تم النشر في الخميس, 10 نوفمبر 2016 , 06:46 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

ما الذنب الذي اقترفته لأرزق بطفل كسول؟

د. عبد الله المغلوث

أمنية السيدة أفراح بخاري أن تحفظ ابنتاها فرح ولمار طاشكندي القرآن الكريم، فسجلتهما في مدرسة تحفيظ قرآن كريم في الطائف. واجهت مشكلة بالغة تكمن في أن الطفلتين تعانيان صعوبة بالغة في الحفظ لم تكتشفها مبكرا. الآيات التي تستغرق دقائق لابنة جارتها في الحفظ تستغرق ساعات مع ابنتيها وأحيانا أياما. بكت أفراح طويلا ووجهت أسئلة قاسية تجاه نفسها مثل: لماذا طفلتي أقل من بنات جارتي وأبناء عمومتي؟ ما الذنب الذي اقترفته في حياتي حتى أرزق بطفلتين غير ذكيتين؟ لماذا أنا غير محظوظة؟ متى سأكون أما كفؤة؟ بعد شهور عصيبة مزقت فيها أفراح روحها بالاتهامات والمقارنات والأوجاع قررت أن تواجه مشكلتها ولا تفر منها. بحثت مع متخصصين وسائل لتطوير مهارة الحفظ لديها، فسطع اقتراح لافت يتجسد في تسجيل طفلتيها في معهد يقوم بتدريس برنامج الخوارزمي الذي يزود الأطفال بالمهارات الذهنية وحل مسائل الرياضيات المختلفة (الجمع والطرح والقسمة والضرب) من خلال تدريبهم على أسس وقواعد العداد الصيني (Abacus) عن طريق مناهج أكاديمية معتمدة. دخلت فرح ولمار المعهد في الفترة المسائية وكانت المفاجأة، لم تتطور الطفلتان الصغيرتان في الرياضيات والأرقام فحسب، بل حتى على مستوى الحفظ. أصبح الحفظ يسيرا وهينا لهما بشكل لا يمكن وصفه. التقيت شخصيا لمار (10 سنوات) وفرح (13 سنة) بعد عودتهما من الهند بعد مشاركتهما في بطولة العالم للرياضيات الذهنية التي فازا فيها بالمركزين الأول والثاني في فئتين مختلفتين.

تخيلتم! فرح ولمار تحولا من طالبتين مثار شفقة وألم لأمهما إلى مصدر فخر وزهو لها ولوطنهما. يفوزان في مسابقات محلية وعالمية. يجيبان عن أي سؤال حسابي مهما كان معقدا في ثوان بلا خطأ. اختبرتهما في حسابي بـ «سناب شات» وفوجئت بقدراتهما وإمكاناتهما الفائقة، ما شاء الله.يستطيع أطفالنا أن يصبحوا مثل فرح ولمار وأفضل لو آمنا بهم، ولم نضيع أوقاتنا في مقارنة أطفالنا بغيرهم. طوروا أطفالكم واستثمروا فيهم من أجلهم وأجلكم. وتأكدوا أنهم سيذهلونكم ويبهرونكم ويسعدونكم.

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر