تم النشر في الأحد, 15 يناير 2017 , 07:06 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

مظلوم أنت أيها اليوم

د. عبد الله المغلوث

في عمر الـ30 يستفحل الحنين داخلنا تجاه الماضي. نتطلع أن نخلع ثياب الحاضر ونرتدي لباس الأمس. نرجو أن نكرر أيامنا السابقة. نأسف على رحيلها ونأمل أن تعود. لماذا هذا الحنين العارم للماضي؟ هنا محاولة للإجابة على هذا السؤال. محاولة لفهم مشاعرنا الجميلة تجاه ما مضى.
1 – يبعدنا عن الموت: يجعلنا التوق إلى الماضي أبعد ما نكون عن اللحظات الأخيرة في حياتنا، يعيدنا إلى لحظات كنا لا نعاني فيها حجم الضغوط والتحديات التي نرزح تحت وطأتها اليوم. فنهرب إلى الماضي بكل ما أوتينا من مشاعر.
2 – رائحة الذكريات: ربط مؤسس علم التحليل النفسي، سيجموند فرويد، الروائح بالذكريات في دراسة تفصيلية نشرها عام 1908 وهذا ما يفسر ارتباطنا اليوم بعطور استنشقناها في الماضي برفقة أحبة أو في مناسبات تعنينا وتهمنا. لذلك أصبح كثير منا يسافر إلى الماضي عبر قارورة عطر لإعادته إلى لحظات راحلة.
3 – أحاسيس دافئة: أكدت دراسات نشرت عام 2012 أن بعض الأصوات التي عبرتنا في مواقف جميلة تبعث الدفء في أعماقنا. فبمجرد سماع هذا الصوت الذي نفتقده سواء مباشرة أو عبر تسجيل يجعلنا ننعم بدفء هائل يبدد جليد اللحظات الراهنة. فكثير منا يتوق إلى هذا الصوت الذي يهبه أحاسيس حارة.
4 – يجعلك طفلا: استرجاع الماضي يدعوك لاستعادة طفولتك، والتنزه في أحلامك التي طالما كانت المضاد الفعّال تجاه محبطات ومثبطات الحاضر. العيش في الطفولة للحظات يمدك بإحساس عفوي تفتقده ويرجعك إلى أصدقائك الذين رحلوا عن حياتك مخلفين وراءهم حياة حافلة بالأوجاع والمسؤوليات. 5 – طوق النجاة: كلنا نشتاق إلى جداتنا والأشخاص الذين رحلوا عن حياتنا. نتوق إلى أحيائنا المبكرة. الأناشيد التي رددناها صغارا، والرسوم المتحركة التي تابعناها بإخلاص. هذا الحنين الكثيف الذي نعبر عنه بإعادة شريط الذكريات هو طوق النجاة للتخلص من هموم اليوم.
وقبل أن تصبح هذه المقالة من الماضي أقترح عليكم وعليّ أن نستمتع بيومنا هذا قبل أن يصبح راحلا فلا نستطيع أن نعانقه ونحتضنه ونحتفي به. مظلوم أنت أيها اليوم نشتاق لأمسك ونفكر في غدك وننساك ونهملك.

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر