تم النشر في الأربعاء, 18 سبتمبر 2013 , 11:05 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , اعجبنى

تصعد السلم علي يديها ورجليها معا .. فاطمه :‏ تمردت علي ظروفي لأحقق أحلامي

 

 منعتها طفولتها البريئة من معرفة معني الإعاقة التي أصابتها‏,‏ وعندما التحقت بالمدرسة الابتدائية تعاملت مع زملائها وزميلاتها علي أنها واحدة منهم‏,‏ مثلهم في كل شيء‏.غير أنها مريضة وسرعان ما تشفي لتجري وتلعب معهم, وعندما كبرت, كبر معني الإعاقة معها, ووصل إلي ذروته عندما لم يقتنع بها البعض كمدرسة بحجة ظروفها الصحية, ولكن الحلم العالق بذاكرتها أنها مثل زميلاتها في كل شيء ظل يطاردها, وأصرت علي إجبار الجميع للاعتراف بها كمدرسة ناحجة, واستطاعت أن تهزم العدو الأول لأي إنسان وهو الخوف وحلمت مثل كل فتاة بالزواج وتكوين أسرة, فاصطدمت بالرفض غير المبرر.. ولكنها تمردت علي أفكار ومعتقدات خاطئة, وخاضت ما يشبه المعركة, لتحقيق حلمها المشروع.تقول فاطمة علي41 سنة:عندما كان عمري عامين أصبت بارتفاع شديد في درجة الحرارة نتج عنه ضمور بالعمود الفقري مما أصابني بشلل أطفال, مرت السنوات والتحقت بالمدرسة, وتولت أختي الكبري مسئولية ذهابي إلي المدرسة, وكانت تهتم بانتظامي في الحضور رغم أنها لم تكمل تعليمها, وبفضل جهودها وتضحياتها من أجلي مرت المرحلة الابتدائية بيسر, وكنت متفوقة ومتميزة في النشاط المدرسي خاصة نشاط الاقتصاد المنزلي الذي تعلمت من خلاله فن الكروشية وأصبحت أتابع برامج الأسرة علي شاشة التليفزيون وأنفذ كل المشغولات التي يقدمونها, وعندما لاحظ أخي اهتمامي بهذا المجال أحضر لي بعض الكتب حتي أتقنت فن الكروشيه وأصبح لي أنتاج كنت أبيعه في المدرسة لزملائي وأساتذتي, وبالعائد أشتري خامات جديدة, وفي المرحلة الإعدادية لم أتمكن من الذهاب إلي المدرسة بسبب زواج أختي وانشغالها بأسرتها, لذا كنت استذكر دروسي في المنزل وأذهب أيام الامتحانات فقط, وكذلك مرت المرحلة الثانوية والتحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية, ولكي انتظم في الجامعة اتفقت مع أحد سائقي التاكسي حتي يقوم بتوصيلي إلي الجامعة يوميا, وسارت الحياة بهذا الشكل, ولكن في أحد الأيام لم يحضر السائق فاعتمدت علي نفسي وذهبت إلي الجامعة بمفردي, وكان ذلك مفاجأة لأسرتي, جعلتهم يتخلوا عن قلقهم الشديد ويتركوني أخرج بمفردي, واستمر الحال إلي أن تخرجت من الجامعة.

وعن رحلة بحثها عن عمل تقول: تخرجت في الجامعة عام1996, وتم تعييني بإحدي المدارس طبقا لحقي في نسبة الـ5% وكانت آخر دفعة يطبق عليها قرار الـ5%, عندما ذهبت لاستلام عملي حاولوا تحويل أوراقي إلي موظفة أدارية, ولكن لم يتمكنوا, فأعطوني جدول حصص القرآن الكريم بدلا من اللغة العربية لأنها كانت مدرسة تابعة للأزهر الشريف لقناعتهم بعدم قدرتي علي التدريس نظرا لظروفي الصحية, وبدأت أحصل علي حصص إضافية عندما يغيب بعض المدرسين ومن بينهم مدرسو اللغة العربية, لذلك كنت أشرح للطلاب إلي أن ذاع بين الطلاب والمدرسين تمكني من مادة اللغة العربية وقدرتي علي توصيل المعلومة للطلاب بأسلوب سلس, هنا اقتنعت مديرة المدرسة بي كمدرسة لغة عربية وحصلت علي بعض الفصول.
وحول أهم العقبات التي واجهتها تقول: كنت أسكن في الدور الخامس ولم يكن هناك مصعد, لذلك أغلب الأوقات كنت أصعد السلم علي يدي ورجلي وهذا مشقة شديدة, كذلك فكرة ايقاف تاكسي تعتبر شديدة الصعوبة لأن أغلبهم يرفض الوقوف حتي لا يضيع وقته بسبب صعوبة صعودي ونزولي للتاكسي, ومن أجل حل هذه المشكلة كان أول شئ اشتريته بعد تعييني سيارة صغيرة ترحمني من عناء المواصلات.
وتقول عن نشاطها المجتمعي: في أحدي المرات كنت أبحث علي الانترنت ووجدت إعلانا عن حركة7 مليون معاق التي تحولت حاليا إلي جمعية, وبالفعل انضممت إليهم وكنت مسئولة عن تنظيم المسابقات الندوات وكل ما هو خاص بالنشاط الاجتماعي, ومن خلال الجمعية شاركت في معارض مشغولات يدوية في الجامعة الأمريكية وجامعة القاهرة وهي هوايتي المفضلة.
وتضيف فاطمة: طوال حياتي كان أهلي يعترضون علي بعض الأشياء بسب خوفهم الزائد نحوي وهو ما أراه السم الحلو الذي قد يصيب الإنسان من المحيطين به ويحد من أحلامه وطموحاته ويجعله أسير قدره الذي يسهم في تشكيله بقدر سعيه في الحياة, وعندما فكرت في الزواج اعترضوا بشدة بحجة أنني لا أستطيع تكوين أسرة وإدارة شئونها نظرا لأنني أتحرك بواسطة كرسي وأيضا شريك حياتي يعاني من نفس الظروف, ولكني تمردت علي منطقهم وحاولت أقناعهم بشتي الطرق إلي أن وافقوا وتزوجت منذ أشهر قليلة وأشعر بأنني في غاية السعادة لأني وزوجي نتعاون في كل شيء وحياتنا تسير بشكل طبيعي جدا, عندما كنا نجهز شقة الزوجية صممنا كل شئ بطريقة تتناسب مع ظروفنا, فمثلا اخترنا الشقة في الدور الأرضي, البوتاجاز تم كسر الأرضية ووضعناه في هذا العمق حتي أكون وأنا جالسة علي الكرسي أعلي من مستوي البوتاجاز وكذلك باقي الأشياء لأني دائما أفكر كيف أذلل العقبات التي تواجهني حتي لا أحتاج إلي الاعتماد علي الغير.
أما عن وضع ذوي الإعاقة في مصر تقول: الحكومة لم تكن تضعنا علي الخريطة فكلمة ذوي الإعاقة, لم يتم ذكرها من قبل المسئولين سوي في السنوات القليلة الماضية فأصبحت الحكومات تتعهد بوعود ولا تنفذ أي شي ولو شاءت الأقدار بوصول حكومة عادلة تنحاز إلي كل فئات الشعب دون تمييز وأوفوا بنصف ما تعهد به السابقون ستصبح مصر أفضل كثيرا, فنحن لا نريد المستحيل, لأنه من المفترض أن أي حكومة تمتلك خطة تكون قادرة علي توفير سكن ووظيفة, ومواصلات آدمية حتي لا يضطر ذوو الإعاقة إلي الاعتماد علي التاكسي لأنه مكلف جدا والكثيرون ليست لديهم قدرة مادية تتحمل ذلك.
وعن أحلامها تقول فاطمة: أحلامي بسيطة فكل ما أتمناه هو حياة أسرية مستقرة والنجاح في عملي وإقامة مشروع خاص بالمشغولات اليدوية التي أهواها والأهم استقرار مصر أعظم بلاد الدنيا.تحرير اجلال راضي – الاهرام

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

أهم الأخبار

سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة

المواطن اليوم  استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، بمكتب سموّه بمقر المحافظة ، […]

  • نوفمبر 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     1
    2345678
    9101112131415
    16171819202122
    23242526272829
    30  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com