أحمد المغلوث / 

معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية “الكتاب.. تعايش” يعبر بصدق عن رسالة الكتاب الحقيقية، ومنذ البدء فهو تعايش ومعرفة بين المعارف وحتى الشعوب. فالكتاب حامي الكلمة. وحافظها على مدى الأيام. فهو لا جدال صاحب الدور الكبير في إبراز الوجه الحضاري لما يبدعه الإنسان في كل مكان، وعلى مر الأيام والتاريخ استطاع الكتاب أن يحقق الكثير لمن كتب هذا الكتاب أو ذاك. فكانت الكتب في الماضي تعتبر من أهم المقتنيات التي يحرص عليها الأثرياء والوجهاء وحتى البسطاء، ناهيك عن الملوك والأباطرة، ومن أجلها كان يسافر البعض بالشهور من أجل الحصول على نسخة من كتاب سمع عنه. وتراه يمكث أسابيع حتى ينسخ له الوراقون أو الكتبة النسخة المطلوبة في زمن لم تتوفر فيه الطباعة.لذلك انتشرت في المدن الكبرى في مختلف دول العالم أسواق خاصة بالوراقين والكتبة والخطاطين، الذين امتهنوا مهنة الكتابة والنسخ؛ لتوفير الكتب المنسوخة لعشاقها وطالبيها. تجد ذلك في القاهرة، وبغداد، ودمشق، وقرطبة. ومكناس، والقيروان، ونفس الشيء يقال عن الدول الغربية..وتبع الاهتمام بالنسخ عملية (التجليد)، فتفنن الحرفيون المتخصصون في عمليات تجليد الكتاب بتجليده بالجلود الثمينة، والكتابة عليه بماء الذهب! وهكذا برزت تجارة الكتب مذ القدم؛ لقيمتها واعتزاز عشاقها بها، خصوصا الطبقة المتعلمة من رجال الدين والعلم والثقافة.وتمضي الأيام، وتتطور الحياة، وتتنامى عمليات الطباعة والنسخ ليصبح الكتاب في السنوات الأخيرة من أبرز البضائع المطلوبة، والتي تحقق الملايين للشركات والمؤسسات المتخصصة في الطباعة والنشر، وعلى الأخص في دول الغرب حيث يحظى الكتاب هناك باهتمام كبير جدا من قبل القراء. وكثير من المؤلفين المغمورين باتوا من أصحاب الملايين، ويشار لهم بالبنان؛ نتيجة لنجاح مؤلفاتهم بفضل الإقبال الكبير عليها.والكثير منا يذكر كيف حققت المدونة البريطانية “زويلا” خطوتها الأولى نحو عالم الشهرة خارج إطار الـ “يوتيوب”، حيث يتابعها الملايين وذلك عبر أولى رواياتها التي حققت مبيعات مذهلة في الأسبوع الأول من إصدارها. فقد تم بيع 78 ألف نسخة من رواية “girl on line” للكاتبة الشابة البالغة من العمر 24 عاما حتى أن البعض قارن الشهرة التي حققتها “زويلا” بشهرة مؤلفة سلسلة “هاري بوتر” البريطانية جي كي رولينغ والأديب الأمريكي داني براون صاحب “شفرة دا فينشي”، علما بأن مبيعات الرواية الجديدة تجاوزت مبيعات العملين الأدبيين الشهيرين قياسا للفترة ذاتها. وهكذا نجد ان بعض الكتب تحقق المال لأصحابها ولدور النشر أيضا..ومعرض الرياض للكتاب يتيح للجميع الفرصة لمشاهدة إبداع المؤلفين السعوديين والخليجيين والعرب، ومن شارك فيه من دول العالم. وهو عمل مشترك يساهم في إبراز الإبداع والفكر والمعرفة على نطاق واسع من خلال اشتراك 915 دار نشر من الداخل والخارج، إضافة إلى ما يرافق المعرض من فعاليات ثقافية مختلفة. وماذا بعد مبروك للرياض عرسها الثقافي الكبير؟.

تغريده:

سأل شاب صديقه بعدما تركته خطيبته.. ولكن ألم تخبرها عن عمك صاحب دور النشر المليونير الشهير؟ طبعا أخبرتها ولذلك هي اليوم زوجة عمي!./