. نسي الجيران ان بين وليد وسحر ما صنع الحداد بعد أن تدخلت سحر في العام الماضي لإنقاذ جارة لها تدعي دينا أشاع عنها وليد إنها تعمل بالسحر والشعوذة.. وكاد الخراب يصيب بيت دينا بعد أن ضربها زوجها بقسوة وعنف أمام صديقتها سحر.. يومها تحرت سحر أصل الحكاية وتوصلت إلى أن وليد كان وراء الشائعة فذهب إليه على المقهي وعايرته بأنه عاطل يأكل ويشرب من عرق زوجته الموظفة التي تجري على قوت أطفالها بينما زوجها تفرغ لإيذاء الجيران واتخذ من المقهي وكالة إعلامية لبث الشائعات والأنباء الكاذبة!..نسي الناس كل هذا وصدقوا أن سحر هي التي تؤذيهم في رزقهم من خلال قريبها ضابط الشرطة بالمرافق.. أيام وأسابيع وضاق زوج سحر بالمقاطعة التي فرضها عليه الحي ونظرات الاحتقار التي تطارده كلما راح أو جاء!.. بحث عن شقة جديدة يستأجرها.. عارضته زوجته بشدة.. لكن الزوج حمل في النهاية أشياءه وأثاث بيته فوق عربة نقل واصطحب معه سحر إلى الشقة الجديدة.. قبل ان تركب سحر السيارة وتودع الحي وجيرانه نظرت إلى المقهي وصاحت في وجه وليد قائلة: “اللي بيته من قزاز مايحدفش الناس بالطوب.. ياللي في بالي!”.كان وليد على يقين ان سحر تقصده.. تظاهر باللامبالاة.. لكن الجملة التي نطقت بها سحر أصابته في مقتل.. لم ينم ليلته.. ظل يفكر ويخمن ويتكهن بالمعنى الذي وراء الجملة.. لماذا بيته من زجاج.. وما الذي يمكن ان يكسر هذا البيت ذات يوم !.. وفي اليوم التالي لم يذهب إلى المقهي.. اعتكف في بيته يحلل الكلام الخطير الذي سمعه.. وقبل أن ترجع زوجته من العمل تلقي مكالمة هزته هزا .. صاحب المكالمة كان صوته غريبا عن مسامع وليد.. قال له ان الناس ستروه يوم تزوج من امرأة لم تكن عذراء بينما هو لم يستر الأبرياء ولم يسلموا من شره.. وقبل أن يسأل وليد عن صاحب المكالمة أغلق المتحدث الخط في وجهه!راح وليد يراجع نفسه من ليلة الزفاف إلى اللحظة التي تلقي فيها المكالمة.. وضع يده على أشياء كانت تمر عليه مرور الكرام.. أخفي سره في نفسه وابتلع أحزانه وظل في بيته تتدهور صحته يوما بعد يوم.. بكت زوجته للمرة المائة وهي تسأله عن “الحالة” التي أصابته.. كان يلتزم الصمت ويحبس دموعه وهو يتخيل أهل الحي يعلمون عنه هذا السر بينما هو اخر من يعلم !وبعد شهور استجاب لنداء زوجته وأخبرها انه سيذيع عليها سر العمر كله بشرط أن تكون صريحة معه.. وحذرها من أنها لو كذبت سوف تتحمل عواقب وخيمة.. بينما يسامحها لو اعترفت دون مراوغة.. لم تكن الزوجة تعلم ان وليد يخفي جهاز الكاسيت في مكان قريب لا تراه عيناها.. سألها بوضوح هل كانت بكرا ليلة زفافها.. وبكت الزوجة بحرقة وراحت تحكي قصتها مع جريمة اغتصاب تعرضت لها ولم تبلغ أسرتها الشرطة خوفا من الفضيحة.. لكنهم نجحوا في إصلاح الخطأ على يد طبيب في منطقة نائية!..انتهت الزوجة من اعترافها وهي مطمئنة على الوعد الذي قطعه وليد على نفسه.. لكنه عاد وطالبها بأن تحرر له ورقة بتنازلها عن جميع حقوقها بعد الطلاق.. رفضت الزوجة بشدة ونفذ وليد تهديده ووقف أمام المحكمة يتهم زوجته بالتدليس وخداعه.. قدم وثيقة الزواج التي تثبت بتوقيعها عليها أنها بكرا.. وقدم شريط الكاسيت الذي اعترفت له عليه أنها لم تكن بكرا بالمعنى المعروف في المجتمع.. وطالب وليد بتطليق المحكمة لزوجته وتعويضه عما لحق به من أضرار خاصة وأنها اعترفت أمام المحكمة إن الصوت المسجل هو صوتها… والكلام المسجل هو كلامها! اخيرا قضت المحكمة بتبرئة الزوجة ورفض الدعوى وعدم صحة اتهام الزوجة بالتدليس لسببين: الأول أن وثيقة الزواج لاثبات ما حررت من أجله وهو واقعة الزواج وليس أي بيان آخر.. ولأن التسجيل لم يتم بالطرق القانونية واستئذان القاضي لأن القانون يفرض هذا القيد حتى بين الزوجين والأقارب.. عن اخبار اليوم

متابعات المواطن اليوم

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

مهرجانات

سمو محافظ الأحساء يطلع على مبادرة التعليم “نعاهدكم ببناء جيل منافس عالمياً”

المواطن اليوم اطلع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، في مقر المحافظة اليوم ” […]

  • فبراير 2025
    س د ن ث أرب خ ج
    1234567
    891011121314
    15161718192021
    22232425262728
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com