يقول مراسل صحيفة “ذي تايمز” البريطانية للاعمال الفنية جاك مالفيرن في تقرير نشرته الصحيفة اليوم ان خبراء يقدرون قيمة تمثال بروزي اثري قديم عثر عليه في قطاع غزة بنحو 17 مليون جنيه استرليني، مع ان هذا التمثال الثمين ليس معروضا للجمهور ولا للبيع رغم كونه في حالة جيدة. وهنا نص التقرير:“المفروض ان يكون الكشف عن تمثال برونزي قديم لـ”أبولو” (اله النور والشمس وابرز الهة الاولمبياد في التاريخ اليوناني والروماني) مدعاة للاحتفاء بين علماء الاثار وان يكون مصدر إثراء لمن اكتشفوه، اذ تقدر قيمته بملايين الجنيهات الاسترلينية. لكن هناك مجرد عقبة صغيرة، هي ان التمثال الذي يعد امثاله في العالم على اصابع اليد الواحدة ليس للبيع او للفحوصات او حتى للعرض، لانه عثر عليه في قطاع غزة.وقد وصف الخبراء الذين شاهدوا صورا فوتوغرافية للتمثال وطوله 6 اقدام (1.8 مترا) هذه اللقية بانها “كشف عظيم”، واعربوا عن اعتقادهم انه صنع في الفترة ما بين القرنين الخامس قبل الميلاد والثاني بعد الميلاد. ومما يزيد من عجبهم ان قدميه بلا اي خدوش او كسر، وانه ما زال محتفظاً باحدى عينيه.واذا عرض في مزاد علني، فقد يُدر 17 مليون جنيه، الا ان الوضع السياسي مشحون الى درجة كبيرة بحيث انه قد لا يسمح له بالخروج من غزة. كما انه يبدو من غير المحتمل ان يعرض على الناس، لان سلطة “حماس” السياسية التي تحتفظ به، تنظر الى العري على انه عمل فاحش وتعتبره صنماً.
يقول صياد اسماك انه عثر عليه على بعد حوالي 100 متر من شاطئ بلدة دير البلح، جنوب غرب مدينة غزة، وان كان احد الخبراء خالف مقولته. فقد قال جوده غراب، الذي يدعي انه شاهد التمثال في 16 آب (اغسطس) العام الماضي، لنشرة “بلومبيرغ انترناشونال” انه كان يصطاد سمك الابراميس عندما لاحظ حركة غير عادية للتيار. وقال ان “الصخور بدت غريبة. والامواج تحت الماء حركت الرمال وازاحتها”.
واضاف انه لما كان حريصا على اداء صلاة الجمعة، فقد حدد الموقع بالنسبة الى احد المباني وعاد الى الشاطئ بعد وقت قصير مصطحباً معه ستة رجال وقاربا وحبل غسيل. كاد القارب ان يغرق في الماء وهم يحاولون رفع التمثال، حسب قوله، لكنهم وجدوا طريقة لنقله على ارضية البحر الى ان وصلوا الى الشاطئ.كان بين الجماهير التي احتشدت افراد من “كتائب القسام”، الجناح العسكري في “حماس”، الذين وضعوا يدهم عليه. الا انهم اضطروا الى التخلي عنه لدى وصول قوة من شرطة “حماس”، ما ادى الى مواجهة بين مسلحين انتهت بعد وصول مزيد من كبار ضباط الشرطة للتفاوض. ويحفظ التمثال الان في مكتب لوزارة داخلية “حماس” في موقع سري في غزة.
لكن حتى وان صدقت حكاية غراب، فان هناك احتمالا بان تطالب “حماس” بملكية التمثال. وتعتبر حركة “حماس” التي اخرجت اسرائيل والسلطة الفلسطينية في العام 2007 من غزة، في نظر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة “منظمة ارهابية”.
ويرى توماس بازو، استاذ التاريخ القديم في جامعة اورلينز في فرنسا، ان التمثال يعتبر كشفا عظيما لكنه يشكك بان عثر عليه في مياه البحر. وقال ان “الحكاية صيغت لاخفاء المكان الحقيفي الذي عثر فيه على التمثال لمواصلة عمليات الحفر”.
واعرب وكيل الوزارة محمد اسماعيل خلة عن اعتقاده بان التمثال يمكن ان يسهم في تحسين العلاقات السياسية اذا اعير الى احد المتاحف الاجنبية. وقال: “نحافظ على ابقاء الباب مفتوحا للتعاون مع اي حكومة”.كما اقترح امكان عرضه في غزة، مضيفاً “لكن علينا ان نغطيه في بعض الاماكن من الجسد”. عن سولا نيوز