تم النشر في الأحد, 5 مارس 2017 , 05:45 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

معاناة الشقيق الأوسط

1918

د. عبد الله المغلوث

أخبرني زميلي في العمل عن شعور الإقصاء الذي يعتري شقيقه خالد الذي يصغره بعامين. فيحس شقيقه أن كلمته ليست لها قيمة، وأن كل ما يقوم به لا يجد تقديرا وترحيبا واهتماما من بقية أفراد الأسرة خلاف بقية أشقائه. سألت زميلي عن دقة كلام شقيقه فأجابني بأنه يعتقد أن شقيقه يبالغ؛ لأن كل أفراد الأسرة يكنون له احتراما خاصا؛ نظرا لتفوقه وتميزه علميا. واستشهد باختيار شقيقه الأصغر فهد “آخر العنقود” نفس تخصص شقيقه خالد ليسير على خطاه إعجابا وتأثرا.
وسبق أن قرأت في “تويتر” احتجاجات متوالية من فتاة ترتيبها الأوسط بين أشقائها على تعامل أمها معها. تتذمر؛ لأن والدتها لا توكل إليها أي مسؤوليات، ولا تعيرها اهتماما، ولا تأخذ برأيها كبقية إخوتها.
استرجعت القصتين عندما قرأت عن نظرية متلازمة الطفل الأوسط Middle child syndrome، وتلقي هذه النظرية الضوء على شعور الإقصاء الذي يعانيه الطفل الأوسط في العائلة، ويأتي هذا الشعور كون الطفل الأول يحظى بحزمة من الامتيازات والمسؤوليات؛ لأنه الأكبر سنا. في حين أن الأصغر في العائلة يتمتع بدلال أكبر؛ لأنه يظل طفلا في نظر والديه مهما كبر. أما الطفل الثاني “أو الطفل الأوسط” فيرزح تحت وطأة الشعور بالإهمال، فينزح إلى التعبير عن الغضب والاحتجاج والتذمر سعيا للفت الانتباه وتوجيه الأنظار نحوه.
وتصدت الباحثة في علم النفس كاترين شومان لمعاناة الطفل الأوسط بإصدار كتاب يثبت علميا أن الطفل الأوسط أكثر استعدادا للنجاح من غيره، فهو يتحرر من الرقابة والاهتمام والمسؤوليات التي تتوزع على أكبر الأبناء وأصغرهم. ينعم بوقته بلا أسئلة وقيود وأغلال تقيده. استشهدت شومان ببيل جيتس، مؤسس “مايكروسوفت” وغيره من أهم زعماء وشخصيات العالم الذين يتوسطون أشقاءهم في العمر، وحققوا إنجازات لم يحققها غيرهم.
وكشفت شومان أن الطفل الأوسط متى ما تجاوز الشعور بأنه ضحية، فسيحقق انتصارات لا يمكن لأشقائه تحقيقها.
أتفق مع شومان أن الأوسط أوفر حظا؛ لأنه لا تناط به مسؤوليات كالتي تثقل كاهل الأكبر، بيد أنني أدرك أن كل التحديات المزروعة في دربك ودربي، قد تجعل حياتنا اليوم أصعب لكنها ستجعل غدنا أجمل.
أكثر ما يستهلكني وغيري هو هدر طاقتنا في الشكوى والنحيب والتبرم والتذمر. لا بأس من القليل منها. لكن لا تجعلها تسيطر عليك. إذا سيطرت عليك امتلكتك وبددت حيويتك ورغباتك وآمالك. وما الذي نملكه أنا وأنت أجمل وأحلى من الأمل. اشغل نفسك حتى لا تشغلك نفسك. لا تفرط في الأمل فتفقد الرغبة في الإنتاج والعمل.

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أبريل 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    27282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com