تم النشر في الأحد, 14 مايو 2017 , 05:33 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

وداعا ابا عبد الله . تركي السديري .كم احبك ..؟!

أحمد المغلوث /

هكذا هو لا يهمه احد اكان كبيرا ام صغيرا  . قويا ام ضعيفا . في لحظات يخطفه من بين محبيه وأعز الناس عنده . يأخذه من بين افراد أسرته وأهله وزملائه ومعارفه وحتى مريديه  لقد عودنا على هذا الفعل المؤلم حد الجرح منذ  الازل . هكذا هو هازم اللذات ومفرق الجماعات  اعتاد على ان يمد يده ليأخذ واحد منا وأحيانا اكثر من واحد . يأخذ ذلك بدون أحم او دستور . وصباح اليوم  . اخذ على حين غرة . استاذنا وحبيبنا ورائد من رواد صحافتنا . بل ملك الصحافة كما قال عنه الملك الراحل الطيب عبد الله بن عبد العزيز  .. نعم كان ملكا للصحافة وعاشقا للكلمة المحبة للوطن والناس . كان مدرسة بأسلوبه السهل الممتنع . فتعلم من مدرسته كثيرون بعضهم باتا علما من اعلام الصحافة المحلية .. اربعون عاما بالتمام والكمال مضت عندما شاهدته وجها لوجه في ليلة باردة من ليالي ” استكهولم ” عاصمة السويد وكان الوقت متأخرا عندما دخل غرفتي بعدما طرق الباب طرقا خفيفا وهو يحمل  ابتسامته الدائمة في وجهه وقال بعد ان القى السلام والتحية . هل يوجد لديكم ما يقرأ  . فكم كان تساؤله عظيما لحظتها  . فقلت له طال عمرك : نعم لدي  انها مجموعة من كتاباتي وخواطري ومحطاتي الصغيرة التي كنت اعدها في النهضة الكويتية  فجلس باسما على طرف السرير وقال هات ما لديك كم انا مشتاق للقراءة  . فعرضت عليه البوما كبيرا أحتوى على ما ذكرته . فراح يتصفحه ويقرأ  . ومنذ تلك اللحظة طلب مني ان اعمل في ” الرياض ” مديرا متعاونا لمكتب الاحساء   .وبعد عقود تركت الرياض مع من تركها وأنا مازلت احمل له كل الحب والتقدير . فهو قبل وبعد إنسان كبير . كم كانت تسعده لحظة تناوله عشاء العمل مع المدراء والمحررين المناوبين في الصحيفة . وهم يتبادلون آخر الاخبار التي وصلت عبر الوكالات او المكاتب ..وما زلت اذكر كلماته لي عندما دخلت مكتبه بعد حفل جائزة الدولة التقديرية وكان يجلس بجواره معالي الدكتور رضا عبيد فقام مرحبا بي وهو يردد لقد كنت نجما الليله ..؟! واذكر ايضا اني حضرت الى مكتبه في مهمة عمل وكان لحظتها يكتب زاويته الاسبوعية لقاء  وطلب مني ان ارسم خلفية مقاله الاسبوعي بعدما ناولني ورقا . وكذلك طلب منه احد رؤساء التحرير الاعزاء  أن يسمح بانتقالي من صحيفته لا عمل معه  لكنه رد عليه اختار واحد غير احمد . . ومره  طلب مني ان ارسم لوحه للملك الراحل فهد  بن عبد العزيز وهو يقرا الرياض  . فقمت بعملها . وكان يتابع الموضوع حبيبنا وشاعرنا المبدع عبد الله الصيخان . وبعدما وصلته اللوحه بعد اسابيع اتصل بي شاكرا ومثنيا على روعة اللوحه والتي وضعها في مكتبه وهو يقول ما رأيك تأتي  للعمل في الرياض  . فاعتذرت له شاكرا لظروف أسرتي .. مواقف عديدة لا يتسع المجال هنا لذكرها لكن الشيء الوحيد الذي يجدر بي ان اذكره هنا هو ان له محبة في اعماقي . تختلط الآن مع العبرة التي تخنقني والله يشهد .. وداعا ابا عبدالله . وداعا فكم احبك وكم . وانا لله وانا اليه راجعون ..

 

 

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أبريل 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    27282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com