تم النشر في الخميس, 15 سبتمبر 2016 , 08:59 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

سر تأثير الأشخاص والمنتجات علينا

1918

د. عبد الله المغلوث

هل سبق أن التقيت شخصا وسحرك من أول نظرة؟ شخصيا أقع فريسة دائما لهذا الانطباع. يجعلني هذا الانطباع أرى في هذا الشخص جاذبية لا تقاوم. أسعى بكل ما أوتيت من قوة ألا يكون هذا اللقاء الأول والأخير، بل بذرة تثمر لقاءات عديدة مستقبلية معه. سألت كثيرا من الأصدقاء وغير الأصدقاء والزملاء الذين أكدوا لي أنهم يواجهون ذات الشعور الذي يجتاحني ويستوطنني. بحثت عن هذه الظاهرة التي تجعل الشخص الغريب قريبا وتمنحه هالة تميزه عن غيره رغم عدم معرفتنا التامة به، فاكتشفت مصطلحا علميا اسمه: تأثير الهالة وباللغة الإنجليزية: The halo effect

ويفسر هذا المصطلح العلمي السحر الذي يلتصق ببعض الأشخاص والمنتجات ويجعلنا نهواها ونقع في غرامها وننافح عنها رغم عدم علمنا بحيثياتها وتفاصيلها التي قد تجعلنا ننفر منها. إن هذا التفسير العلمي يمنحنا فهما علميا أوسع حول سر قدرة بعض الأشخاص على التأثير علينا بسبب أشكالهم وأسلوبهم، فالبعض قد يستغرب سبب نجاح كثير من المشاهير في الشبكات الاجتماعية وتأثيرهم إلى حد كبير على شريحة كبيرة من الجمهور بمختلف فئاته رغم عدم امتلاكهم لأدوات معرفية أو مهارية استثنائية، لكن سيتلاشى هذا الاستغراب لو توغلنا وتغلغلنا في طبيعة النفس البشرية واكتشفنا طبيعة تكون الصورة في الأعماق حتى تترسخ وتثبت. فهذه الهالة التي تصاحب بعض الأشخاص تمنحهم بريقا غير مرئي يجعلهم أكثر جاذبية ودهشة وإبهارا من غيرهم، وبسبب هذه الهالة يتدافع المحبون للتسويق والترويج لهؤلاء الأشخاص؛ فتلقائيا نبدأ بمتابعتهم والاهتمام بما يقولون والأخذ به كأنه من المسلمات دون اختبار وامتحان بسبب هذه الهالة التي أحيطت بهم وبدأت بالاتساع والتضخم. يصعب على الفرد أن يواجه هذه الحشود الهائلة فيلوذ بالصمت، هناك من لا يمنحك الفرصة لانتقاد هؤلاء أو حتى مناقشة بعض أفكارهم لأنه لا يرى سوى الضوء القليل الذي يلتف حولهم وينسى الظلام العارم الذي قد يسكن بعضهم، والحال نفسه ينطبق على بعض المنتجات التي أصبح كثير منا للأسف يقاتل عنها ويدافع عنها كأنها أحد أفراد منزله، لا يقبل مجرد التساؤل حولها، يدافع عنها أكثر من المستشارين القانونيين الذين تدفع لهم هذه الشركة الملايين للدفاع عنها وعن صورتها.

وتضاعفت للأسف هذه الهالة إثر انتشار الشبكات الاجتماعية التي صنعت هالات زائفة بات من الصعوبة بمكان إيقافها أو مواجهتها. فكيف لنزر يسير أن يواجه جيشا غفيرا؟

علينا أن ندرك أن إعمال العقل والبصيرة هو الحل لمواجهة هذا المد الذي يكاد يحولنا إلى آلات تستهلك دون أن تفكر وتتساءل.

لا أحد يستحق الهالة والتقديس سواه سبحانه وتعالى.

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • مارس 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     1
    2345678
    9101112131415
    16171819202122
    23242526272829
    3031  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com