تم النشر في الأحد, 1 أكتوبر 2017 , 06:32 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

اسأل نفسك هذا السؤال

د. عبد الله المغلوث

توفي والد منال سليمان منشي وهي في التاسعة. أصبحت والدتها هي الأم والأب معا. وفرت لها كل السبل لتتفوق ولا تشعر بأي نقص. لم تخذلها. تميزت وحصلت على الثانوية العامة بمعدل يؤهلها بارتياح لارتداء المعطف الأبيض الذي طالما حلمت به. فوجئت في الليلة التي تسبق اليوم الذي ستتوجه فيه إلى التقديم على كلية الطب برفض شقيقها بذريعة العادات والتقاليد. حاولت وكافحت وناضلت حتى تقنعه لكن بلا فائدة. هوت أحلامها أمامها. افتقدت الرغبة في كل شيء. لم تعد تأكل وتبتسم وتضيء. انطفأت بعد أن كانت شمسا لمنزلها. تمده بالنور والأمل. شارف التسجيل في الجامعة على الإغلاق أثناء انطفائها فأخذت شقيقتها الكبرى بيدها وذهبت إلى الجامعة لتسجلها في تخصص الحاسب الآلي. درست منال عامين. جسد بلا روح. تروح وتجيء دون عواطف أو مشاعر تجاه هذا التخصص الدخيل على أحلامها وأمنياتها. في بداية عامها الثالث سألت نفسها: هل هذه الحياة التي أصبو إليها؟ هل هذه هي الحياة التي تمنيتها؟ هل ستكون لي بصمة في هذه الحياة عبر هذا التخصص؟ كل الإجابات قالت لها: “غيري مسارك”. بعد رحلة استكشاف للتخصصات الأخرى شعرت أن تخصص الأحياء الأقرب إلى قلبها. انتقلت إليه بعد أن ضحت بعامين من عمرها. باعت عامين لتشتري أعواما. إحساسها تجاه الأحياء لم يخذلها. تفوقت وبرعت. تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف الثانية. ارتدت في المختبرات المعطف (البالطو) الذي حلمت أن تتذوقه. وعملت فني مختبرات في جامعة أم القرى، وبعد فترة لمست الكلية مهاراتها فتم تكليفها بتدريس الأجزاء العملية لمقرر الكائنات الدقيقة. بعد فترة قصيرة ابتعثت لدراسة الماجستير بعد أن اجتازت اختبار ( جي آر اي) الصعب. اختارت جامعة متشيجن العريقة بأمريكا التي لا يقبل قسم الكائنات الدقيقة والمناعة فيها سوى طالب أجنبي واحد كل عام. كانت منال ذلك الطالب في يناير 2013. تخرجت منال وعادت إلى الجامعة وعينها على الدكتوراه التي تعمل لنيلها. نجاح منال رغم بدايتها المتعثرة يقول لنا أجمعين: لا تستغني عن منالك وحلمك مهما حدث. كلنا نستطيع أن ننهض. القرار بيدنا. لكن بعضنا ينهزم. من يأس من الشيء استغنى عنه. وحتى نصل إلى منالنا ونرتشف السعادة ينبغي أن نوجه إلى أنفسنا هذا السؤال: هل أنا في الطريق الصحيح؟ نقوم بتغيير المسار وخسارة الكثير من الوقت أفضل ألف مرة من السير في طريق لا يقودنا إلى أي نهاية ونقضي كل عمرنا في رحلة بلا وجهة. نخسر عاما أو عامين أو حتى خمسة ونتجه إلى الطريق الصحيح أفضل من أن نخسر عمرنا ونحن في المسار الخطأ والمكان غير المناسب.

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أبريل 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    27282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com