تم النشر في الأحد, 11 أغسطس 2013 , 06:31 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور
الإخوان
عبدالله المغلوث
نستطيع أن نقطف السعادة من بستان الحياة بلا يدين. فإخواننا بوسعهم أن يناولونا أحلامنا دون أن نتحرك قيد أنملة.
تتملكني رغبة شديدة أن أعود طفلا؛ لكيلا أغادر منزلا يجمعني بهم. فلا يوجد ملاذ دافئ في هذا العالم كمنزل يحتضنك مع إخوتك. إن الحياة معهم أكثر سهولة وأقل تعقيدا. تمنحني ابتساماتهم اطمئنانا يكفيني لأيام، وتفاؤلا لأسابيع.
إن مجرد وجود إخوة لنا نعمة لا تقدر بثمن. وحدهم من نستطيع أن نرتفع بهم ومعهم، أن نبكي على أكتافهم.
حينما تود أن تلوذ بالفرار من أحزانك لن تجد ملاذا كأذن أخيك. سيصغي إلى نزيفك دون توجس أو قلق. ستتدفق دون أن تخشى أن تسكب كلمة خطأ. سيأخذ كلماتك، مهما كانت حدتها، على محمل الرفق.
كلما ودعت شقيقا سيذهب إلى رحلة عمل أو دراسة تخنقني العبرة كأنني صغير سيودع منزله لأول مرة ليذهب إلى المدرسة. تحتشد الدموع في محجريّ كبركان يكاد ينفجر. أجر أذيال الحزن.
أكتب لإخوتي وأخواتي دائما في رسائلي الإلكترونية: ”أحبك”، لكني أمسحها أو أتبعها بأيقونة ساخرة لأنني لست شجاعا بما فيه الكفاية لأعبر لهم عن مشاعري تجاههم بوضوح. تربينا في مجتمع لا يشجعنا على البوح والامتنان. تراكمت الحروف التي ادخرناها طويلا لأحبتنا في جوفنا حتى أصبحت حائطا فظا غليظا يمنع مشاعرنا من العبور من السطور إلى الصدور.
اعتدنا أن نحبس عواطفنا ونغلق عليها بين ضلوعنا حتى فسدت وأفسدت كلمات كان من الحري أن تسافر من قلوبنا إلى قلوبهم لتمنحنا وتمنحهم السعادة المفقودة.
إن من يملك شقيقات وأشقاء عليه ألا يحزن، فهم طوق النجاة الذي أرسله الله لنا في هذا العالم المحفوف بالهموم.
إذا كان وجود إخوة لنا يعد مصدرا لسعادتنا فإن التعبير عن حبنا لهم قولا وعملا سيكون مطرا لأفئدتهم المتعطشة لكلماتنا وحروفنا ولمساتنا.
سأعمل على إفشاء مشاعري نحوهم وأبعثها إليهم دون أن أتردد أو أتقاعس أو أخجل، فحينما أفكر بحجم مكانتهم الكبيرة في داخلي أحس بأن ما سأتفوه به وأكتبه أقل ما ينبغي أن أقوم به من أجلهم ومن أجل وجودهم.
أدعو الله أن يحفظ لنا إخوتي وإخوانكم فهم الصوت الوحيد بعد الوالدين الذي يدخل السكينة إلى أعماقنا ويشعل فتيل الفرح في قلوبنا.
رزقنا الله أفئدة خارج أجسادنا. تشاطرنا أفراحنا وأتراحنا. لكننا ننسى ونتناسى أهميتها ودورها الحيوي في حياتنا.
معنى أن تملك أخا أو أختا أنك ترتدي (خوذة) تحميك وأنت تقود دراجتك بسرعة في دروب الحياة الوعرة.
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً