تم النشر في الخميس, 16 أكتوبر 2014 , 08:44 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , كلمة المواطن اليوم

الفئة المنسية

احمد المغلوث

 

 

أحمد المغلوث /

هناك فئة عزيزة علينا جميعا من ابناء الوطن الذين قدموا عصارة جهدهم وسنوات اعمارهم في خدمة هذه الارض الطيبة. الكثير منهم عملوا في زمن كانت الرواتب محدودة جدا وبالتالي عندما احيلوا على المعاش لبلوغهم السن القانونية وحسب النظام. لم يف راتبهم التقاعدى بعض التزاماتهم الحياتية البسيطة وبالتالي راح الكثيرون يبحثون هنا او هناك عن مصدر رزق آخر يساعدهم على الوفاء بمتطلبات أسرهم. فلا عجب أن تجد بعضهم اتجه الى اعمال بسيطة.

هذه الفئة يبدو ان مجتمعنا انشغل عنها حتى كاد ينساها بل وتناساها إذا جاز التعبير! وبحكم كون هذه الفئة لا تملك قوة مادية والكثير منهم لا يملك حتى القدرة الاجتماعية ولا علاقة له بصناع القرار الاقتصادي والتجاري، لذلك تشكو هذه الفئة ولا يصيخ لها أحد السمع.. وتركض تطرق الابواب ولا من مجيب.. ولو أخذنا هذه الفئة التي تركض في دروب الحياة الواسعة لاهثة باحثة عن الافضل لحياتها ولأبنائها نجدها تعيش حياة الاحباط والانكسار! وحتى الانكفاء على الذات، فانتشرت بينها امراض العصر أكثر من غيرهم.. ولولا العلاج المجاني المتاح ولله الحمد في بلادنا لكانت حياتهم كارثية.. ومع هذا وحسب آخر احصائية بلغ عددهم 617 الفا ونسبة كبيرة منهم رواتبهم التقاعدية المجمدة بسيطة مع تميزها بعدم النمو والتطور..

ومع ان الدولة ومن خلال مؤسسة التأمينات الاجتماعية كانت تقتطع نسبة من رواتبهم حسب النظام. الا أن هذه المؤسسة لم تقدم لهم ما يجب أن تقدمه لهم من خدمات اجتماعية وترفيهية. فلا مراكز خدمية شاملة تساهم في إسعادهم والترفيه عنهم. كما هو موجود في العديد من دول العالم.. ففي كثير من الدول يحظى المتقاعد بخدمات كثيرة. فهو يستطيع استخدام المترو ووسائل النقل العام مجانا بعد ابرازه لبطاقته الشخصية.. وحتى بدون ذلك. وله الاولوية في الحصول على الكثير من الخدمات اما مجانا او بمبالغ رمزية جدا.. بل وله خصم كبير يصل الى 50% على تذاكر السفر عبر مختلف خطوط الطيران.. هؤلاء هم من خدموا الوطن في كل مكان لذلك استحقوا التكريم والتقدير. والوفاء.. نعم الوفاء لما قدموه طوال حياتهم العملية.. لذلك استحقوا الكثير من الرعاية والكثير الكثير من الاهتمام..

وخلال وجودي قبل عامين في مدينة فيلادليفيا الامريكية كنت اسكن بالقرب من احد المراكز الخاصة بكبار السن. ودهشت حقيقة مما شاهدته.. خدمات متكاملة. ناد صحي. برك سباحة.. مكتبة متنوعة.. قاعة سينما. قاعة حفلات.. وقاعات لممارسة الهوايات. ومن ضمنها الرسم.. والأعمال اليدوية والحرفية وأخرى للاجتماعات ومطاعم. جميعها اسعارها رمزية للمتقاعدين ولكبار السن.. وماذا بعد نحن مجتمع نحسن القول والتحدث عن التكامل. وبالطبع هذه هي رسالة ديننا الاسلامي الحنيف.. لكننا بصراحة لا نحقق هذه الرسالة كما يجب.. فمن باب اولى أن تكون هذه (الفئة المنسية) اولى بالتقدير. وإعادة فتح سلم رواتبهم ليصل لمستويات مقبولة. مع زيادة سنوية كما هو معمول به في الدول المجاورة.. لقد فرضت الحياة على المواطن في بلادنا في السنوات الاخيرة مصاريف جديدة ومتعددة لم تكن موجودة في السابق وهي نتيجة طبيعية وحتمية للتطور والنمو مما ضاعف من مصاريفه لذلك هو يستحق الآن أن نهتم به أكثر وأكثر.. فهل نفعل؟!عن اليوم

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أبريل 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    27282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com