تم النشر في الأحد, 8 أكتوبر 2017 , 06:34 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

اقترب أكثر

د. عبدالله المغلوث

هناك أشخاص تبتهج بمجرد أن تتذكر أنك تعرفهم وتستطيع التواصل معهم. يثرون حياتك بابتساماتهم وحديثهم وملامحهم. لا تتمنى أي شيء أكثر من أن يحفظهم الرحمن بجوارك. فوجودهم وحده بلسم شاف، وسعادة كبيرة، وطمأنينة هائلة. كلما دهمتني التحديات تذكرت عطرهم وسحرهم فتجاوزت بتوفيق الله ثم بتأثيرهم كل اللحظات الصعبة التي مررت بها. هؤلاء يستحقون مني ومنك أن نوجه لهم تحية؛ لأنهم اختارونا أحبة وأصدقاء. تركوا كل هذا العالم المتخم بالبشر واصطفونا نحن من بين كل هذه الحشود. هؤلاء الأنقياء نعمة رزقنا الله عز وجل إياها. علينا أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من مودة وابتسامات وحب ومواقف وكلمات.
لا تبخل أبدا على من يسعدك بوجوده. عبّر له بكل مشاعرك. فبيننا كثير من المحرومين الذين أحبوا أشخاصا لكنهم نسوا أن يقولوا لهم: “نحبكم”. غادروهم قبل أن يغمروهم ويعمروهم بدفء عواطفهم. ويعيشون الآن محاصرين بالندم وتأنيب الضمير. أرجوك، لا تكن أحد هؤلاء.
أنت مازلت محظوظا لأن حبيبك وعزيزك مازال قريبا. اقترب منه أكثر. أحب بقلبك ومشاعرك وأحاسيسك ولمساتك وتعابيرك. لا تدخر حبك حتى لا تصدأ كلماتك ونبضاتك وتصبح غير قابلة للاستخدام. لا يعرف أحد رصيد محبته في داخلك. أنت الوحيد الذي تملك كلمة المرور للدخول إلى أعماقك. أطرب من تحب بالسيولة الكبيرة من الأحاسيس الدافئة التي تكنها له. لا تخف، إشاعة مشاعر المحبة لن تنقص رصيدك العاطفي تجاه من تحب وإنما تزيدها. تجعلك وتجعله تتبادلان اهتماما أكبر وتقديرا أكثر. إن أحبتنا هم وقودنا في هذه الحياة الشائكة والمعقدة.كلنا نمتلك قائمة أسماء لا نتخيل حياتنا في غيابها. لذلك علينا أن نتمسك بها ليس بأيدينا فحسب بل بمشاعرنا وكلماتنا. الكلمات وحدها من تجعلك قريبا منهم مهما كنت بعيدا. لن تؤذيك رسالة قصيرة من كلمات محدودة، بينما سيوجعك رحيلهم.الكلمات بعد الغياب تفقد معناها وبريقها. تصبح قلبا بلا نبض, جسدا بلا روح.درب أصابعك ولسانك وعينيك على الكلام الجميل. فهي تحتاج إلى التدريب والممارسة والتكرار حتى لا تخذلك بسكوتها في اللحظات الحاسمة. اسمح لعواطفك بالهطول. فالمطر يروي السطور والصدور

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر