في الوقت الذي تسعى فيه العديد من دول العالم لتوظيف مئات المليارات لتحسين صورتها لدى الدول الاخرى من خلال المساهمات والدعم وإقامة المعارض والفعاليات والمهرجانات المختلفة وحتى المراكز الثقافية. التي تنقل صورة مشرقة ومشرفة عن هذا الوطن ام ذاك. وهذا ما فعلته دولنا الخليجية خلال العقود الماضية تأكيدا على أهمية ما تتمتع به أوطانها ومواطنوها من قيم وثقافة ووعي انطلاقا من دينها السمح.. الذي يتسم في مختلف مضامينه بالرقي وحب الآخر. وحرص ابنائه على الاهتمام بالنظافة في البدن والمكان.. ومع هذا ورغم هذا نجد أكثر من فئة من ابناء الاسلام يخرجون عن إطار الاسلام والسلام. فيتجهون الى هدم كل ما يحمله الاسلام من قيم إنسانية مختلفة فعقدوا علاقة حميمة مع الشيطان. وارتكبوا من خلالها الجرائم المختلفة هنا وهناك. تفجير. انتحار. سبي. اغتصاب. نحر. وحاولوا جاهدين سرقة أمن واستقرار دول خليجية وعربية.. ومن البداية كان واضحا خطورة هذه الفئة وما سببته في هذه الدول من معاناة ودمار وموت. وهجرة الى دول أخرى هروبا من واقع بات مأساويا تسببت فيه همجية هذه الفئة وحتى الانظمة التي ترعاها وتحتضنها. وبالتالي تشوهت صورة الإسلام في كل مكان بتأثير ما فعلوه ونشروه عبر الوسائل الإعلامية الحديثة..

واليوم ومع هجرة الصيف الموسمية وتوجه الالاف من الاسر الخليجية الى دول العالم وعلى الاخص الدول الاوروبية. نقلت لنا وسائل الاعلام صورا ومقاطع فيديو ممجوجة. ومحزنة اثارت حفيظة الجميع. المواطن والمسئول على حد سواء لما تضمنته هذه الصور وتلك المشاهد من تشويه لجماليات المكان في الحدائق والمنتزهات بمخلفاتهم وبقايا مأكولاتهم. حتى الشوارع الرئيسة لم تسلم من استعراض لسياراتهم الفارهة والثمينة بصورة استفزازية.

ولاشك أن ما حدث بعد ذلك يستوجب الغضب ويتطلب محاسبة كل من أخطأ بدءا برب الاسرة الذي اصطحب افراد أسرته ولم يراقبها خلال وجودها في هذه الدولة او تلك. وصولا للشباب الذين لم يترددوا وبكل خسة عن القيام بسرقة «بطة» من احدى البحيرات والتبجح بعد ذلك بتصوير العملية خلال السرقة والذبح وبعدها الطبخ. نعم غضب ابناء الخليج مشروع والمحاسبة مطلوبة على ما وقع من هذه الفئة التي أزعجت وشوهت أبناء الاسلام والسلام. فاشتعل «تويتر» بالغضب. والتنديد. والمطالبة بمحاسبة هؤلاء الذين خرجوا عن المألوف بتصرفاتهم. وبالتالي تسببوا في غضب شعوب الدول التي تواجدوا فيها. هذا التشويه لبيئة وجمال الدول التي يزورها هؤلاء يخدم أجندة الاعداء. ولا يعمل لمصلحة اوطاننا.. وماذا بعد؟ أتمنى أن لا يسمح بسفر أسرة ما للخارج مستقبلا قبل أن يؤخذ تعهد على كبيرها بالالتزام بأنظمة ولوائح وتعليمات الدول الأخرى.

تغريدة: شقيقي الشيخ سامي الباحث وخبير الاطالس. عاد لنا من رحلة في ايطاليا بمعلومة تاريخية هامة وهي (خليج الاحساء مكتوب على الكرة الارضية بالمتحف العلمي بميلانو. صنعها البحارة الايطاليون في فينسيا «البندقية» 1693م