تم النشر في الخميس, 13 أبريل 2017 , 08:57 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

طلب يرفع الضغط

1918

د.عبدالله المغلوث
بعد عشاء كبير لمنسوبي الشركة بحضور رئيسها التنفيذي، التفت نائب الرئيس نحو مدير إدارة يعمل لديه اسمه عادل. قال له أريد منك خدمة. أجابه على الفور: تأمرني. شكره نائب الرئيس على تجاوبه السريع وطلب منه أن يقوم بإيصال الرئيس التنفيذي إلى المطار نظرا لتعرض سائق الرئيس التنفيذي الشخصي لظرف طارئ جعله يغادر موقع المناسبة مضطرا. انقلب وجه عادل فجأة وارتفع ضغطه وانفجر غاضبا في وجه نائب الرئيس بلهجة حادة لم يعتد استخدامها معه ومع غيره قائلا: “هذا هو جزاء التفاني والإخلاص والمثابرة في العمل أن أصبح سائقا؟”. امتص نائب الرئيس غضب عادل وقال له: “تعمدت أن أكلفك بهذه المهمة لتنفرد برئيسنا في لقاء قد لا يتكرر. وحتى يتعرف على شخصيتك الجميلة التي تشرفنا وزملاؤك بمعرفتها”. وافق عادل على مضض وهو غير مرتاح. وفور أن استوى الرئيس التنفيذي على مقعده في السيارة تأمل في وجه عادل وقال له: “ألست مدير إدارة لدينا؟ ما دعاك إلى توصيلي؟”. أجابه وهو يبتسم: ” لقد أصررت أن أقوم بإيصالك. هذه فرصة ذهبية وثمينة أن أقضي معك دقيقة على انفراد فكيف بنصف ساعة وهي مدة المسافة من الفندق إلى المطار”. ثمن الرئيس موقف عادل ودار بينهما حوار دافئ وجميل طوال الرحلة، زاد من احترامه له. قبل أن يترجل الرئيس التنفيذي، الذي يدير شركة يعمل فيها نحو 20 ألف موظف، من السيارة، أخرج بطاقة أعماله (البزنس كارد) وكتب عليها رقم جواله، وناوله إياها قائلا: “هذا جوالي. لا تتردد في مراسلتي والاتصال عليّ إذا احتجت أي شيء”. وجد عادل نفسه أمام فرصة عظيمة. كمهاجم كرة قدم أمام مرمى مفتوح. لا عليه سوى أن يركل الكرة ويحرز هدفا بمنتهى الهدوء والسهولة. كتب فورا للرئيس التنفيذي معاناته في الحصول على إجازة بلا راتب لثلاثة شهور لمرافقة ابنه في رحلة علاجية. وطلب منه أن يساعده. رد الرئيس التنفيذي على جناح السرعة: “سنمنحك إجازة لمدة ستة أشهر وليس بلا راتب كما طلبت وإنما براتب كما تستحق. ابنك ابننا يا عادل”. “وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”. في أحيان كثيرة نعتقد أن بعض الظروف تحمل في داخلها شرا مستطيرا بينما في الحقيقة في جوفها خير غفير. لنحسن الظن بالله، ونؤمن بأن غدا أجمل ونبذل كل ما في وسعنا لتحسين مهاراتنا وتطوير قدراتنا. لا تخدعك الانطباعات الأولى. فهي تغشك وتربكك. امض إلى الأمام متسلحا بثقتك بالله ثم إيمانك بنفسك. الطريق إلى أحلامنا لا يرتدى عادة ملابس أنيقة. تغمره أردية رثة مزدحمة بالثقوب. كن من المتميزين الذين لا تخدعهم القشور، فينتزعون في النهاية السرور.
إنشرها

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أبريل 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    27282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com