دخل سمو الأمير محمد بن نايف ولاية العهد، وليا أمينا لخادم الحرمين الشريفين. وهو ليس غريبا على هذه الولاية، فهو قبلها كان وليا لولي العهد، ومن هنا فهو على اطلاع ومعرفة بهذه المسئولية الكبرى، وليست خافية عليه بحكم قربه منها، بل ومعايشته للكثير من ملفاتها المختلفة بحكم علاقته الحميمة بوالده الأمير نايف -رحمه الله- خلال مرحلة ولايته للعهد، كما أن السياسة التي تتبعها القيادة في بلادنا خلال العقود الماضية، هي سياسة واضحة وجلية ليس فيها غموض أو تدليس. وما يهمنا هنا، أن دخول الأمير محمد لديوان ولاية العهد الهامة، يعني أنه سوف يكون على اطلاع مباشر بالعديد من الملفات المتعلقة بالوطن والمواطنين وحتى بالعالم كل العالم!وقليل من القادة في العالم، أولئك الذين يحملون أنفسهم رسالة أن يجعلوا من وطنهم وطنا متميزا وعظيما. والقلة منهم أولئك الذين تُتاح لهم الفرصة لتحقيق رسالتهم هذه، ولقد كان الأمير محمد من هؤلاء القلة الذين تميزوا وتعلموا الكثير، ليس من خلال الدراسة الأكاديمية فحسب، وإنما من خلال معايشته ومرافقته لوالده الراحل، الذي كان -والحق يقال- مدرسة قائمة بذاتها في مختلف مجالات الحياة، وخصوصا العمل الامني والإخلاص للوطن والمواطنين.من هنا، فالابن كما يُقال سر أبيه. فلقد حمل ولي العهد الجديد العديد من الصفات التي تميّز بها والده: التواضع، الإصغاء، حب الوطن، الغيرة على الدين والإسلام، وكان يحب هذه الأرض الطيبة حبا لا يعلو عليه شيء. وهذا ما يشعر به المواطن وغير المواطن، وهو يشاهد الأمير محمد بن نايف بين جنود الوطن.في ميادين التدريب أو حتى خلال زيارته لهم في مواقعهم على الحدود، أو عبر مواساته للمرضى والمصابين، أو في تقديمه لواجب العزاء.صور رائعة ومؤثرة، وثّقتها عدسات المصورين، وسوف نجد الكثير والكثير منها، لمن رغب في متابعة سيرة حياته العملية، وحتى فكره وأعماله المختلفة.إن حياة الأمير محمد تتصل ومنذ الصغر بهذا الكيان، اتصالا وثيقا، وهذا بسبب كونه أحد أحفاد المؤسس -طيب الله ثراه-، ويعيش في أروقة الحكم.لقد شرب حليب الوطن، وسبر غور سياسته منذ نعومة أظافره.وماذا بعد الذين يعرفون هذا الامير، ومنذ بداية شبابه وحتى اليوم، يعرفون جيدا أنه من المؤمنين بربه ووطنه وأمته الى أبعد حدود الايمان. كما يعرفون أيضا أنه عندما يؤمن بقضية ما، لا تستطيع أي قوة في الحياة أن تقف أمامه أو تزعزع إيمانه وهذا ما فعله مع الارهاب. بل كاد يفقد حياته أكثر من مرة، وهو يكافحه بقوة وصلابة وبأس شديد.هنيئا لوطننا بولي عهدنا الجديد. الأمير محمد بن نايف.. وتحية له من القلب.

تغريدة:

تقيم إمارة الرياض وأهاليها مساء اليوم احتفالية كبرى بمناسبة مرور 100 يوم علي تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم. هذه الاحتفالية التي لا تعبر عن الرياض وأهلها فحسب، وإنما عن الوطن كل الوطن. فكم هو جميل أن يعيش الوطن مثل هذا الاحتفال والتقدير لقائد فذ وكبير../ عن اليوم