تم النشر في الأحد, 31 يناير 2016 , 07:59 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , تحقيقات

المرأة والعمل.. تاريخ طويل وثّقته رسومات الماضي وإنجازات الحاضر

3-31

تقرير – أسماء المغلوث

    تشكل المرأة ضلعا أساسيا في هذه الحياة مع الرجل، هن الأمهات اللواتي تكون الجنة تحت أقدامهن وهن الأخوات والبنات اللواتي يضفين على منازلنا البهجة والسعادة، عندما كنت أتجول مؤخرا داخل فعاليات (العتمة الحساوية) والتي رعتها صاحبة السمو الملكي الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي حرم أمير الشرقية وبحضور كل من صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف والأميرة العنود آل الشيخ حرم محافظ الأحساء. كنت أشاهد وأسمع كلمات الإعجاب والتقدير من صاحبات السمو وسيدات المجمع في الأحساء، وهن يشاهدن العديد من النساء من أمهات وفتيات وهن يقمن بأعمال وصناعات تقليدية وتراثية رائعة.. فهذه تقوم بصناعة البخور، وتلك تقوم وبحرفية متميزة بصناعة “المداد” والتي كانت تستعمل لفرش الغرف والأروقة وتوضع تحت السجاد.. وثالثة تقوم بتقطير ماء “اللقاح”، ورابعة تعد وبدقة عصير الليمون المركز، والذي يستعمل في العديد من المأكولات، وأخريات يقمن بصناعة مجموعة متنوعة من المنتجات الخوصية المتميزة والتي اشتهرت بها الأحساء على مر الزمن.. كنت أشاهد هذا وأتذكر ما كنت قد قرأته في كتب الانثربولوجي عن دور المرأة ومنذ بدأ التاريخ.. ففي مختلف المجتمعات كان الرجل يتولى الصيد والدفاع بينما وقع على المرأة الكثير من المهام والأعمال.

العصور الماضية

كانت المرأة تتولى الزراعة والإنتاج وإعداد الطعام لأسرتها بعد اكتشاف النار وحتى لبيع ما يزيد عن حاجتها أو مبادلته مع الأسر الأخرى، ولا يمكن نسيان دورها كأم يعتمد عليها في تنشئة الأطفال وتعليمهم، وطوال العصور الماضية ومع مرور الأيام تواجدت المرأة كعاملة ومنتجة وحرفية بكفاءة عالية، بل كان دورها كبيرا في العديد من دول العالم فكان موقعها هاما في عمليات الزراعة والإنتاج والصناعة والذي يتصفح كتب التاريخ المصورة يكتشف كيف كان للمرأة دور فاعل في المصانع المختلفة، وكثير من المصانع الحربية في أوروبا وآسيا اعتمدت على المرأة في عملية التصنيع والإنتاج بصورة كبيرة نظرا لكونها وبحكم التجربة أكثر دقة في العمل وحتى المراقبة والملاحظة من الرجل، وعلى الأخص في الصناعات الدقيقة كالساعات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ولقد وثقت الأعمال الفنية لكبار الرسامين في الماضي عمل المرأة وبعدها جاءت الكاميرات لتسجل ما قامت به المرأة من أعمال في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية وحتى في الحروب.

أرضنا الطيبة

لقد ساهمت المرأة العاملة على مر التاريخ في تنمية المجتمع الذي تعيش فيه، والمرأة في بلادنا عملت في التجارة والصناعة والزراعة وكل ما له علاقة بتوفير لقمة العيش الحلال لأسرتها خصوصا إذ كانت أرملة أو مطلقة أو لا عائل لها، والصور التاريخية التي التقطت في أسواق المملكة قبل عقود تشاهد المرأة في الأسواق وهي تبيع من خلال (البسطات) وفي الحقول تشاهدها وهي تحرث الأرض كما في مزارع عسير ونجران وحتى داخل بساتين الأحساء والقصيم.. وغيرها من المناطق ورغم الظروف التي فرضتها الحياة الاجتماعية في أرضنا الطيبة إلا أن المرأة استطاعت بصبرها وحشمتها ومحافظتها على قيمها أن تتواجد في الأسواق الشعبية لتمارس تجارتها، بل وحتى تعمل من داخل بيتها بصورة فاعلة، فهي (المطوعة) التي تدرس وتعلم.. وهي الطبيبة الشعبية التي تعرف الكثير في الطب الشعبي.. وهي العمالة المتميزة بحرفيتها الدقيقة. تصنع السلال والقفف والمهاف وحتى العبي بل وتخيط المشالح في زمن لا وجود فيه للعمالة الوافدة كما في هذا الزمن.

ثقة متناهية

لقد تحملت المرأة المواطنة ومنذ زمن بعيد نصيبها من العمل الزراعي والمنزلي والحرفي في الماضي، وها هي في الحاضر تواكب العصر وتتقدم إلى الأمام بجد وثقة متناهية تحت رعاية واهتمام كبيرين من قبل القيادة والحكومة الرشيدة، فها هي اليوم تنعم بقرارات رائعة ومثالية آخرها ما نشر في وسائل الإعلام عن قرار وزارة العمل بالسماح للمرأة ببرنامج «العمل عن بعد» والذي يستهدف توظيف المرأة بالإضافة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن بيئة عمل مناسبة تأخذ بعين الاعتبار «المواصلات» التي تعد أحد معوقات الحصول على وظيفة، هذا القرار الرائد والمتميز والذي سوف يتيح الفرصة لمئات من نساء الوطن العمل والإنتاج عن بعد، وفي كثير من دول العالم نجد من النساء والفتيات من يعملن من داخل بيوتهن.

العمل من بعد

“الرياض” التقت ببعض المواطنات اللواتي تواجدن في احتفالية (العتمة الحساوية) لمعرفة رأيهن في العمل عن بعد: فكانت هذه الإجابات التي تعبر عن تقديرهن الكبير لإجراءات وزارة العمل وبعض الجهات الحكومية والخاصة التي ساهمت في تشجيع المرأة العاملة والمنتجة بداية تقول المواطنة عفراء العنزي: “اهتمام القيادة والدولة بتشجيع المرأة بات واضحا للعيان وأصبحنا نشاهد هذا التشجيع والدعم في مختلف المجالات، ويكفى أن نشير بفخر وصولها الى مجالس الشورى وها هي الان باتت عضوة في المجالس البلدية، والعمل عن بعد مطلوب نظرا لكون بعض الأعمال لا تحتاج لفتح مكتب أو مؤسسة فهذا أمر مكلف، وديننا الحنيف أمرنا بأن تكون أمورنا سهلة وميسرة. فشكرا لمن كان وراء هذا القرار”.

أما طالبة الدراسات العليا بهية الفهد فتقول: “العمل عن بعد موجود منذ القدم في مختلف دول العالم حتى بلادنا كانت المرأة فيها تعمل من بعد داخل منزلها، فهي تقوم بأعمال السدو أو تصنيع وإعداد بعض المنتجات الغذائية مثل المخللات والحلويات أو أعمال الخياطة والتطريز وتقوم بتسليم إنتاجها إلى أصحاب المحلات في الأسواق، وهناك من تقوم بحل إنتاجها وعرضه في الأسواق الشعبية بنفسها، لكن وجود قرار رسمي يعطي دعما معنويا وتنظيميا للمرأة التي تعمل عن بعد كما هو حاصل لمن تعرض إنتاجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وفي السياق نفسه عبرت شيخة العلي عن سعادتها بمشاهدة نماذج من نساء المملكة وهن يقمن بإنتاج بعض المنتجات بفرح وسعادة.

عن الرياض

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أبريل 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    27282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com