رشيد حسن 

ا نجد في ادبيات الشعب الفلسطيني ما هو أسوأ.. ولا أقذر..ولا أنذل من السماسرة والجواسيس، الذين انحدروا الى الدرك الاسفل من الخيانة، وقد ارتضوا ان يكونوا احذية للعدو، بقيامهم بالسمسرة في الغرف المظلمة، لبيع الاراضي والعقارات العربية للعصابات الصهيونية..
التاريخ الفلسطيني يحفظ لنا اسماء عائلات اقترفت الخيانة العظمى وقامت ببيع درة الاراضي الفلسطينية مرج ابن عامر «400» الف دونم، ووادي الحوارث»80» الف دونم للصهاينة، وهذه الاراضي آلت الى هذه العائلات  في زمن الدولة العثمانية التي كانت مسيطرة على فلسطين والمشرق العربي كله، وكان تراخي حكام وولاة هذه الدولة، وفسادهم وقبولهم الرشوات، هو الذي اسهم في بيع هذه الاراضي،وفي قيام الحركة الصهيونية ببناء عدد من المستعمرات في فلسطين في اواخر القرن التاسع عشر وقبل الحرب الكونية الاولى،بلغ عددها «30» مستعمرة، من ابرزها مستعمرة «بتاح تكفا  « والتي تعني الامل…وبتمويل المليونير اليهودي الفرنسي «روتشيلد «.
الشعب الفلسطيني لم يبع ارضه ، فالارض عنده وعند العرب الشرفاء..هي العرض، وما تسرب من اراضي بلغت مساحتها حوالي 6 % عشية عدوان 1948، وهي نسبة قليلة جدا، تؤكد وعي هذه الشعب، ومكان الارض وقدسيتها في وجدانه.. هو بسبب بيع عائلات، بالدرجة الاولى، وبسبب منح بريطانيا الدولة المستعمرة مساحات من الاراضي الاميرية للوكالة اليهودية.
مناسبة هذا الكلام هو ما يتردد في وسائل الاعلام من قيام نفر من السماسرة السفلة..ممن ماتت ضمائرهم، بالعمل على بيع عقارات وشقق في القدس العربية المحتلة وفي ضواحيها «شعفاط»..الخ الى جمعيات اسكان صهيونية..»جمعية العاد»..بمبالغ خيالية..!!
وفي هذا الصدد فلا بد من التأكيد بان تسرب الاراضي والعقارات الفلسطينية ازداد على ما يبدو- في الاونة الاخيرة… رغم انه موجود منذ ان احتلت الضفة الغربية والقدس وغزة في حزيران 67.. وهو مرتبط بنهج صهيوني محموم لانجاز تهويد القدس عام 2020..
ومن هنا فلا بد من اضاءة حقيقتين هامتين وهما:
الاولى: ان ما تسرب من عقارات، واراضي قليل جدا، ولا يكاد يذكر..ما يؤكد وعي شعبنا واصراره على التمسك بارضه، والانزراع في وطنه… وخاصة في هذه المرحلة من الصراع التي تشتد فيها الهجمة الصهيونية الفاشية، بمساندة ودعم واشنطن والدول الغربية المتواطئة.
الثانية: اجماع شعبي رائع على التصدي لهذه الظاهرة الحقيرة، تتصدره فتوى علماء فلسطين باعتباره خيانة عظمى.. والمطالبة بالحكم على السماسرة بجرم الخيانة العظمى.. والمطالبة باعدامهم في الساحات العامة، وامام المساجد والكنائس، ليكونوا عبرة لغيرهم، وعدم الصلاة عليهم في مساجد المسلمين، وعدم دفنهم في مقابرهم، ونشر صورهم، والطلب من المواطنين مقاطعتهم ونبذهم… بعد أن خانوا الله والرسول، والقدس والمقدسات، والامانات، ورضوا بان يكونوا احذية في خدمة الصهاينة اعداء الله والوطن، وخنجرا مسموما في ايديهم ليطعنوا الوطن خلسة وغدرا..
ان محاربة هذه الظاهرة المخزية..الخطيرة، هي مسؤولية كل ابناء الشعب الفلسطيني…فالسماسرة هم بمثابة السرطان الذي اذا ما استوطن الجسد، فانه يقوده حتما الى الموت، بعد وهن وضعف شديدين..ومن هنا..لا بد من حملة وطنية لمحاربة هذا النفر ممن باعوا انفسهم للعدو بثمن بخس، ولا بد من معاقبتهم اشد العقاب بدون رحمة، وتنفيذ احكام الاعدام بهم وبسرعة، وعلى مرأى من الناس في الساحات العامة.. ليكونوا عبرة لغيرهم، ولكل من تسول نفسه خيانة الوطن والقدس..تبا للخونة والجواسيس والسماسرة..والمجد للمرابطين..  / وفقا للدستور الاردنيه