تم النشر في الخميس, 25 أغسطس 2016 , 08:22 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور
متابعة المواطن اليوم
تعرض صديقي في أثناء زيارته إلى إحدى الدول العربية قبل عشر سنوات تقريبا إلى وعكة صحية، نقل على أثرها إلى المستشفى. تلقى هناك اهتماما منقطع النظير من الطبيب المناوب. نشأت بعد تلك الوعكة علاقة ود بين الطبيب وصديقي ما زالت متألقة ومستمرة إلى اليوم. إذ يتبادلان الرسائل والاتصالات حتى اللحظة. يشعر صديقي بامتنان كبير للطبيب وابتسامته، يعبر عنه عن طريق عرض خدماته على الطبيب في كل مرة يتقاطعان سواء في رسالة أو مكالمة. كلما عرض صديقي خدمة على الطبيب كان يرد عليه بأنه يخدمه إذا استمر متواصلا معه. لكن قبل نحو أربع سنوات اتصل الطبيب بصديقي سائلا مساعدته في استخراج تأشيرة حج لأمه الكبيرة في السن. فأمه ما زالت في القائمة الاحتياطية للحصول على التأشيرة لست سنوات متواصلة، على الرغم من تجاوزها 80 عاما. أسرّ الطبيب لصديقي: “أخشى أن تموت ولا تؤدي فرضها”. أحس صديقي بعد هذه الجملة بمسؤولية كبيرة. التقط المعلومات التي حصل عليها من الطبيب واتصل بالملحق الثقافي السعودي في تلك الدولة العربية رغم أنه لا يعرفه. وعده الملحق بمساعدته بعد أن أسهب صديقي في الشرح والرجاء. بعد عدة أيام تواصل الملحق مع صديقي وأخبره بأن السفير تواصل مع وزير الحج وقتئذ ورفع عدد التأشيرات لهذه الدولة حتى تستوعب ليس أم الطبيب فحسب، بل كل امرأة ورجل في القائمة الاحتياطية فوق الثمانين. أبلغ صديقي الطبيب بالنبأ. يقول: “عندما أخبرته بقرار حصول أمه على التأشيرة انخرط في بكاء طويل لم يجعله يكمل المكالمة”. وكلمته أم الطبيب بعد مكالمة ابنها بعشر دقائق تقريبا. يتذكر صديقي “كان حديثها معي مليئا بالفرح والدموع والدعوات”. واستمر هذا الفرح حتى عادت (الحاجة) من أداء فريضتها، وأرسلت له هدية ثمينة تقديرا وامتنانا لفضله بعد الله في مساعدتها على أداء هذا الركن. يؤكد صديقي أنه لم يشعر بالفرح كما شعر به بعد مساعدته لأم الطبيب.
يا أصدقائي، نعتقد دائما أن السعادة في الأخذ، لكنها في الحقيقة في العطاء. جربوها وأخبروني.
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً