إصلاح الشباب بات جزءاً مهما من العملية التنموية خصوصا في هذا الزمن الذي بات البعض ممن غسلت أدمغتهم لا يتردد الواحد منهم عن ارتكاب جريمة القتل التي حرمها الله حتى في حق أقرب الناس إليه، ولن أدخل في جدل طويل ومرهق عن الاسباب التي كانت وراء اندفاع هؤلاء المغرر بهم الذين رموا انفسهم في احضان الشيطان وباتوا يخططون للغدر بوطنهم، ولن اناقش من المسؤول عن ذلك ومن يقف خلف جرائمهم وتفجيراتهم، ومواجهتهم لرجال الامن، فلقد كتب في صحافتنا المحلية عن ذلك الكثير وناقش رجال الفكر والأدب والرأي ظاهرة الارهاب ومن يقف خلفها ويرعاها، ولا بد أن نعترف بأن هذه الظاهرة ما زالت موجودة، كالثعابين الرملية التي تنساب هنا وهناك وبين فترة وأخرى تضع بيضها الفاسد، ومنذ أربعة عقود متعاقبة ورجال أمننا والحق يقال في مواجهة مستمرة معها، ومن هنا يجب أن نعترف بأن الطريق صعب وشاق أمام هؤلاء الرجال الذين ضحوا بأنفسهم، وهم يواصلون حربهم ضد الارهاب وعناصره المختلفة، ومع هذا الجميع يقف خلفهم يساندهم ويدعون لهم مخلصين أن يحققوا الهدف في القضاء على هذه الظاهرة التي كما يقول البسطاء والعامة (طالت وشمخت).ومن هنا وليسمح لي كل مسؤول وكل أب أن أقول: إننا أهملنا نوعا ما شبابنا وعلى الاخص المراهقين منهم، فنحن بعيدون عنهم كثيرا، فلا أندية ثقافية واجتماعية او مراكز احياء متكاملة الخدمات تحتويهم وتوفر لهم كل ما يحتاجه الواحد منهم من خدمات ومرافق.. في هذه المراكز يجد الكتاب والمجلة، والانترنت وحتى الالعاب الرياضية الخفيفة من بلياردو، وكرة طاولة وحتى قاعة أفلام مناسبة وقاعات رسم ومطالعة، وجود هذه المراكز بين الاحياء سوف يساهم في استقطاب المراهقين والشباب نحو فعالياتها ونشاطاتها، وحتى إذا كان البعض منهم عاشقا للانترنت فسوف يشاهده تحت نظر زملائه أو حتى المشرفين على هذه المراكز؛ حتى لا يتوجهوا الى الاستراحات المشبوهة، أو التسكع في الاسواق والطرقات! لقد خسرنا مليارات الريالات على برامج محدودة الفاعلية لكنها كانت بعيدة عن الجيل الصاعد الذي وقع البعض منهم تحت تأثير التنظيمات المعادية للإسلام والوطن، وبالتالي علينا التوجه من جديد لاحتوائهم بتسخير كل الإمكانات وتوفير المغريات البريئة وجعلها بجوار مساكنهم، فهذا افضل لهم من الوقوع في شبكة أعداء الوطن وما أكثرهم في هذا الزمن.. كم هو جميل أن تتواجد مراكز متكاملة في مختلف الاحياء في المدن والقرى وحتى الهجر، فلا مفر -وبعد تنامي ظاهرة انحراف البعض من شبابنا وجيلنا الصاعد- من أن نبحث عن كل ما من شأنه أن يعيدهم للصراط المستقيم، في ظل وطن معطاء ومحب وكريم، فهل نفعل؟

تغريدة:

يعرف السمك من خياشيمه، ويعرف المغرد من تغريداته، وكل إناء بما فيه ينضح..؟!